القاهرة | خرجت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية عن صمتها تجاه تجاوزات حملة المشير عبد الفتاح السيسي القانونية، ووجّهت لها الاتهامات بانتهاك القوانين على خلفية توزيعها 30 ألف لمبة موفرة، ما اعتبرته اللجنة «رشوة» انتخابية. وقال الأمين العام للجنة العليا للانتخابات الرئاسية، المستشار عبد العزيز سالمان، إن قانون الانتخابات قام بتجريم توزيع الهدايا على الناخبين لضمان عدم التأثير عليهم، مؤكداً أن حملة المشير خالفت القانون وهي أول ملاحظة رسمية تصدر من اللجنة بشأن حملة السيسي منذ انطلاق السباق الرئاسي نهاية آذار الماضي.
وأوضحت مصادر قضائية لـ«الأخبار»، أن اللجنة لا تريد اتخاذ أي إجراءات قانونية ضد أي من المرشحين خلال الفترة الحالية، مكتفية بالتنبيهات الشفهية على غرار عدم اتخاذ أي إجراءات مع المرشح حمدين صباحي عندما طرح ملامح برنامجه قبل بدء فترة الدعاية الرسمية بيومين.
وكانت لجنة الشباب المنبثقة عن حملة السيسي الانتخابية قد بدأت بتوزيع 30 ألف لمبة موفرة للطاقة بتكلفة تصل بسعر السوق المصري إلى 380 ألف دولار، أي ما يعادل 2.7 مليون جنيه مصري، ما يشكل أكثر من 10% مما يجب على المرشح إنفاقه خلال فترة الدعاية والذي حدده القانون بـ 20 مليون جنيه، فيما كان المسؤول عن الدعاية في الحملة طارق نور قد أعلن أن الحملة أنفقت 12 مليون جنيه منذ بدء الحملات الانتخابية حتى قبل 5 أيام من الآن.

اعتبرت اللجنة
العليا للانتخابات أن الحملة قدمت رشوة
وأوضح المسؤول في لجنة الشباب في الحملة، طارق الخولي، أن الحملة لم تُخبر رسمياً بأي قرارات من اللجنة العليا للانتخابات، مضيفاً إنه «لا يعقل أن تتأثر اللجنة بما ينشر في وسائل الإعلام». الخولي الذي لم ينف خبر توزيع الحملة للمبات، أكد في حديث إلى «الأخبار» أنهم مستمرون في توزيع اللمبات الموفرة طالما لم يتسلموا مخاطبات رسمية من لجنة الانتخابات، مشدداً على أن كل ما تردد عن «عقوبات على الحملة» من قبل اللجنة لا أساس له من الصحة ويندرج ضمن الشائعات التي تروّج حول الحملة. رأي اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بأن توزيع اللمبات يعتبر بمثابة الرشوة المجرمة قانوناً هو نفس ما أكده نقيب الصحافيين الأسبق مكرم محمد أحمد في تصريحات متلفزة، منتقداً إقدام الحملة على هذه الخطوة خلال فترة الدعاية، رغم سموّ الهدف في توفيرها للمواطنين من أجل المساهمة بترشيد الطاقة التي تعاني عجزاً كبيراً.
من جهة أخرى، تستمر حملة المشير السيسي في عملها في الشارع، ولوحظ انتشار كثيف للصور الدعائية الداعمة للمشير في شوارع مصر، بينما غابت اللافتات الدعائية للمرشح حمدين صباحي من شوارع القاهرة إلا في ما ندر، مع وجود على استحياء وعبر الحملة الرسمية فقط في ظل الأزمات المالية التي تمر بها الأحزاب الداعمة. وأصبحت غالبية اللافتات الدعائية الكبرى مزيّنة بصور دعائية للمشير ومذيلة بتوقيع الحملة الشعبية لدعمه، ومن بينها لافتات بتوقيع أعضاء سابقين في الحزب الوطني المنحل.
كذلك عمدت الأحزاب التي أعلنت دعمها للمشير إلى إظهار بذخ في الإنفاق على الوسائل الدعائية لإعلان دعمها، على غرار ما فعله حزبا «الحركة الوطنية» الذي يترأسه الفريق أحمد شفيق و«المصريين الأحرار» الذي يموّله رجل الأعمال نجيب ساويرس.