وفقاً لآخر التقديرات الأميركية، فإن الأردن قد يلجأ إلى طلب المساعدة من الولايات المتحدة وإسرائيل، في حال تشكيل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، تهديداً جدياً بالنسبة إليه.
ونقل موقع «ديلي بيست» عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، قوله خلال عرض تقرير سري أمام أعضاء في مجلس الشيوخ، هذا الأسبوع، إن «المجموعة الإرهابية التي سيطرت على مساحات كبيرة في العراق وسوريا، لن تكتفي بهذين البلدين». فأنظار «الدولة الإسلامية في العراق والشام» تتوجّه، حالياً، إلى الأردن، وفقاً لـ«دايلي بيست».
وفي هذا الإطار، أكد المسؤول الأميركي أن «أي هجوم لداعش على الأردن، يمكن أن يجعل النزاع أكثر تعقيداً وأكثر مأسوية».
وأضاف المسؤول، إنه «في حال شعور الأردنيين بالخطر والتهديد من قبل داعش، سيسعون بشكل شبه مؤكد لإدخال إسرائيل والولايات المتحدة في الحرب التي تجتاح الشرق الأوسط».
كذلك، أشار موقع «ديلي بيست» إلى أن «ما يحدث وراء الكواليس هو أن دبلوماسيين إسرائيليين أخبروا نظراءهم الأميركيين بأنهم جاهزون للقيام بعمل عسكري للحفاظ على المملكة الهاشمية».
وفيما أعرب أحد أعضاء مجلس الشيوخ الحاضرين، خلال عرض التقرير، عن القلق من «أن لا يتمكن الأردن من تلقاء نفسه من صد هجوم كامل من قبل «داعش» في هذه المرحلة»، ردّ عليه المسؤول الأميركي بالقول إن ما يمكن أن يفعله قادة الأردن، في هذا الإطار، هو أن «يطلبوا المساعدة التي يمكنهم الحصول عليها من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل».
قلق من فشل
الأردن في محاربة «داعش» من تلقاء نفسه في هذه المرحلةوأشار الموقع إلى أنه خلال العام الماضي، نشر الجيش الأميركي بطاريات صواريخ باتريوت وأسطولاً من طائرات الـ«اف 16» داخل الأردن، إضافة إلى مجموعة من الجنود الأميركيين المنضوين تحت راية ما يسمىCentcom» Forward-Jordan»، التي يقودها الجنرال دنيس ماكين، والتي يتمحور عملها حول التخطيط لمساعدة الأردن، في ظل الفوضى التي عصفت بالمنطقة.
ونقل «ديلي بسيت» عن الباحث في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» توماس ساندرسون، قوله إن «إسرائيل والولايات المتحدة يريان بقاء النظام الملكي الأردني كهدف سامٍ للأمن القومي».
وأعرب عن اعتقاده بأن «إسرائيل والولايات المتحدة قد تعتبران أي تهديد كبير للأردن تهديداً لهما، كما أنهما ستقدمان كل ما هو مناسب للأردنيين».
وأوضح ساندرسون، الذي عمل سابقاً مقاولاً في وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية، أن ما ستقدمه كل من إسرائيل والولايات المتحدة، «قد يتضمن القوة الجوية، إضافة إلى المساعدة الاستخبارية»، ولكنه لفت الانتباه إلى أن «كل ما يمكن أن يتم تقديمه مرتبط بنوع التهديد الذي يمكن أن يشكله داعش».
من جهة أخرى، أكد ساندرسون أن من المستبعد أن يتم نشر قوات على الأرض، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه يبقى السيناريو الأقل احتمالاً في حالة واحدة، وهي عندما تكون عمان محاصرة.
ورغم ذلك، لفت التقرير الانتباه إلى أن الخبراء العسكريين يعتبرون أن القوات الخاصة الأردنية عالية المهنية والاختصاص، موضحاً في هذا الإطار، أن «هذا البلد المحاط بسوريا والسعودية وإسرائيل والعراق نجا من الإرهاب والتمرد والحرب الإقليمية منذ حصوله على الاستقلال في عام 1946».
ونقل «ديلي بيست» عن المتحدثة باسم السفارة الأميركية في واشنطن دانا داود قولها، إن القوات العسكرية والأمنية الأردنية قادرة على مواجهة تهديد «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، مؤكدة أننا «نحن نسيطر بشكل كامل على حدودنا».
(الأخبار)