صدر أمس محضر جلسة الاجتماع الأسبوعي الخاص بحكومة التوافق الفلسطينية التي وعدت بحل المشكلات الناتجة من الانقسام الفلسطيني، لكن أزمة رواتب موظفي حكومة «حماس» السابقة ومشكلة الكهرباء في كل من غزة ورام الله غابتا عن النقاش الذي ترأسه رامي الحمدالله. ولم يتطرق بيان المجلس إلى الأزمتين، ما حرك الشارع الفلسطيني في اعتصامات احتجاجية، في ظل تهديد نقابة العاملين في غزة بخطوات تصعيدية إن لم تصرف رواتبهم.
البيان لم يذكر أي حل بشأن أزمة الكهرباء المتوقعة في غزة بعد إعلان نفاد الوقود القطري اليوم من محطة توليد الكهرباء، إلى جانب قطع الاحتلال الكهرباء عن مركز رام الله وتهديده بتوسيع القطع في مناطق أخرى من الضفة المحتلة بسبب تراكم الديون على السلطة.
ونظم موظفو المهن الصحية في غزة أمس اعتصاماً احتجاجيّاً طالبوا فيه الرئيس محمود عباس وحكومة الوفاق بصرف رواتبهم المتأخرة منذ شهور، كذلك طالبوا بوقف سياسة التمييز بين موظفي حكومتي غزة ورام الله السابقتين.
ورغم استعداد قطر لدفع 20 مليون دولار شهرياً (على مدار 4 أشهر) للمساعدة في دفع رواتب موظفي غزة، فإن القضية لم تحسم بعد، وخاصة في ما يتعلق بآليات تحويل الأموال وصرفها، وهو ما يعلق مصير نحو 53 ألف موظف وعائلاتهم مع اقتراب شهر رمضان.
في السياق، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن تفاقم الأوضاع الصحية في القطاع يهدد بوقف العمليات الجراحية «غير الطارئة». وقال القدرة في بيان أمس إنّ مستشفيات غزة تعمل بالحد الأدنى لتأمين الخدمات الأساسية، «وهي تعاني نقصاً حادّاً وغير مسبوق في الأدوية والمستلزمات».
عبر «الفايسبوك»، نشر ناشطون فلسطينيون أرقام رئيس وأعضاء حكومة التوافق لتذكيرهم عبر الرسائل النصية بما يعانيه القطاع المحاصر. ودعا هؤلاء إلى التواصل مع الوزراء لحثهم على حل مشكلاتهم، ولا سيما أزمة الرواتب وتوقف محطة الكهرباء إضافة إلى فتح المعابر.
تعليقاً على ذلك، قال وزير الأشغال العامة والإسكان في الحكومة، مفيد الحساينة، إن هناك مساعي جادة بتعليمات من عباس والحمدالله لحل القضايا العالقة في غزة. وذكر الحساينة على صفحته أن أهم القضايا المطروحة أزمة الرواتب، والكهرباء ونقص الدواء، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء أصدر تعليماته لوزارة الصحة بتحويل شحنات أدوية عاجلة إلى القطاع.
بشأن التهديدات بشنّ حرب على غزة، نفى مدير عمليات «الأونروا» في القطاع، روبرت تيرنر، وجود معلومات لديهم بنية إسرائيل تنفيذ هجوم. وقال تيرنر خلال لقائه صحافيين أمس: «لا توجد معلومات سرية لدينا، لكن جميع السكان قلقون جدّاً». وردّاً على سؤال بشأن إمكانية صرف مساعدات لموظفي الحكومة السابقة الذين لم يتلقوا رواتبهم، قال: «لا توجد نية لتوزيع أي مساعدات على الذين تضرروا من حكومة الأمر الواقع في غزة والحل الوحيد أن يتلقوا رواتبهم».
(الأخبار، الأناضول)