تحوّلت قمة الاتحاد الأفريقي التي بدأت أعمالها، أمس، في مالابو عاصمة غينيا الإستوائية، إلى مناسبة للدعوة إلى التصدي للإرهاب الذي يهدّد القارة السمراء. وفي حين أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أن أفريقيا تواجه خطراً متزايداً يتمثل في التهديدات الأمنية العابرة للحدود مثل الإرهاب، رأى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن عملية تداول السلطة بطرق سلمية، هو أحد الحلول للمشاكل في القارة الأفريقية.
وفي كلمة خلال افتتاح قمة الاتحاد الأفريقي المنعقدة في مالابو، أدان السيسي «كل أشكال الإرهاب» مشدداً على أنه «لا مجال لتبريره أو التسامح معه».
وأضاف الرئيس المصري إن الإرهاب أصبح «أداة لتمزيق الدول وتدمير الشعوب وتشويه الدين»، معتبراً أن «هذا الخطر المشترك يملي علينا تعزيز التعاون في ما بيننا لمواجهته بحسم حفاظاً على أمن وسلامة مواطنينا وجهود التنمية الاقتصادية في دولنا».
وبمشاركته في هذه القمة، أكد عبد الفتاح السيسي عودة مصر إلى القارة، بعد تجميد عضويتها إثر عزل الرئيس الإسلامي السابق محمد مرسي في تموز 2013.
وقال السيسي إن بلاده تعتزّ بانتمائها إلى القارة الأفريقية، معتبراً أنه «ارتباط جذور وهوية»، وأن ما شهدته مصر في 30 حزيران الماضي، كان «ثورة شعبية مكتملة الأركان».
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن «المنظمة الدولية تقف بكل قوة إلى جانب الاتحاد الأفريقي في ما يقوم به من جهود»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن عملية تداول السلطة بطرق سلمية والحكم الرشيد، هي أحد الحلول للمشاكل في القارة الأفريقية.
كما رحّب بالتقدم الذي أحرزه الاتحاد في مالي والصومال، مشدداً على أن المتورطين في أعمال العنف والإرهاب لن يفلتوا من العدالة.
بدورها، رحّبت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي دلاميني زوما، بعودة كل من مصر وغينيا بيساو إلى الاتحاد، داعية في الوقت ذاته إلى توقف أعمال العنف في دولتي جنوب السودان ونيجيريا.
واعتبرت أن «الإرهاب خطر يهدد القارة والعالم أجمع، ويجب العمل على توقفه».
أما وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، الذي مثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فقد اتهم إسرائيل بالسعي إلى إحداث شرخ بين القيادة الفلسطينية وشعبها وتخريب المصالحة وإضعاف حكومة التوافق. وقال إن «شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية يتعرض لعدوان إسرائيلي غاشم».
وأوضح المالكي أن «إسرائيل ومن خلال تصريحات مسؤوليها، تهدف من خلال عدوانها المتواصل ضد شعبنا إلى إحداث شرخ وفجوة بين القيادة وشعبها، وتخريب المصالحة، وإضعاف حكومة التوافق»، مطالباً المشاركين في القمة بمواصلة دعم القضية الفلسطينية.
وعلى صعيد عملية السلام، التي انتهت مهلة مفاوضاتها بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي أواخر نيسان الماضي، من دون أي تقدم، قال المالكي «قدمنا لوزير الخارجية الأميركي جون كيري كل ما هو مطلوب لإنجاح المفاوضات، ولكن الحكومة الإسرائيلية قامت بإفشال هذه الجهود، من خلال تنصلها من اتفاق الإفراج عن الدفعة الأخيرة من الأسرى القدامى، وتمسكها بالاستيطان، وتهويد القدس، ومواصلة عدوانها».
وأفادت وكالة «الأناضول»، من جهتها، بأن وفداً إسرائيلياً غادر قاعة انعقاد القمة الأفريقية، في وقت سابق من انطلاقها، أمس، إثر احتجاج الوفود العربية على حضوره. وذكرت الوكالة أن الوفد الإسرائيلي المكون من 14 فرداً، شوهد وهو يغادر قاعة قصر المؤتمرات، بعد احتجاج قدمته المجموعة العربية لدى الدولة المضيفة.
(أ ف ب، الأناضول)