وسط التقارير عن تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وسيطرته على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، باتجاه العاصمة بغداد وعلى مقربة من الحدود مع كل من سوريا والأردن والسعودية، أعلن الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، السبت، أن المملكة ستعمل على محاربة التنظيم الإرهابي ولن تسمح له بالمساس بأمنها. ويأتي ذلك في ظل إعلان مسؤول سعودي أن جميع القوات الأمنية في المملكة في حالة تأهب قصوى، موضحاً أن الحكومة السعودية مدركة أن «داعش» قد أبدى نيته علانية مهاجمة السعودية.
وفي رسالة وجهها لمناسبة بدء شهر رمضان، أكد الملك عبدالله أن المملكة ستواصل محاربة الإرهابيين، مندداً في الوقت ذاته بـ«تيارات وأحزاب غايتها زرع الفرقة بين المسلمين».
وقال: «لن نسمح لشرذمة من الإرهابيين بأن يمسوا وطننا أو أحد أبنائه أو المقيمين الآمنين»، وأضاف: «نعلن أننا ماضون بعون الله تعالى في مواجهة ومحاربة كل أشكال هذه الآفة».
وفي السياق، أشار إلى «بعض المخدوعين بدعوات زائفة ما أنزل الله بها من سلطان، فلم يفرقوا بين الإصلاح والإرهاب»، معتبراً أن «هدفها خلخلة المجتمعات بتيارات وأحزاب غايتها زرع الفرقة».
كلام الملك السعودي جاء بعد يومين من إعلانه اتخاذ «كافة الإجراءات اللازمة» من أجل حماية المملكة مما قد ترتكبه المنظمات «الإرهابية»، في ظل مجريات الأحداث و«تداعياتها» في العراق خصوصاً. وفي هذا الإطار، كشف مسؤول سعودي لشبكة «سي أن أن» عن أن جميع القوات الأمنية في المملكة في حالة تأهب قصوى. وقال إن «للسعودية حدوداً مشتركة طويلة مع العراق، والحكومة على علم بأن داعش قريب جداً من الحدود الأردنية العراقية، والحكومة أيضاً مدركة أن داعش قد أبدى نيته علانية مهاجمة السعودية». وأشار المسؤول السعودي إلى أن «تطورات العراق ليست مبعث القلق الوحيد لحكومة المملكة، بل معلومات استخبارية تشير إلى بدء ميليشيات داعش العمل مع مقاتلي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية».

أعفى الملك نائب
وزير الدفاع من
منصبه بعد أسبوعين
على تعيينه
وكشف عن اعتقال السلطات السعودية عدداً من عناصر «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» أثناء محاولتهم التسلل من اليمن إلى المملكة، غير أنه رفض تقديم تفاصيل، مكتفياً بالقول: «القوات السعودية قوية للغاية وبأهبة الاستعداد، والتهديد القادم من اليمن ما زال حقيقياً للغاية».
من جهة أخرى، أصدر الملك السعودي أمراً ملكياً، السبت، أعفى بموجبه الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود من منصبه كنائب لوزير الدفاع، وذلك بعد 6 أسابيع من تعيينه في هذا المنصب.
وجاء في الأمر الملكي، الذي نشرت نصه وكالة الأنباء السعودية، أنه «يعفى الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود نائب وزير الدفاع من منصبه». وأوضح الأمر الملكي أن قرار الإعفاء جاء «بناءً على ما عرضه علينا ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع (الأمير سلمان بن عبد العزيز) بتاريخ 26 حزيران الحالي».
ولم يحدد الأمر الملكي سبب الإعفاء، لكن «مجتهد»، صاحب الحساب الشهير على موقع «تويتر» بتسريبه معلومات عن الأسرة الحاكمة في السعودية، كشف في 16 حزيران الحالي أن هناك خلافاً (لم يحدّد طبيعته) حدث بين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز نجل ولي العهد السعودي والأمير خالد بن بندر، أضرب على إثره الأخير عن العمل، واشتكى لخالد التويجري، رئيس الديوان الملكي.
وبحسب ما نقل «مجتهد»، فقد تعهّد التويجري لخالد بن بندر بأن يحسم الأمر بطرد محمد بن سلمان عند عودة الملك من المغرب، حيث كان يقضي إجازة خاصة. لكن «مجتهد» نفسه استبعد إمكانية طرد محمد بن سلمان قائلاً: «في نظري لن يستطيع طرد محمد بن سلمان إلا بطرد سلمان (ولي العهد) نفسه».
وكان الملك عبدالله أصدر في 14 أيار الماضي قراراً أعفى بموجبه الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود من منصبه كنائب لوزير الدفاع، وعيّن بدلاً منه الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، بعد إعفائه من منصبه كأمير لمنطقة الرياض.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب، الأناضول)