بينما نجا اللواء المنشق خليفة حفتر من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة استهدفت أحد مقارّه شرق ليبيا، قُتل ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة مصراتة حين هاجمه مسلحون أثناء وجوده في مهمة.
أما مقر الحكومة الليبية الذي يضم اجتماعات رئيس الوزراء الجديد أحمد معيتيق فأصيب بصاروخ، فجر أمس، أدى إلى وقوع أضرار مادية فقط. وقال قائد عمليات القوات الجوية الموالية لحفتر، العميد صقر الجروشي، إن هجوماً انتحارياً بسيارة مفخخة استهدف مقراً كانوا في اجتماع داخله، مضيفاً أن ثلاثة قتلوا وأصيب 23 شخصاً على الأقل. وهذا هو الهجوم الأول الذي يستهدف اللواء المنشق منذ أن بدأ حملة لاستئصال المجموعات الإرهابية، على حد تعبيره.
واتهم الجروشي تنظيم «أنصار الشريعة» بالوقوف وراء محاولة الاغتيال، مشيراً إلى أن «الرد قد بدأ بخروج الطيران الحربي لضرب معاقل التنظيم التكفيري في مدينة بنغازي». وأوضح أن «الطيران التابع للجيش الوطني الليبي يستهدف مزارع تخصّ أنصار الشريعة في منطقة قنفودة». في سياق آخر، أشار إلى أنهم لا يمتلكون أدلة كافية على «تورط تركيا وقطر في دعم أنصار الشريعة لتنفيذ عمليات إرهابية، آخرها محاولة اغتيال القائد حفتر».
أما حفتر فأكد في أول تصريح عقب محاولة اغتياله أنه بخير، متوعداً «الإرهابيين» بحرب شرسة. وكشف أنه خضع للعلاج مدة قصيرة في المستشفى بعدما أصيب بجروح طفيفة، مشدداً على أن «عملية الكرامة» مستمرة لتحقيق أهدافها «حتى يغادر الإرهابيون ليبيا أو تصفيتهم جميعاً، والأيام كفيلة بأن تريهم الرد».
في موازاة ذلك، أصيب مقر الحكومة الليبية بصاروخ أدى إلى وقوع أضرار، لكنه لم يوقع ضحايا. وكان رئيس الوزراء معيتيق قد انتقل إلى هذا المقر منذ يومين، رغم رفض عبد الله الثني تسليمه السلطة. واستهدف الهجوم الطابق الثالث من المبنى الواقع وسط طرابلس. ولم يكن معيتيق في مكتبه لحظة سقوط الصاروخ، لكنّه عاد وتوجه إلى المكان أمس للاجتماع مع وزرائه. في تطوّر لافت، قُتل ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مايكل غرويب، في مصراتة (شرق)، بعدما هاجمه مسلحون اعترضوا سيارته. وقال متحدث باسم «الهلال الأحمر» الليبي محمد المصراتي، إن «غرويب (سويسري الجنسية) اغتيل عندما كان في زيارة لمنطقة سرت خلال مهمة مع الهلال الأحمر»، مضيفًا: «كان معه سائق ومرافق (لم يذكر جنسيتيهما) أثناء تعرضه للاغتيال، لكن المهاجمين أطلقوا سراحهما بعد الحادث».
ويرى مراقبون أن مدينة مصراتة ستؤدي دوراً حاسماً في الصراع الدائر في البلاد. هنا توقع الأكاديمي المتخصص في الجماعات الإسلامية، علية العلاني، أن «انضمام المدينة إلى أحد طرفي الصراع سيؤدي إلى حسمه في وقت قريب». وأضاف أمس: «الوضع السياسي في ليبيا يفهم وفقاً للتركيبة القبلية وولاءاتها، فمثلاً اللواء حفتر في حملته لتهرئة الحكومة القائمة يحظى بدعم 80% من أهل بنغازي، وأكثر من نصف سكان طرابلس (وفق تقديره)، أي إن طرفي الصراع اقتسما الولاءات القبلية ولم يبقَ إلا مصراتة»، مكملاً: «هي المدينة الثالثة كبراً بعدد السكان بعد طرابلس وبنغازي، وتضم 700 ألف نسمة». وتابع العلاني: «هناك مجلس مدني أعلن مساندته حفتر، مقابل مجلس عسكري مع الحكومة، كما داخل هذا المجلس العسكري أصوات تنادي بالتفاوض مع حفتر، وفي الأيام المقبلة ستتضح الرؤية بالنسبة إلى اختيار أحد الطرفين».
على نحو منفصل، أعلن مسؤولون أن حكومة عبدالله الثني عينت قائداً جديداً لحرس المنشآت النفطية في إطار اتفاق مع محتجين لإعادة فتح موانئ شرق البلاد يسيطرون عليها منذ عشرة أشهر. وأضاف المسؤولون أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته وقع قراراً بتعيين العقيد علي الأحرش قائداً لحرس المنشآت النفطية. ولاقى هذا القرار ترحيباً من المحتجين.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب، الأناضول)