أخذ الجيش السوري زمام المبادرة أخيراً في حيّ جوبر الدمشقي، المخترق من قبل المسلحين بشبكة أنفاق ضخمة. صمت الجيش خلال الأسابيع الفائتة، واكتفاؤه باستهدافات عن بعد، تبعه إجراء مفاجئ أمس عند اتخاذ العسكريين القرار بتفجير شبكة أنفاق بطول 45 متراً وعمق 9 أمتار، تمّ حفر بعض أجزائها من قبل عناصر الجيش، بهدف الوصول إلى أنفاق المسلحين في منطقة المغازل (المولات).
ويذكر مصدر ميداني في جوبر أنّ تفخيخ الشبكة الضخمة «أدّى إلى تفجير مبنيين في المنطقة المذكورة، أعقبه تقدم بري لوحدات الجيش السوري لا يتجاوز أمتاراً عدة على المحور ذاته، بهدف التمركز في المنطقة». إحصائيات الجيش «تتحدث عن مقتل وجرح 42 مسلحاً في المبنيين المستهدفين». في حين استهدفت المدفعية المسلحين المتجهين لمؤازرة مصابيهم. قوات المعارضة استنفرت على كل محاور القتال في جوبر، وأبرزها: برج المعلمين، برج فتينة وبناء عطايا. فيما حقق سلاح المدفعية إصابات مباشرة، بحسب مصدر ميداني، «إذ أوقع 60 مسلحاً بين قتيل وجريح، بينهم 14 مسلحاً على محور برج المعلمين وحده». ويقدر المصدر المقاتلين المتجهين للمؤازرة داخل جوبر بـ 170 مسلحاً». ويتوقع المزيد من التصعيد في الحي المشتعل خلال اليومين المقبلين، إنما من قبل الجيش، الذي بدأ تكتيكاً يقضي باستهداف المسلحين من خلال سلسلة تفجيرات ستضرب أنحاء متفرقة من الحي، خلال الساعات المقبلة. وتأتي عملية الجيش كخطوة استباقية، بعد توارد الأنباء المتكررة عن استعدادات المسلحين لتفخيخ أنفاقهم المحفورة تحت الحي الدمشقي، بهدف إشغال حواجز الجيش واجتياح مدخل دمشق الشمالي.