كشف الجيش السوري أول من أمس مخطّطاً جديداً لمسلّحي «جيش الإسلام» و«جند دمشق» في الغوطة الشرقية للعاصمة. يقضي المخطّط بالدخول إلى شرق العاصمة باتجاه ساحة العباسيين، من خلال الطريق التي تصل هذه الساحة بحي جوبر المجاور لها من جهة الشرق، ولكن هذه المرّة من تحت الأرض، عن طريق مجموعة أنفاق. حُفرت الأنفاق بدءاً من عمق حي جوبر، وكان يفترض أن تنتهي قبل الوصول إلى ساحة العباسيين بمئات الأمتار، ليُستكمل التقدّم بعد ذلك فوق سطح الأرض بعد إيقاع خسائر فادحة، وعلى نحو مفاجئ، بوحدات الجيش السوري التي تنتشر بكثافة في تلك النقطة.
واستهدف المسلّحون، مساء ذلك اليوم، نقطة رصد متقدّمة للجيش على بعد كيلومتر واحد تقريباً من ساحة العباسيين. وخلال الرد على مصادر النيران اكتشفت نقطة الرصد النفق، لتتولّى المدفعية تدمير أجزاء منه بمن فيه من المسلّحين. ويقول مصدر ميداني لـ«الأخبار»: «توقعنا منذ البداية أن النفق المكتشف ليس الوحيد، فاتّخذ القرار فوراً بتقدّم الوحدات الراجلة لمواجهة أي هجوم آخر محتمل. وبالفعل، تمّ اكتشاف النفق الذي كان مطلوباً منه أن يصل إلى ساحة العباسيين، ودمّر بالكامل». فالمسلّحون، يشرح المصدر، «لجأوا إلى حفر أنفاق عدة للتمويه، حيث يكون واحد منها فقط هو الممر إلى ساحة العباسيين». إثر ذلك، اندلعت مواجهات عنيفة في أطراف الحي، بقيت مستمرّة حتى ظهر أمس. ولم يتبيّن حجم الخسائر فيها بعد، ذلك أن «معظم القتلى من المسلّحين بقيت جثثهم في الأنفاق المدّمرة»، يضيف المصدر.
ويعزو مصدر عسكري محاولة المسلّحين تلك إلى «نيّتهم تعديل الكفة، بعد تطويق الجيش لبلدة المليحة، واستمرار تقدّم الجيش في الغوطة الشرقية». ووصف المصدر تلك المحاولة بـ«مخاطرة كبيرة بالنسبة إلى المسلّحين، تعكس حجم اليأس والعجز اللذين باتا يسيطران على العقول المدبرة للمعارضة المسلّحة؛ ففي أحسن الأحوال تتخطّى هذه المحاولة حدود التخطيط العسكري المنطقي. فهم يعلمون جيداً حجم وجود الجيش وانتشاره الكبير في الصفوف الخلفية في شرق العاصمة».
ولا تزال مدفعية الجيش توجّه ضربات شديدة إلى النقاط التي يشتبه في وجود المسلّحين فيها، فيما قصف المسلّحون، في المقابل، مناطق المزة وساحة الأمويين وباب توما والعمارة بقذائف الهاون، ما أدّى إلى وقوع العديد من الإصابات في صفوف المدنيين.


40 مسلّحاً سلّموا
أنفسهم للجيش السوري في وادي بردى

إلى ذلك، انفجرت أمس عبوتان ناسفتان في العاصمة، إحداهما أمام فندق البتراء في منطقة البحصة، والأخرى في حي المزة، من دون أن يسفر التفجيران عن وقوع أيّ إصابات، فيما قُتل مدنيان على أطراف بلدة السيدة زينب من جهة عقربا، في الريف الجنوبي، من جراء سقوط قذيفتي هاون.
وفي وادي بردى، في ريف دمشق الشمالي، سلّم 40 مسلّحاً أنفسهم للجيش، ليصار إلى تسوية أوضاعهم بموجب مرسوم العفو العام الأخير. أمّا في مخيّم اليرموك، جنوبي دمشق، فأفادت مصادر ميدانية عن «منع المسلّحين الأهالي تسلّم حصصهم من المواد الإغاثية». وقالت المصادر إنّ «المسلّحين طالبوا بتزويدهم بالمحروقات، من البنزين والمازوت، وإلّا فلن يسمحوا للأهالي بتسلّم السلل الإغاثية».
وفي ريف حمص الشمالي، استمرت الاشتباكات على أطراف قرية أم شرشوح بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة المسيطرين على القرية. وخاضت، أيضاً، قوات الجيش المتمركزة في جبورين أعنف الاشتباكات على حاجز المداجن بعد تراجع الجيش عن مواقع سبق أن سيطر عليها داخل القرية المذكورة. وتتوالى المواجهات في الريف الشمالي ضمن معركة سمّاها مسلحو حمص «الآن نغزوهم»، التي بدأها مقاتلو الريف بحجة فك الحصار السابق عن حمص القديمة.
وفي درعا، نشبت مواجهات عدّة في درعا البلد، في محيط جامع الحسين والمعصرة جنوبي الجمرك القديم، وفي غربي جامع بلال الحبشي. وأدّت المواجهات إلى مقتل عدد من المسلّحين وتدمير آليات كانت في حوزتهم.
وسيطرت، أول من أمس، الجماعات المعارضة، مجدداً، على تل الجموع الواقع في ريف درعا الغربي، بعد هجوم واسع عليه. ويساهم هذا التل الاستراتيجي بإعاقة عملية الجيش في مدينة نوى، حيث يعمل على تحريرها منذ قرابة الشهر. وأفادت «تنسيقيات» معارضة بأنّ «المنطقة كانت من النقاط الاستراتيجية المهمة بالنسبة للقوات الحكومية، حيث كان يستخدمها في التغطية النارية الكثيفة أثناء محاولاتها اقتحام المناطق المجاورة».
حلب: تقدّم المسلحين في العدنانية
على صعيد آخر، يستكمل الجيش عملياته العسكرية في حلب وريفها ضد الجماعات المسلحة. وأعلنت مصادر «غرفة عمليات أهل الشام» أمس عن تقدّمها في العدنانية في منطقة جبل عزان، جنوبي حلب، وكان الجيش قد بسط سيطرته على المنطقة قبل أيام.
وتحاول الجماعات المسلحة التقدّم نحو الزراعة وباشكوي القريبتين من طريق حلب ــ خناصر، و«سلسلة منشآت معامل الدفاع التي تتمتع بأهمية لوجستية وعسكرية بالغة، إذ تضمّ مهبط حوامات عسكرية تلعب دوراً كبيراً في العمليات»، وفق المصادر.
وبثّ ناشطون أمس تسجيلاً لمقاتل من «داعش» يدعى «أبو جندل الكويتي» وهو يقتل شاباً بذريعة أنه «مرتد من وحدات الحماية الكردية كان قتل ثلاثة من عناصر الدولة».
الى ذلك، كثّف الجيش من عملياته في حلب وريفها، حيث تعرّضت مواقع وتجمعات المسلحين للقصف في مناطق مختلفة في الريف الشمالي، إضافة الى قصف مواقعهم في الليرمون وكفر حمرة وقبتان الجبل والاتارب في الريف الغربي والوضيحي وبلاس وخان العسل في الريف الجنوبي. كذلك تجددت الاشتباكات بين وحدات الجيش والجماعات المسلحة على جبهة السجن المركزي ــ حندرات، حيث استهدفت الأخيرة مواقع الجيش بقذائف صاروخية وبأسطوانات غاز مفخخة.