القاهرة | في زيارة لن تتجاوز حدود البروتوكول وفقاً لمصادر دبلوماسية رفيعة، تهبط طائرة الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز في مطار القاهرة صباح اليوم ليحلّ ضيفاً على الرئيس عبد الفتاح السيسي لساعات، في أول زيارة لرئيس دولة منذ تسلم السيسي منصبه كرئيس للجمهورية.
ووفقاً للجدول الذي وضع بالتنسيق بين وزارة الخارجية المصرية ونظيرتها السعودية، تصل طائرة الملك السعودي من المغرب حيث كان يقضي إجازة خاصة، بينما تصل طائرة الوفد السعودي قبلها بفترة زمينة قصيرة، فيما ستقتصر الزيارة على لقاء يضم عبدالله مع السيسي في مطار القاهرة، نظراً إلى الحالة الصحية للملك.
وسيعقد الجانبان المصري والسعودي لقاءً لبحث سبل التعاون بين البلدين خلال الفترة المقبلة، والتحضيرات لمؤتمر المانحين الذي دعا إليه عبدالله لدعم الاقتصاد المصري، والمقرر أن تستضيفه المملكة قريباً. وتشمل الزيارة القصيرة جلسة مغلقة بين السيسي وعبدالله لمناقشة آخر التطورات السياسية في المنطقة.
وكشفت مصادر دبلوماسية لـ«الأخبار» أن الزيارة تم التنسيق لها بشكل مفاجئ ومن دون علم السفيرين في البلدين، وهو ما جعل السفير السعودي في القاهرة أحمد القحطان يبادر إلى نفي الخبر فور نشره، قبل أن يغلق هاتفه بشكل مفاجئ بعد تأكيد الديوان الملكي للزيارة التي تعدّ الأولى من نوعها منذ ثورة «25 يناير» للملك السعودي.
وأوضحت المصادر أن السيسي استقبل خبر زيارة الملك السعودي بترحاب شديد، وخاصة أنه كان يخطط لزيارة المملكة خلال الاسبوع المقبل. وأشارت المصادر إلى أن التفاصيل الكاملة للقاء المرتقب اليوم تم الاتفاق عليها خلال لقاء وزير الخارجية المصري ونظيره السعودي على هامش قمة وزارء الخارجية العرب التي اختتمت أعمالها أول من أمس في جدة.
وكشفت المصادر أن زيارة الملك السعودي لن تكون الوحيدة خلال الايام المقبلة، حيث سيصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المنطقة في غضون ساعات، ليلتقي السيسي ونظيره المصري الجديد سامح شكري، لبحث سبل التعاون بين الإدارة المصرية ونظيرتها الأميركية في المرحلة المقبلة، في زيارة تعتبر الأولى لمسؤول أميركي منذ تولي السيسي منصبه.
الخبير في مركز «الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، عمرو ربيع، قال لـ«الأخبار» إن زيارة الملك السعودي تأكيد إضافي من المملكة لحجة الدعم الذي تقدمه للنظام المصري الجديد، مشيراً إلى أن الدعم الخليجي منذ 30 يونيو يعتبر أحد أقوى العوامل التي دعمت نجاح الثورة المصرية في الخارج عبر الهيئات الدبلوماسية.
وأضاف ربيع أن جميع الملفات ستكون مطروحة في النقاش بين الملك السعودي والرئيس المصري، خاصة المتغيرات في العراق، والموقف المشترك لما يحدث في سوريا من رفض انفراط العقد السوري وتقسيم البلاد وحل أزمتها. ولفت إلى أن القمة المصرية السعودية ستتناول أيضاً الأزمة مع قطر والمصالحة المصرية القطرية والأوضاع في ليبيا.
ورأى أن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لمصر تنهي حالة الجدل التي تسبب بها تأخر الإدارة الأميركية في تهنئة الرئيس المصري بالفوز في الانتخابات الرئاسية لعدة أيام، إضافة إلى التأكيد على اعتراف واشنطن بالسلطة المنتخبة في مصر وإيصال رسالة مفادها استمرار الدعم والتعاون المشترك بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
ولفت ربيع إلى أن جماعة الإخوان المسلمين المحظورة «ستواجه بعد هذه الزيارات عزلة دولية، ولن يقوم ممثلوها في الخارج بلقاء أي شخصيات رسمية، سواء في الولايات المتحدة أو غيرها، خاصة أن التحركات السياسية لهذه الدول ترسخ اعترافها بشرعية ثورة «30 يونيو» والتعامل مع «الإخوان» كجماعة «إرهابية» ستتوقف أنشطتها ويلاحق أعضاؤها داخلياً وخارجياً».