منذ حوالى أسبوع، خطفت «حركة أحرار الشام» الاسلامية 60 من النساء والاطفال من قرية الزرّاعة الواقعة الى الجنوب الشرقي من جبل عزان في ريف حلب الجنوبي، الذي تدور حوله معارك عنيفة منذ أسبوعين. وأمس نجحت المفاوضات التي أجرتها مجموعة «حلب قلب واحد» في تحرير المخطوفين.
وشرح مصدر معني لـ«الأخبار» أنّ «أعضاء المجموعة في جنوب حلب تمكنوا بعد وساطات عشائرية من إطلاق سراح المخطوفين... لكن جهود المصالحة فشلت في إنقاذ حياة مختار القرية وإمام جامعها حيث قطعت الحركة رأس الأول وشنقت الثاني». وأكدت المصادر «تواصل الجهود لإنقاذ حياة 18 من المخطوفين المحتجزين في سجن سري في قرية بنان الحص جنوب حلب».
إلى ذلك، قال مصدر ميداني، لـ«الأخبار»، إنّ انتقال الثقل القتالي للجماعات المسلحة إلى جنوب حلب هو «محاولة أخيرة من المسلحين قبل تسليمهم بهزيمة مغامرتهم في المدينة التي لفظتهم منذ البداية. فقرار إغلاق دائرة الحصار عليهم في الأحياء الشرقية منها ينتظر مجرد التنفيذ في عملية خاطفة، ما سيجعل فاعليتهم الوحيدة في الضغط على الحكومة هو قصف المدنيين». ويشهد جنوب حلب معارك عنيفة، حيث وضعت مختلف الجماعات المقاتلة كل قواها في هذه الجبهة بعد سيطرة الجيش على قمة جبل عزان، الذي يضم مقراً لكتيبة دفاع جوي، وتحريره نحو اثنتي عشرة قرية ومزرعة في محيطه. وأضاف المصدر نفسه أنّ «جبهة جنوب حلب هي الورقة الأخيرة بأيدي المسلحين الذين فشلوا في إحراز أي خرق في جبهة الزهراء ــ الجوية منذ شهرين، وفي مواصلة حصار السجن المركزي، بهدف تحقيق إنجاز يستثمره مشغلوهم إعلامياً، وهو حصراً قطع طريق حلب ــ خناصر أو الاقتراب من منشآت مؤسسة معامل الدفاع».
وأكّد مصدر عسكري «تصدّي وحدات من الجيش لمحاولات مسلحين من تنظيم داعش السيطرة على نقاط حراسة جنوب المحطة الحرارية في الصبيحية وتريديم وتل بلاط».
في موازاة ذلك، أعلن «داعش» مقتل اثنين من عناصره هما أبو وقاص الليبي وأبو جهاد الحلبي في قصف لسلاح الجو استهدف مطار الجراح قرب مسكنة شرقي حلب، غداة إقامة «محكمة إسلامية» في صرين التابعة لعين العرب «حد الحرابة» على شخص حاول قتل مسلح من التنظيم، وعن تصفيته 14 من «الصحوات» في «عملية أمنية غنم خلالها سلاحهم» في قرية عبلة القريبة من تل جيجان شمالي حلب. وفي دير الزور، شرقاً، استمرت الاشتباكات بين «داعش» والجماعات المسلّحة المعارضة. وفجّر «داعش» منزل قائد «لواء الأحرار» في «الجيش الحر» المدعو إسماعيل العبدالله.

معارك القلمون

على صعيد آخر، تواصلت العملية العسكرية التي بدأها الجيش السوري ضد المسلحين المتبقين في جرود القلمون الموازية للحدود اللبنانية، لكن بوتيرة أخف، إذ اعتمد الجيش على الضربات الجوية.
ومن نتائج هذه المعركة قتل العشرات من «جبهة النصرة» و«لواء تحرير القلمون»، ونقل عشرات الجرحى إلى بلدة عرسال والمستشفى الميداني في الزبداني، وسط حالة هلع بين صفوفه، ما أدى إلى تسليم 35 مسلّحاً أنفسهم أمس مع عائلاتهم للجيش السوري عند معبر الطفيل ــ عسال الورد.
وفي وقت متأخر من ليل أمس، صدّ الجيش السوري هجوماً لمقاتلي «جبهة النصرة» وحلفائها على أطراف بلدتي فليطا ورأس المعرة، حيث دارت اشبكات عنيفة بعد وقوع المهاجمين في كمين متقدّم للجيش، سقط خلاله عدد من القتلى والجرحى، حسب مصادر معنية لـ«الأخبار».
وفي الغوطة الشرقية، ذكرت وكالة «سانا» أنّه «تم تدمير نفق مزوّد بالإنارة ووسائل التهوية يمتد بطول 250 متراً وعمق 12 متراً من الثانوية الصناعية باتجاه وسط جوبر، كما قضت وحدات من الجيش على مجموعة من المسلحين على محور المليحة باتجاه مزارع جسرين». بدوره، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن سلاح الجو السوري نفّذ «23 غارة على مناطق في مدينة المليحة ومحيطها منذ صباح اليوم (أمس)، بالتزامن مع قصف بتسعة صواريخ، يعتقد أنها من نوع أرض ــ أرض، على المنطقة ذاتها».