السويداء | لا تزال الأنباء متضاربةً حول مصير راجي فلحوط، الذي يقود مجموعة مسلّحة افتعلت أخيراً توتُّراً أمنياً في محافظة السويداء، بعد خطْفها خمسة أشخاص من مدينة شهبا. وعلى رغم محاولات التهدئة، إلّا أن فصيل «حركة رجال الكرامة» سارع إلى شنّ هجوم مسلّح على مقرّات فلحوط، بدعمٍ من الرئاسة الروحية للموحّدين الدروز، والتي وجّهت بإطلاق مكبّرات الصوت في بلدة القريا مساء الثلاثاء، إسناداً للمعركة على «عصابات الإجرام». ولم تَدُم المعركة التي استخدم فيها الطرفان قذائف الهاون والرشّاشات الثقيلة، طويلاً؛ إذ سرعان ما انتهت باقتحام منزل فلحوط، وعدد من المباني السكنية الأخرى في قرية عتيل في الريف الشمالي، وسط سَريان معلومات عن اعتقال المستهدَف وثلاثة من عناصره، لم تؤكّدها «حركة رجال الكرامة»، ليبقى مآل الرجُل غامضاً.وبلغت حصيلة الاشتباكات 17 قتيلاً من المسلّحين والمدنيين، إضافة إلى 35 جريحاً غالبيّتهم من المدنيين. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن المخطوفين الخمسة الذين كانوا في مقرّ إقامة فلحوط، جرت إعادتهم إلى ذويهم سالمين، لكن الظاهر أن انتهاء هذا الفصل من الاقتتال لن يقفل الباب على مسلسل الاختلالات الأمنية الذي تعيشه محافظة السويداء. ذلك أن جرائم مِن مِثل القتل والسرقة والخطف وقطع الطرقات، ليست محصورة بفلحوط وفصيله، فضلاً عن أن الفصائل المسلّحة التي تقدّم نفسها على أنها حامية المحافظة، لا تبدي التزاماً بالقانون، وتتصرّف على أنها جهة «وصائية» على السكّان. وإذ ركّزت سردية المنصّات الموالية للمعارضة على ارتباط فلحوط بالمؤسّسة الأمنية السورية، على اعتبار أنه قاد فصيلاً شارك في المعارك ضدّ تنظيم «داعش» في الريف الشرقي للسويداء، والمجموعات المسلّحة التي كانت تتمركز على أطراف الريف الغربي للمحافظة عام 2018، فإن مصادر حكومية دافعت، في حديث إلى «الأخبار»، بأن «أيّ ممارسة غير قانونية لفلحوط أو سواه، جرائم يجب أن توضع تحت سقف القانون لا العُرف المجتمعي والاقتتال الفصائلي، وبالتالي فإن نبأ اعتقال أيّ شخص من قِبَل أيّ جهة غير رسمية يُعدّ جرماً من قِبَل فاعليه»، داعية مُعتقِلي فلحوط إلى «تسليمه للجهات الأمنية في المحافظة لمساءلته ومحاسبته».
ووفقاً لمعطيات توافرت لـ«الأخبار»، فإن مصير فلحوط معلَّق الآن بين احتمالَين: الأوّل أن يجري تصوير اعترافات له بارتكاب ممارسات جرمية بتغطية من ضبّاط سوريين، ومن ثمّ نشر هذه الاعترافات قبل تسليمه للسلطات السورية؛ والثاني أن تتمّ تصفيته من قِبَل معتقليه، ومن ثمّ القول إنه قُتل خلال الاشتباكات. على أن ثمّة احتمالاً ثالثاً لا يبدو مستبعداً، وهو تسليم فلحوط وعناصره إلى «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا، عبر نقله إلى «قاعدة التنف»، كما حدث مع جودت حمزة، الذي سُلّم من قِبَل فصيل «قوّة مكافحة الإرهاب»، التابع لـ«حزب اللواء»، قبل شهرَين من الآن. والجدير ذكره، هنا، أن هذا الفصيل دخل على خطّ الاشتباكات منتصف ليل أمس، بعد فشل «رجال الكرامة» في السيطرة على مقرّات فلحوط سريعاً، وذلك بدافع الانتقام لمقتل قائده سامر الحكيم، الذي قضى في عملية أمنية سورية خلال الشهر الماضي. وفي بيان مقتضب، أعلن «اللواء» اشتراك ثلاث مجموعات من جناحه المسلّح في المعركة، وبثّ تسجيلاً مصوَّراً لاعتراف ثلاثة من عناصر فلحوط، بعد أن جرى اعتقالهم.