لا تتوانى بعض المواقف عن إسباغ «شرعية» على الهجوم الأخير لتنظيم «داعش»، تحت مسمى «ثورة شعبية» ناتجة من «ظلم مذهبي». ففي ظلّ صمت الحكومات الخليجية إزاء ما يشهده العراق، خرج «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» ليطلق على الهجوم الدموي اسم «ثورة عارمة للسنة»، ووصف «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» الهجوم الذي نفذه تنظيم «داعش» شمال العراق بأنه «ثورة عارمة للسنة»، مؤكداً أنها جاءت «نتيجة لسياسات الظلم والإقصاء لشعب أراد الحرية ورفض عيشة الذل».
وندد الاتحاد الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي، بدعوة المرجع السيد علي السيستاني الى حمل السلاح، محملاً المسؤولية لحكومة نوري المالكي «التي فشلت في تحقيق حالة وفاق وطني بين أبناء الشعب، مسيئةً استخدام القوة العسكرية، ما أوصل الأمور الى ما هي عليه الآن».
إقليمياً، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، أمس، أن طهران تعارض «أي تدخل عسكري أجنبي» في العراق وذلك غداة إرسال حاملة طائرات أميركية الى الخليج. وفي إطار الرد على ما أشيع في الصحافة الغربية، استبعد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني أي تعاون بين طهران وواشنطن بشأن العراق.
في غضون ذلك، أوضح نائب قائد القوات البرية الإيرانية، العميد كيومرث حيدري أن القوات المسلحة الإيرانية تزيد من تواجدها على طول الحدود مع العراق تحسبا لأي تهديد من طرف تنظيم «داعش».
وقال حيدري في حديث لوكالة الأنباء «تسنيم» الإيرانية إن «القوات البرية للجيش الإيراني تراقب عن كثب التطورات في العراق والمنطقة، وتواكب تطور الأحداث لكي ترد بالوقت المناسب على أي خطر أو ضربة محتملة».
من جهته، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن الأحداث في العراق غير مرتبطة بعناصر «داعش» فقط، إذ قد تفتح الباب أمام حربٍ طائفية.
أميركياً، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري لنظيره العراقي هوشيار زيباري، أول من أمس، أن الولايات المتحدة «ملتزمة» دعم العراق. وأضاف كيري إن مساعدة من بلاده لن تكون فعالة ما لم يكن لدى القادة العراقيين إرادة في وضع خلافاتهم جانباً وتطبيق معالجة فعالة لضمان وحدة البلاد الضرورية من أجل مواجهة تهديد «داعش».
من جهتها، حذرت برلين من تحول النزاع في العراق الى «حرب إقليمية بالوكالة»
(أ ف ب، الأناضول)