في خطوة مفاجئة، أعلن الجيش السوري، ليل أول من أمس، سيطرته على قمة جبل زغارو وقريته التابعة لناحية ربيعة في الريف الشرقي لمدينة اللاذقية. التقدم البري للقوات الخاصة التابعة للجيش بدأ من محور خربة سولاس، ليصل إلى مشارف قرية غمام، معقل المسلحين المستخدم لإطلاق الصواريخ على وسط اللاذقية وريفها. وبحسب مصادر ميدانية، فإنّ القمة المسيطر عليها أخيراً، والتي كانت تحت سيطرة المسلحين طوال العامين الفائتين، استخدمت كنقطة استهداف لوحدات الجيش القريبة من خط التماس.
وتضيف المصادر أن قرية غمام المتاخمة أصبحت محكومة بنيران الجيش بعد السيطرة على جبل زغارو الذي سيكون بداية العمل العسكري في اتجاه الشرق. ويأتي ذلك على خلفية الأنباء عن توجهات الجيش للسيطرة على الريف الشرقي، بعد تحرير بلدة كسب الحدودية في الريف الشمالي قبل أكثر من أسبوعين. ويهدف الجيش من بدء عملية عسكرية في الريف الشرقي لتأمين جبهات الساحل السوري من هجمات المسلحين، والتفرغ لعملية لاحقة في جبل الزاوية، تنطلق من جسر الشغور المجاور لبلدة ربيعة، أكبر معاقل المسلحين في ريف اللاذقية الشرقي.


المسلحون يفشلون في جوبر

في سياق آخر، لا يبدو أن استماتة مسلحي المعارضة لـ«كسر أسوار دمشق» ذات جدوى، إذ إن محور جوبر الذي يعتبر أشرس محاور الاشتباكات في العاصمة مغلق في وجه المسلحين رغم محاولاتهم المتكررة لكسر حصار الجيش.
تحضيرات المسلحين القائمة لمعايدة الدمشقيين على طريقتهم الخاصة أول أيام شهر رمضان، باءت بالإخفاق. الجيش بدا مستعداً للمفاجآت الموعودة. الاستهدافات الحاصلة عبر محورين محصنين من جوبر، وصفها مصدر ميداني بأنها بمثابة «مناورة استطلاعية لمعرفة مدى قدرة حواجز الجيش على الصمود في وجه قوة المسلحين النارية المتمثلة في صواريخ وقذائف على نقاط تمركز عسكرية». ويذكر المصدر أن المسلحين اعتمدوا القوة النارية بهدف إتباعها بتقدم بري لقطع مسافة لا تتجاوز 50 متراً تفصلهم عن مباني الجيش. ويضيف المصدر أن «الرد المدفعي أسكت نيران المسلحين، إضافة إلى سلاح الجو الذي كان حاضراً بغارتين استهدفتا ساحة البرلمان قرب بناء المعلمين الشهير، وتجمع المدارس القريب من خطوط القتال الأولى». وتأتي أهمية ضربات سلاح الجو، بحسب المصدر، باعتبارها حققت إصابات مباشرة في صفوف المسلحين، تمثلت «بسقوط 20 قتيلاً بينهم قيادات لجبهة النصرة»، إضافة إلى 31 جريحاً. ويشير المصدر الى أن تجمّع المدارس في جوبر يعتبر أحد «أهم مقار مسلحي جبهة النصرة وأقربها إلى خطوط التماس»، حيث تستخدم كمخازن أسلحة وخط إمداد رئيسي لخطوط المسلحين الأمامية في وجه أي تقدم للجيش على محور جوبر العباسيين.

وادي الضيف في أمان

وفي إدلب، أطلق مسلحو المعارضة، أول من أمس، «معركة تحرير معسكر الحامدية» جنوب معرة النعمان في ريف المحافظة. ضغط المعركة تمثّل في كثافة نارية هائلة على معسكر الحامدية، أضخم معسكرات الجيش في المنطقة، وأهم حواجز الدفاع عن معسكر وادي الضيف الاستراتيجي. الاستهداف العنيف الذي استمر حتى ساعات الصباح الأولى على معسكر الحامدية تم عبر المحور الجنوبي والغربي من قرى وبلدات كفرومة ومعر شمارين وكفرنبل. ولم ينجح الهجوم، إذ عجز المسلحون عن تحقيق أي تقدم بري، حسب مصادر ميدانية. وقدّرت المصادر سقوط 17 قتيلاً بين المسلحين، إضافة إلى 25 جريحاً. وأضافت أنّ سلاح الجو نفّذ غارات استهدفت مقار للمسلحين حول الحامدية والقرى المحيطة بها. وأشارت إلى أن معسكر الحامدية ليس هدف المسلحين من العملية، بل الهدف الأساسي يتمثل في السيطرة على معسكر وادي الضيف الواقع شرقي معرة النعمان، باعتباره يحتوي على أهم خزانات الوقود ومستودعات الأسلحة.