لم ينل بيان الحكومة السعودية إعجاب بغداد، مستدعياً رداً عراقياً عنيفاً، اتهمت فيه عاصمة الرشيد الرياض بدعم الإرهاب مادياً ومعنوياً. أما كردياً، فكان لرئيس حكومة الإقليم نيجيرفان البرزاني اقتراح جديد لحل أزمة العراق، هو إعطاء السنّة مناطق حكم خاصة.
وشنت الحكومة العراقية هجوماً لاذعاً على السعودية، وحمّلتها مسؤولية الجرائم في العراق ودعم العصابات الإرهابية، ومنها «داعش».
وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء نوري المالكي: «إننا في الوقت الذي ندين بشدة هذا الموقف الذي نعتبره ليس فقط تدخلاً في الشأن الداخلي، وإنما يدل على نوع من المهادنة للإرهاب، ونحمّله مسؤولية ما تحصل عليه هذه الجماعات من دعم مادي ومعنوي، وما ينتج من ذلك من جرائم تصل إلى حد الإبادة الجماعية وسفك دماء العراقيين، وتدمير مؤسسات الدولة والآثار والمواقع التاريخية والمقدسات الإسلامية».

سيبدأ الأكراد
تصدير نفط كركوك
عبر شبكتهم
وأشار إلى أن «محاولة إضفاء صفة الثوار على هذه الجماعات من قبل وسائل إعلام تابعة للحكومة السعودية، تعد إساءة بالغة لكل ما هو ثوري ومحاولة لشرعنة الجرائم التي تقوم بها هذه المجموعات التي هي ليست خافية على أحد في كل مكان حلت به».
ولفتت الحكومة العراقية «نظر الحكومة السعودية، إلى ضرورة التركيز على وضعها الداخلي ومراعاة عدم التهميش والإقصاء في بلدها، فهي أحرى بهذه النصيحة من العراق، الذي تدور فيه عملية ديموقراطية وانتخابات حرة شهد العالم بنزاهتها».
من جانبه، قال البرزاني لقناة «بي بي سي»، إنه يعتقد أن العراق قد لا يبقى موحداً، مضيفاً أنه سيكون من الصعب جداً على العراق العودة إلى الوضع الذي كان موجوداً قبل سيطرة «داعش»، على الموصل وتكريت في تقدمهم السريع الأسبوع الماضي.
وقال إن المناطق السنية شعرت بالإهمال من قبل الحكومة العراقية، وإن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للمضي قدماً، مشيراً إلى أن تأسيس منطقة سنية تتمتع بالحكم الذاتي قد يكون حلاً.
وقال: «لندع هذا للمناطق السنية لتقرره، لكنني أعتقد أن هذا النموذج الأمثل لهم جميعاً. لكن عليهم أن يتخذوا القرار أولاً: ماذا يريدون أن يفعلوا بالضبط. ونعتقد، من وجهة نظرنا، أن وجود منطقة سنية هو أفضل حل، كما هو الوضع لدينا في كردستان».
من جهته، طالب رئيس الكتلة العربية ونائب رئيس الحكومة صالح المطلك، بتشكيل قوة عراقية جديدة تجمع الجيش السابق مع الجيش الحالي، وبتشكيل حكومة إنقاذ وطني.
وقال المطلك، في مؤتمر صحافي في بغداد: «يجب عقد جلسة عاجلة لمجلس النواب، وفي حال عدم انعقادها يجب الذهاب إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني».
وقال متطرقاً إلى الأوضاع الأمنية الحالية: «يجب تشكيل قوة مناطقية عسكرية من الجيش العراقي، تحتضن أبناء الجيش السابق والحالي، تأخذ مهمة قتال داعش»، وطالب بإيقاف المظاهر المسلحة في الشارع، مشيراً إلى أنها تخلق فتنة.
في غضون ذلك، بعد سيطرة قوات البشمركة على مدينة كركوك المتنازع عليه مع حكومة بغداد المركزية، قال وزير الموارد الطبيعية في كردستان آشتي هورامي، أمس، إن الإقليم أكمل ربط حقول المدينة بخط الأنابيب الكردي الجديد، الذي ينقل الخام إلى تركيا.
ويمكن أن يسمح الربط للأكراد ببدء تصدير نفط كركوك الخام عبر شبكتهم، بعد سيطرتهم على المركز النفطي الرئيسي في شمال البلاد.
في غضون ذلك، أبلغ الرئيس باراك أوباما الكونغرس أن الولايات المتحدة سترسل نحو 275 عسكرياً إلى العراق، لتقديم الدعم والحماية للمواطنين الأميركيين وسفارة واشنطن في بغداد، بعد أن سيطر متشددون على شمال البلاد.
وأضاف أن هذه القوة «ستبقى في العراق حتى يتحسن الوضع الأمني ولا تكون هناك حاجة إليها».
أمنياً ومع استمرار المعارك الضارية التي يخوضها الجيش العراقي ضد مسلحي تنظيم «داعش» للسيطرة على قضاء تلعفر، أكدت لجنة الأمن بمجلس نينوى مساء أول من أمس، أن قوات الجيش العراقي استعادت السيطرة على معظم المناطق التي احتلتها المجاميع المسلحة في القضاء، مبينةً أن الكثير من الأهالي نزحوا منه إلى مناطق أخرى.
كذلك، تمكنت القوات الأمنية في محافظة نينوى، من قتل قياديين اثنين من تنظيم «داعش»، المدعوين أبو أيمن وأبو عمر الموصل، خلال مواجهات مسلحة غربي الموصل.
في هذا الوقت سيطر الجيش العراقي فجر أمس على طريق مهم، يربط العاصمة العراقية بغداد بسامراء (شمال)، بعد معارك ضارية مع مسلحي «داعش» والمتحالفين معهم، بحسب الشرطة.
وقال النقيب قدوس المزروعي إن «معارك ضارية اندلعت بين الجيش والمسلحين فجر اليوم على طريق بغداد سامراء باتجاه المحافظات الشمالية أدت إلى إصابة 25 جندياً، وتمكن الجيش من استعادته من سيطرة «داعش».
وأضاف أن «الجيش يمشط المنطقة لتأمينها نهائياً، مشيراً إلى انتشال القوات العراقية 25 جثة، لعناصر في الجيش والشرطة ومدنيين قتلوا خلال الأيام الماضية».
في غضون ذلك أعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة قاسم عطا أمس، مقتل العشرات من نزلاء سجن المفرق بهجوم لـ«داعش»، استهدف مبنى السجن غرب مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى.
وقال عطا إن 52 نزيلاً في سجن المفرق غرب بعقوبة قتلوا بقنابل يدوية وقذائف هاون ألقاها عناصر «عصابات داعش» على مبنى السجن.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول، رويترز)