دمشق | على وقع المعارك القريبة في ريف دمشق، تعجّ شوارع العاصمة بالمسيرات المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد، التي تبدأ منذ ساعات الصباح الأولى.صور اللافتات الإعلانية للانتخابات وصور المرشحين المنتشرة، قلّما تجدها في أيّ حملة انتخابية في أي بلد آخر. مشهد انتخابات النازحين السوريين في لبنان هو حديث الشارع أيضاً.
لم يتوقع السوريون أنفسهم نسبة الإقبال المرتفعة في سفارتهم في لبنان، كذلك الأمر في الأردن الذي طالما اعتبروه «معبراً للجماعات المسلحة» باتجاه بلادهم.

«حتى الأسبوع الماضي، ظلت المساعي الأميركية والغربية جارية لإيقاف الانتخابات»، يقول مصدر مطلع لـ«الأخبار». سياسة الترهيب لم تنفع، برأيه، كما أنّ «الحليفين الإيراني والروسي وقفا إلى جانب الحكومة السورية».
ويتوقع المصدر تكرار المشهد اللبناني في سوريا، مشيراً إلى أهمية تعاطي الحكومة السورية، وخصوصاً الرئيس الأسد، مع المصالحات التي تبنّاها شخصياً، «ما أدى إلى بث أجواء مريحة ومهيئة لأرضية الانتخابات الداعمة للرئيس، في موازاة الضربات الميدانية للمسلحين في عدد من الجبهات».
وعن سير الانتخابات، يشرح مصدر مطلع كيفية توزيع صناديق الاقتراع وعدد الناخبين. إذ إن عدد من يحق لهم الاقتراع في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري يصل لنحو 10 ملايين ناخب (من أصل 17 مليون مواطن في هذه المناطق). وبحسب المصدر، يتوقع أن تصل نسبة التصويت من «55 إلى 70 في المئة». كما أن «أكثر من 14 ألف صندوق اقتراع ستتوزّع على كل المحافظات السورية، وبإمكان 1000 ناخب التصويت في القلم الواحد».
ويلفت إلى أنّه «لن تقتصر الانتخابات على المواطنين المدنيين، بل ستكون هناك صناديق اقتراع على الجبهات العسكرية. وسيدلي كل عسكري بصوته، باعتبار أنّ رئيس البلاد هو القائد العام للقوات المسلحة. أما بالنسبة لرجال الدين، فسينتخب حوالى 12 ألف شيخ في مكان مخصص لهم»، إضافة الى «مراكز اقتراع نقالة، لمثل حالات المرضى في المستشفيات».
وعن عدد المراكز الانتخابية في عموم سوريا فهي «8000 مركز؛ منها أكثر من 3000 في دمشق وريفها»، في ظل وجود ممثلين عن جمعيات أهلية وبرلمانية أجنبية، من روسيا وإيران والصين وأميركا وكندا وإيرلندا ودول غربية أخرى، لمراقبة سير العمليات الانتخابية.
وستشهد دمشق، باستثناء بلدات الغوطة الشرقية وبلدات جنوب دمشق، إجراء العملية الانتخابية. وعدم حصولها في تلك المناطق «لن يكون ذا أثر لأن عدداً كبيراً من سكان هذه المناطق هم نازحون داخل العاصمة، حيث من المفترض أن يصوّتوا».
وفي درعا المدينة، يتوقع أن تتمّ عمليات «الاقتراع من قبل المواطنين بشكل عادي، ما عدا بعض مناطق الريف التي تشهد معارك». وفي السويداء واللاذقية وطرطوس وأدلب وحماه «سيكون النشاط الانتخابي طبيعياً». أما حمص «فيتوقع أن تشهد إقبالاً انتخابياً، عدا بعض بلدات الريف الشمالي».
وفي حلب، ستجرى الانتخابات في مناطق سيطرة الدولة، وكذلك الأمر في دير الزور.
وفي القامشلي والحسكة، تعمل الحكومة السورية على إجراء الانتخابات على نحو طبيعي، رغم رفض «حزب الاتحاد الديموقراطي» حتى الساعة حصول العملية الانتخابية في المناطق التي يعتبرها من «مناطق الإدارة الذاتية» الكردية. ويلفت مصدر متابع، إلى أنّ «الأكراد أبلغوا الحكومة السورية أول من أمس أنه بعد 48 ساعة سيتمّ إبلاغ الحكومة بالسماح بالاقتراع أو عدمه... وحتى الساعة، لا تزال الأمور على حالها».
وتبقى محافظة الرقة، الوحيدة التي لن تشهد أي عملية انتخابية كونها تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام». وينوّه المصدر، أخيراً، بأنّ «عدداً كبيراً من النازحين الذين من المفترض أي يصوتوا في العاصمة دمشق ومحافظتي الساحل السوري هم من الرقة وإدلب».