نجا رئيس الوزراء الليبي أحمد معيتيق من محاولة اغتيال بعدما أدت حكومته اليمين الدستورية، وذلك بعدما ألقى مسلحون مجهولون أمس قنابل على منزله في طرابلس. وذكرت مصادر أمنية حكومية أن معيتيق لم يصب في الهجوم، في حين قتل مهاجم واحد على الأقل واعتقل آخر خلال دفاع الحراس عن المنزل. وقال أحد مساعدي رئيس الوزراء، واسمه نضال رميدة، إن منزل معيتيق «تعرّض لهجوم بقذائف آر بي جي من الجهة الخلفية للمنزل»، موضحاً أن المسلح المعتقل موجود في العناية المركزة في أحد مستشفيات العاصمة.
هذا التصعيد جاء بالتزامن مع قرار الولايات المتحدة أمس نشر بارجة هجومية برمائية وعلى متنها ألف جندي من مشاة البحرية (مارينز) قرب السواحل الليبية «لتكون على أهبة الاستعداد ضمن إجلاء محتمل لطاقم السفارة الأميركية في طرابلس». وقال مسؤول أميركي في مجال الدفاع إن البارجة «باتان» ستصل خلال «الأيام القريبة» إلى المنطقة، مضيفاً في تصريح صحافي أن «الإجراء احتياطي». وفضلاً عن ألف جندي من المارينز، تضم البارجة عدداً من المروحيات من شأنها تسهيل إجلاء الدبلوماسيين، علماً بأن واشنطن نشرت 250 من المارينز وسبع طائرات «اوسبراي» وثلاث طائرات تموين في قاعدة سيغونيلا في جزيرة صقلية ضمن الهدف نفسه. رداً على ذلك، حذر زعيم جماعة أنصار الشريعة في مدينة بنغازي محمد الزهاوي الولايات المتحدة من التدخل في أزمة البلاد، وهددها بأنها ستواجه «ما هو أسوأ من الصراعات التي خاضتها في العراق أو أفغانستان». واتهم الزهاوي الحكومة الأميركية، في بيان له أمس، بدعم اللواء المنشق خليفة حفتر الذي أطلق حملة تهدف إلى القضاء على المتشددين الإسلاميين، قائلاً إن هدف دعم حفتر «توجيه البلاد نحو الحرب وإراقة الدماء». كل التطورات على الصعيد الأمني جاءت بعدما أدت الحكومة الليبية الجديدة اليمين أول من أمس، وذلك بعد يوم على فوز معيتيق بثقة البرلمان الذي عاد إلى العمل بعد أسبوع من هجوم على مبناه نفذه مسلّحون أعلنوا ولاءهم للواء حفتر.
وفيما أكد معيتيق أن حكومته ستركز اهتمامها على محاربة المتشددين وتأمين الحدود وبناء القوات المسلّحة بمساعدة أجنبية، استبعد اللواء المنشق أن يحقق رئيس الوزراء الاستقرار، داعياً في الوقت نفسه إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية المقررة في حزيران. لكن حفتر لم يستبعد إمكان الحوار مع معيتيق «رغم أنه لا يتمتع بالشرعية»، واصفاً إياه بأنه «رجل أعمال وليس رجل حرب».
(رويترز، أ ف ب، الأناضول)