حلب | من جديد ضربت جبهات ريف حلب موعداً مع إعادة توزع وتموضع للمجموعات المسلحة فيها. ومن المنتظر أن يتحول ريف حلب الجنوبي إلى مقصد لقوقازيي «جيش المهاجرين والأنصار»، ومسلحي «حركة حزم»، حسب مصادر «الأخبار»، فيما يواصل تنظيم «داعش» تثبيت هيمنته في ريف حلب الشرقي، مستفيداً من الأثر النفسي الذي أحدثه تمدده الكبير شمال غرب العراق.
وقال مصدر معارض في منبج لـ«الأخبار» إن «موفدين من داعش، من بينهم أمراء وشرعيون، باشروا منذ أيام لقاءات مع وجهاء عشائر من بني سعيد، والبوخميس، والغانم، والعون في ريف حلب الشرقي». ووفقاً للمصدر، «يطلب الموفدون من الوجهاء جمع الزكاة وتسليمها للتنظيم. وحض الأهالي على إقناع أبنائهم بالانتساب إلى داعش، وتسليم الأسلحة الموجودة في حوزتهم». وأكد المصدر أن «الشرعيين يعدون الأهالي بإنفاق مئات ملايين الدولارات من عائدات النفط، وما حُصل عليه من بنوك الموصل على الخدمات في المناطق الريفية». وتندرج هذه الوعود في سياق سياسات التنظيم المعهودة، في كسب ود البيئة الحاضنة، على غرار ما فعل سابقاً في مناطق مختلفة من ريف حلب، الأمر الذي اتبعه أخيراً في العراق أيضاً. وفي سياق متصل، عزل التنظيم «أمير جرابلس» أبو بكر المصري، إثر نشر تسجيل يُظهره وهو يسخر من مسنٍّ فشل في الإجابة عن «أسئلة فقهية».
وقال التنظيم في بيان: «اطّلعت ولاية حلب على تسجيل نُشر على شبكة الإنترنت يظهر فيه أمير منطقة في الدولة الإسلامية مع رجل ذي شيبة يجهل جل دينه. ولقد أخطأ الأخ غفر الله لنا وله وظهر منه ما لا يليق بأمير منطقة في الدولة الإسلامية، ولذا قررت ولاية حلب تعزير الأخ وعزله عن مسؤوليته».
إلى ذلك، أُعلن أمس تشكيل «غرفة عمليات الجنوب بالتعاون مع غرفة عمليات أهل الشام» بغية «صدّ تقدم قوات الأسد (...) ضمن معركة الصادقون بإذن الله»، وفقاً لبيان التشكيل. وتتشارك في «الغرفة» 13 مجموعةً مسلحة، أبرزها «جبهة النصرة»، و«جيش المهاجرين والأنصار»، و«جيش المجاهدين»، و«حركة حزم». وكانت الأخيرة حتى وقت قريب تحاول الظهور في مظهر «معتدل»، وتعتبر هذه أول مشاركة معلنة لها في القتال إلى جانب مجموعات متطرفة. وبدا لافتاً أن «بيان تشكيل الغرفة» قد أعلن «استبعاد فصائل بسبب عدم الالتزام بالرباط والعمل الجهادي». وهي «لواء التوحيد»، «اللواء 99 - جبهة ثوار سوريا»، «كتائب آل البيت»، و«كتائب محمد الإسلامية». مصادر المسلحين قالت إن «الغرفة نجحت في تحرير كل من قرية القليعة والمشفى والدباغة والمناشر والبحيرة»، فيما نفت مصادر «الأخبار» سيطرة المسلحين على تلك القرى، وأكدت أن «المعارك ما زالت دائرة، وسط تقدم للجيش السوري».