ضربة معنوية قوية تلقّاها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أمس، تمثلت بمقتل «الأمير الشرعي للدولة في الغوطة الشرقية» عبد المجيد العتيبي، السعودي الجنسية. أوساط التنظيم المتطرف سارعت إلى اتهام «جيش الإسلام» الذي يتزعمه زهران علوش، وتوعدت بـ «ردّ مُزلزل». وقالت مصادر «جهادية» موالية للتنظيم إنّ «العتيبي استُشهد إثر استهدافه غدراً بكمين طيّار، في مزارع الأشعري». الأمر الذي أكده مصدر من داخل التنظيم لـ«الأخبار». وأضاف المصدر أنّ «الشهيد العتيبي ذهب ضحيّة عملية تصفية، ولم يستشهد في اشتباك.
ومن قتله كان يمتلك معلومات وافية عن مكان وجوده وعن تحركاته». وألمح المصدر إلى أن شكوكاً تحوم حول شاكر الشامي (جعفر)، الذي كان مرافقاً للعتيبي، وقيل إنه نجا من الكمين. والشامي واحد ممن انشقوا عن «جبهة النصرة» و«بايعوا داعش» إثر نشوب الخلاف الكبير بين التنظيمين المتطرفين. وقال المصدر إن «ملابسات العملية الغادرة أثارت إشارات استفهام كثيرة، ولن تلبثَ الحقائق أن تتكشف بحول الله. وينال كلّ غادرٍ جزاء ما اقترفت يداه». كذلك توعد المصدر «جيش الإسلام» بـ«ردّ مُزلزل، سيجعلهم يندمون حينَ لا ينفع الندم». ويبدو أن مقتل العتيبي سيُمهد لاستمرار عمليات التصفية المتبادلة، بين «داعش» وخصومه، حيث أدرجت أوساط «الجهاديين» قتل العتيبي في خانة الانتقام لمقتل «القاضي الأول للجبهة الإسلامية في الغوطة أبو همام». وأصدرت «الجبهة» حينها بياناً شديد اللهجة توعدت فيه «داعش» بدفع «ثمنٍ فادح». واشتهر العتيبي بلقب «قرين الكلاش»، ويُعتبر واحداً من أشهر «الجهاديين المهاجرين» وأقدمهم وصولاً إلى سوريا. وعُرف عن «الكلاش» نشاطه الكبير في «الإعلام الجهادي». وكان لـ«تغريداته الجهادية التحريضية أعظم الأثر في دعم الجهاد والمجاهدين»، وفقاً للمصدر «الجهادي». المصدر أوضح أن «العتيبي عُرف بالورع الشديد، وكان من أفضل من يُعالج المرضى بالرقى الشرعية حين كان طالبَ علمٍ في الرياض. قبل أن يُسارع الى تلبية نداء الجهاد، وينفر إلى أرض الشام المباركة». بدورها، اعتبرت أوساط «الجبهة الإسلامية» مقتل العتيبي «نصراً كبيراً للجبهة، وضربة لداعش». وأكدت مصادر «الجبهة» أن القتيل «نالَ الجزاء الذي يستحقه، حيث سبق له وأن نال بتغريداته من حرائر الغوطة، واتهمهنّ ببيع شرفهنّ مقابل الحصول على الطعام».

أعدمت «النصرة»
أحد قادتها بعد
مبايعته لـ«داعش»
في دير الزور

وفي موازاة ذلك، نفت «جبهة النصرة» في بيان لها ما يتمّ تداوله عن انشقاقات في صفوفها في البوكمال في دير الزور، وانضمام مقاتلينها الى «داعش». في المقابل، وفيما تستمر المعارك بين «داعش» و«النصرة»، أعدمت الاخيرة أمس الضابط في المجلس العسكري «أبو هارون» بعد مبايعته لـ«داعش» في منطقة موحسن في دير الزور.
على صعيد آخر، صعّد الجيش السوري أمس قصفه على مناطق الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق، مكبدّاً فصائل المسلّحين خسائر فادحة في صفوفهم. واستهدف الجيش تجمعات المسلحين في كل من النشابية والمليحة ومزارع عالية في دوما، إذ قتل «عشرات المسلحين» بحسب مصدر ميداني لـ«الأخبار» من «الجبهة الاسلامية» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام». وفي السياق، شرح المصدر نفسه لـ«الأخبار» أنّ «الخسائر الجارية في صفوف المسلّحين في الغوطة الشرقية لا تقتصر على أرواح المسلّحين، بل تشمل أيضاً معدّاتهم من آليات وأنفاق وعتاد». وأضاف: «التقدّم الذي أحرزه الجيش في أطراف الغوطة الشرقية من جهة دمشق في وقت سابق وخصوصاً في المليحة، أمّن للجيش إطلالات جديدة على مواقع المسلّحين في الغوطة، ما يضاعف من خسائر هؤلاء».
وفي الغوطة الغربية، أدى سقوط قذائف هاون عدة وقذيفة صاروخية في محيط المستوصف في منطقة الكسوة إلى مقتل 5 مدنيين وجرح 5 آخرين، وإصابة بعضهم خطيرة. في موازاة ذلك، استمر توافد المدنيين الى بلدة عدرا العمالية، إذ بلغ عددهم 730 شخصاً حتى الامس، في ظل استهدافهم من قبل القناصة المتمركزين على أطراف البلدة. وبلغ عدد الضحايا برصاص القنص أمس 12 شخصاً.
وفي حمص، استشهدت مواطنة وأصيب 23 آخرين جراء تفجير سيارة مفخخة استهدفت حي وادي الذهب أمس. ولفت مصدر في محافظة حمص لوكالة «سانا» الاخبارية، إلى أن «التفجير الإرهابي الذي وقع بالقرب من حلويات الفردوس في سوق تجاري يشهد عادة حركة نشيطة للمواطنين والسيارات ألحق أيضا أضرارا مادية بالمكان».
إلى حلب، شمالاً، حيث أعلنت «غرفة عمليات أهل الشام» أمس عن سيطرتها على ثلاثة قرى كانت خاضعة لتنظيم «داعش» شمال حلب، وهي تويس وجب العاصي ومزرعة الجب، فيما استمرت المعارك بين التنظيمات المعارضة ضدّ «داعش» في قرى المسعودية والياروزة والكسار.

«تسلل» في ريف طرطوس

وأمس، استفاق أهالي بانياس على أصوات اشتباكات على مشارف بساتين الأسد المتاخمة لقرية البيضا. مصدر ميداني أكد لـ«الأخبار» أن الاشتباكات بدأت على خلفية عملية تسلل لمسلحين منتمين لخلايا نائمة داخل بساتين الأسد المطوّقة من قبل الجيش السوري». حصيلة الاشتباك الذي أشعل الجبهة المنسية منذ أكثر من سنة، ٤ إصابات في صفوف الجيش، الذي واصلت وحداته تمشيط البساتين، منعاً لمحاولات تسلل أخرى.