يتواصل ظهور تداعيات سيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» على محافظة الموصل العراقية على الميدان السوري. وبعد أن استنفرت كافة الجهات الأسبوع الماضي على الحدود العراقية السورية، استطاع عناصر التنظيم أمس بسط سيطرتهم على معبر القائم الحدودي الرسمي مع سوريا، والواقع في محافظة الانبار غرب العراق.
ودارت اشتباكات عنيفة في اليومين الماضيين في مدينة البوكمال السورية، قبل السيطرة على المعبر، والاستيلاء على جميع الأسلحة والمعدات الموجودة. وأكّدت مصادر أمنية وعسكرية لوكالتي «فرانس برس» و«الأناضول» التركية سيطرة «داعش» على المعبر. وبذلك، يبقى معبر ربيعة الرسمي الحدودي بين العراق سوريا، والواقع في محافظة نينوى، تحت سيطرة قوات البشمركة الكردية.
في موازاة ذلك، استمر قصف الجيش السوري لمواقع «داعش» في محافظة الرقة الواقعة تحت سيطرة التنظيم في اليومين الماضيين. وشنّ سلاح الجو أمس 4 غارات جوية على المدينة، مستهدفاً مناطق الملعب البلدي، ودوار الفروسية، ومنطقة الثكنة وأطراف الفرقة 17، بحسب ما ذكر ناشطون معارضون.
على صعيد آخر، ارتفعت حدّة المعارك في حلب بين الجيش والجماعات المسلحة في مختلف المناطق من ريف المحافظة. وشهد محيط جبل عزان في ريف حلب الجنوبي اشتباكات عنيفة أدّت الى مقتل أحد قادة «جبهة النصرة» إسماعيل العيسى الملقب بـ«أبو نجيب». في موازاة ذلك، أصدرت «غرفة عمليات المسلحين في الريف الشمالي» بياناً أعلنت فيه استئناف معركة «النهروان» التي تهدف الى السيطرة على قرى وبلدات الريف الشمالي التي يسيطر عليها «داعش».

هجوم على السعن في ريف حماه

وفي ريف حماه الشرقي، هاجم مسلحو المعارضة حواجز الجيش في قرية السعن، الواقعة إلى الشرق من بلدة سلمية. مسلحو «الجبهة الإسلامية» المتمركزون في بلدة مورك التي تشكل تجمّعاً مهماً تنطلق منه هجماتهم، شنّوا منها هجوماً على حواجز السعن، ما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات من عناصر الجيش. الاشتباكات العنيفة أسفرت عن 85 قتيلاً من الجبهة الإسلامية و130 جريحاً، بحسب المصادر الميدانية، جراء المعارك المتواصلة حتى فجر أمس، في حين خسر الجيش بلدة جب سعد المجاورة.

هاون على العاصمة

الى ذلك، تتواصل عمليات الجيش في الغوطة الشرقية للعاصمة، حيث يعتمد على سلاح المدفعية والجو، وعلى الوحدات الراجلة التي تواصل تمشيط المليحة وأطرافها من جهتي زبدين وجسرين والنشّابية. واستهدفت المدفعية الثقيلة أمس مزارع الشيفونية وتل كردي في منطقة دوما، موقعة العديد من القتلى في صفوف المسلّحين، فيما تواصلت الاشتباكات العنيفة في شرقي حي جوبر، لليوم الثالث على التوالي. مصدر ميداني قال لـ«الأخبار»: «يدفع زعماء المسلّحين بمقاتليهم إلى أكثر جبهاتنا تحصيناً في جوبر، في معركة يخسرون فيها يومياً، فقط لكونها النقطة الوحيدة التي تطل من خلالها الغوطة على دمشق مباشرة (يقصد ساحة العباسيين)، في محاول للسيطرة على أي قطعة أرض ومقايضتها بالمليحة».
وفيما بدا ردّاً على تكبيدهم خسائر فادحة، أمطرت المعارضة المسلّحة العاصمة بقذائف الهاون على نحو كثيف، إذ سقطت القذائف في ساحة العباسيين، والتجارة، والتضامن، وساحة الأمويين، والزاهرة الجديدة، ما أدّى إلى إصابة 9 مواطنين. وفي داريا، في الريف الجنوبي الغربي، نشبت معارك في مناطق مختلفة من المدينة، أهمها بالقرب من منطقة الفصول الأربعة المتاخمة لبلدتي جديدة عرطوز وأشرفيّة صحنايا، بينما شدّد الجيش إحكام الطوق على المدينة من الجهات الأربع. مصدر عسكري قال لـ«الأخبار» إنّ «مسلّحي داريا يعيشون الآن في حالة تململ. من حين إلى آخر يهاجمون إحدى النقاط العسكرية للجيش الذي يصدّهم بسهولة نتيجة رسوخ وجوده في محيط المدينة». وترجّح مصادر مطلعة اقتراب هذه الأخيرة من المصالحة، «فالاتصالات مستمرّة بين البعض من داخل البلدة وبين الجيش، ولجنة المصالحة تواصل تنسيقها مع مختلف الأطراف». وتؤكّد المصادر أن إحدى النقاط العالقة تتعلق بـ«مصير المسلّحين الرافضين للتسوية، وهؤلاء معظمهم من جبهة النصرة».

كمين في القلمون

أحبط الجيش السوري، في وقت متأخر من ليل أمس، محاولة تسلل من قبل مسلحي «جبهة النصرة» إلى رأس المعرة في القلمون. وأدى الكمين المحكم إلى مقتل عدد من أفراد المجموعة، بينهم قائدهم اليمني ياسر الرهنة، وهرب المسلحون تاركين جثث قتلاهم. كذلك استُهدف بالقصف المدفعي أمس معسكر تابع لـ«جبهة النصرة» في جرود عرسال بعد تجمعهم قبل الانطلاق باتجاه الأراضي السورية عبر سلسلة جبال لبنان الشرقية، بحسب مصادر ميدانية، التي أكدت تحقيق إصابات مباشرة في صفوف عشرات المسلحين.
وفي القلمون أيضاً، عاد أمس أكثر من 250 شخصاً الى حوش عرب وعسال الورد من بلدة الطفيل اللبنانية، وذلك برعاية الجيش وتحت إشراف الهلال الاحمر.
في درعا، وفي بلدة إنخل في الريف الغربي، استهدف الجيش آليات للمسلّحين على طريق تل الجابية ــ السكرية وتمكّن من قتل بعض المسلّحين في بلدة النعيمة، في ريف درعا الشرقي، وبالقرب من عتمان، أثناء اشتباكات دارت في المنطقتين، دفعت الجماعات المسلحة التابعة لـ«الجيش الحر» الى إصدار «بيان استغاثة» لمؤازرة المسلحين. وأصيب جراء الاشتباكات في البلدة قائد كتيبة «لواء المعتز بالله» التابع لـ«الحر» الشيخ نادر النابلسي.