ريف دمشق | أمست «جبهة النصرة» وكافة الفصائل المسلّحة، منذ ليل أول من أمس، تحت نار الجيش السوري من جهة، واللبناني من جهة ثانية بين جرود القلمون على سلسلة الحدود اللبنانية الشرقية وجرود عرسال. «المعركة كبيرة» ولا تقلّ أهميتها عن معركة القلمون، على ما يقول مصدر أمني سوري لـ«الأخبار». كذلك فإنها «فتحت إلى حين إخلاء الجرود من كل جيوب المسلحين والبؤر الإرهابية». وشهدت السلسلة أمس معارك عنيفة بين الجيش السوري والمسلحين، إذ كثّف الجيش منذ ساعات الصباح الأولى ضرباته الجوية على المعسكرات التابعة لـ«جبهة النصرة» ومختلف الفصائل المسلحة، واندلعت المعارك على محاور مزارع رنكوس وحوش عرب وعسال الورد.
وأصيب بمعارك أمس، قائد «النصرة» في القلمون «أبو مالك التلي» وقُتل قائد «كتيبة أحرار القلمون» مازن خلوف ومساعداه عمار وردة ومحمود خلوف وقائد «لواء الغرباء» التابع لـ«النصرة» «أبو حسن التلي»، إضافة إلى العشرات من المسلحين. ووجّه «المركز الإعلامي في القلمون» المعارض نداء استغاثة طلب فيه من «ثوار عسال الورد» التوجه إلى جبهات حوش عرب لـ«مؤازرة إخوانهم». في موازاة ذلك، استبق الجيش السيناريو المعتاد لحركة المعارضة المسلحة في ريف دمشق، في كل مرة يزداد فيها الخناق على مقاتلي جبهة القلمون. وهذه المرة لم تتمكن «كتائب» المعارضة من إشغال الجيش في معارك جانبية من شأنها فك الضغط عن مقاتلي القلمون، حيث تركز هدف وحدات الجيش على منع انتقال مقاتلي المعارضة المسلحة من مراكزهم داخل البلدات نحو مناطق التماس المباشر. وكثّف الجيش، إثر ذلك قصفه المدفعي على جبهات دوما وجوبر وبساتين الطباخة في المليحة. وكان مصدر عسكري مسؤول قد أكد لـ«الأخبار» أن «العملية مستمرة في كافة مناطق الغوطة الشرقية، وبالأخص في دوما التي تم صد تحركات مسلحيها في الشمال، وجوبر التي منعنا تهديدات مقاتليها بالوصول للمتحلق الجنوبي». وعقب المصدر ذاته: «لقد وصل ضعف هؤلاء في الغوطة الشرقية إلى حدٍّ لم يعودوا فيه أصحاب القرار في تحديد مناطق الاشتباكات وتوقيتها».
وفي الغوطة الغربية، تجددت الاشتباكات بين الجيش وفصائل المعارضة المسلحة على الحدود الشرقية لمدينة داريا، بعدما فشلت محاولة مقاتلين تابعين إلى «كتائب الصحابة» استعادة بعض النقاط التي تمت خسارتها شرق المدينة خلال الشهر الماضي. وبعدما شهدت العاصمة السورية تراجعاً في تساقط قذائف الهاون على أغلب مناطقها، استهدفت إحدى تلك القذائف حي المزة الدمشقي، بالقرب من مدينة الجلاء الرياضية، حيث اقتصرت أضرارها على الخسائر المادية.
وجنوباً، إلى محافظة درعا، استهدفت وحدات الجيش تجمعات متفرقة لمقاتلي المعارضة المسلحة، واستطاعت قتل العشرات من مسلحي «النصرة» خلال تدمير أحد مقارها في شمال مزرعة الغزلان. كذلك طاول استهداف الجيش الحدود الشرقية لبلدة عتمان في الريف الشمالي للمحافظة، بالإضافة إلى محيط مبنى الاتصالات فيها، ما أدى إلى سقوط أكثر من 16 عشر مسلحاً في مجمل اشتباكات ريف المحافظة، بحسب مصادر ميدانية. وفي الشمال الغربي لدرعا، مشَّط الجيش طريق درعا ـ طفس، الذي كانت تستفيد منه قوات المعارضة كنقطة ارتكاز في عملياتها المنطقة نحو عتمان، بالإضافة إلى كونه طريق إمداد رئيسي، بسبب قربه من منطقة اليادودة على الحدود السورية ـــ الأردنية. وتزامنت عملية التمشيط مع اشتباكات متقطعة قتل خلالها سبعة مسلحين، بالإضافة إلى العديد من الجرحى.