ردٌّ عنيف أطلقه رئيس الوزراء نوري المالكي يوم أمس، على تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني التي أطلقها الأسبوع الماضي، محذراً من استمرار وجود ما سماها «غرفة عمليات داعش والقاعدة والبعثيين» في أربيل، وداعياً من «يتحدثون بالشراكة والحصول على مناصب رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية العراقية، إلى إيقاف «غرفة العمليات» وإيقاف وجود البعثيين والمطلوبين والداعشيين.
من جهتها، أكدت واشنطن على لسان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن دعمها للعراق في حربه ضد «الدولة الإسلامية». جاء ذلك خلال اتصال بايدن بالبرزاني. وبحسب بيان صادر عن البيت الأبيض، اتفق الرجلان على «ضرورة تسريع عملية تشكيل الحكومة تبعًا للجدول الزمني الذي حدده الدستور العراقي».
وذكر المالكي، في كلمته الأسبوعية أمس، أن «المؤامرة تُحاك على العراق من قبل النظام السابق والقاعدة والإرهاب والعنصريين والتكفريين، وما حصل كان حاسماً، ولا يوجد عذر لمعتذر ولا مكان لدس الرؤوس بالرمال وعدم رؤية الحقيقة، ويتطلب موقفاً حازماً لحماية الوحدة الوطنية». وأكمل بالقول: «ندعو البعض إلى الكف عن التقسيم ومخالفة الدستور في كل شيء ومخالفة إرادة الشعب بكل مكوناته»، مبيناً أن «العراق محمي بالوحدة الوطنية، وتمكن من إخماد اللغة الطائفية التي تحدثوا بها بعد أن تبين أن داعش انتهك أعراض وحرمات من يقف خلفه، واتضح من هو الطائفي ويريد تمزيق البلاد». وشدد على أن «العراق يمتلك كل المقومات الأساسية للانتصار في المعركة، من بينها التسليح والشعور بالحرقة على العراق الذي يتعرّض للانتهاك».
وأشار المالكي إلى أن «المواقف الدولية الموحدة والمتماسكة مع العراق من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول العربية تجاه العراق، في تأكيدها دعمه في مواجهة الإرهاب، إلا ما ندر من دول الشر والطائفية التي وقفت إلى جانب الإرهاب في اليمن وسوريا وليبيا، وتقف إلى جنبه في دول أخرى».
في سياق آخر، كشف مصدر من داخل «ائتلاف دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، لـ«الأخبار» أن الأخير طلب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تزويد العراق بما يتوافر لدى مصر من عتاد وسلاح. وأضاف المصدر أن المالكي شرح للسيسي خلال المكالمة التي جرت بين الطرفين أول من أمس، أن ما ينقص الجيش العراقي هو العتاد وسلاح الجو فقط، ونقل المصدر عن المالكي قوله للسيسي «إن العتاد المصري يمكنه تعزيز قدرات الجيش والقوى المتطوعة لمقاتلة داعش». في المقابل، اكد مصدر رفيع في التحالف الكردستاني، أن الوزراء الكرد قرروا عدم حضور اجتماعات مجلس الوزراء الاتحادي في بغداد، لأنهم لن يتحملوا مسؤولية «السياسات والتصريحات الخاطئة لنوري المالكي»، لكن المصدر أكد في حديث إلى موقع «المدى برس» طالباً عدم كشف هويته، أن الأحزاب الكردية تدعو في الوقت ذاته إلى تكثيف الاتصالات مع القوى الوطنية، بغية العمل من أجل إحياء أجواء التوافق الوطني، في هذه الظروف الاستثنائية.

«ائتلاف القوى الوطنية» يحسم ترشيح سليم الجبوري لرئاسة البرلمان
في هذا الوقت، أعلن النائب صلاح الجبوري، القيادي في «ائتلاف القوى الوطنية العراقية»، الذي يضم الكتل السنية الفائزة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، أن الائتلاف حسم أمره بتسمية رئيس قائمة «ديالى هويتنا» المنضوية تحت الائتلاف، سليم الجبوري، رئيساً لمجلس النواب المقبل. وأوضح أنه «سيجري التصويت عليه (الجبوري) في الجلسة المقبلة ليكون رئيساً رسمياً للبرلمان، بالإضافة إلى أن الجلسة ستشهد التصويت على نائبيه اللذين ستقدمهما الكتل السياسية». وأضاف أن «الجبوري يحظى بمقبولية كبيرة من قبل التحالف الوطني والتحالف الكردستاني».
كذلك، دعا الجبوري «التحالف الوطني» إلى تسمية مرشحه لرئاسة الحكومة، وأن يبدي تنازلات مثلما أبدى «ائتلاف القوى الوطنية» حيال المرشح لرئاسة البرلمان، وأشار إلى أن ائتلافه يتمسك برفض ترشح رئيس الحكومة الحالي نوري المالكي لمنصب رئاسة الحكومة مجدداً.
من جهة أخرى، نفى «ائتلاف دولة القانون» طرحه أسماء ثلاثة مرشحين لرئاسة الحكومة، وعدّ ما أشيع بهذا الشأن جزءاً من «الحرب النفسية والإعلامية». وقال القيادي في الائتلاف خالد الأسدي إن «الائتلاف متماسك وليس لديه مرشح غير المالكي لرئاسة الحكومة»، مضيفاً أنه «لو كان لدى الائتلاف أي مرشح آخر للمنصب لأعلن عنه»، مستدركاً بقوله: «لكن المالكي هو مرشحنا الوحيد ولا يوجد غيره».
إلى ذلك، انتقد أعضاء في لجنة شؤون الدفاع في مجلس الشيوخ الأميركي أمس، إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لعدم امتلاكها «استراتيجية» واضحة للقضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق.
وقالت صحيفة «ذي هيل» الأميركية في تقرير، إن «السيناتور الجمهوري جون ماكين والسيناتور لندزي غراهام، اللذين يُعتبران من كبار المنتقدين لسياسة (الرئيس باراك) أوباما حول العراق، قد خرجا من اجتماع مغلق حول العراق وهما مستاءان مما سمعاه من إيجاز أدلى به وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أمام لجنة في مجلس الشيوخ حول العراق، وكذلك رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي».
(الأخبار، أ ف ب)




مسيحيو العراق يطالبون أوروبا بإنقاذهم

دعا رجال الدين المسيحيون في العراق الاتحاد الأوروبي إلى التزام تجنب «حرب اهلية» يمكن أن تهدد المسيحيين الذين يشكلون «اقلية هشة جداً» على حد تعبيرهم. وقال بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق لويس ساكو للصحافيين أمس، إن «الأوروبيين لديهم واجب معنوي حيال العراق». وأضاف المونسنيور ساكو الذي يزور بروكسل حالياً للقاء مسؤولين في الاتحاد الأوروبي بينهم رئيسه هرمان فان رومبوي: «ننتظر منهم أن يلتزموا إنقاذ ما يمكن انقاذه» عن طريق المساعدة على «إيجاد حل سياسي» للأزمة و«تجنب تفاقمها إلى حرب اهلية». وعبر عن «قلقه الكبير» من وضع المسيحيين الذين يواصلون الهرب من المناطق التي سيطر عليها مسلحو «الدولة الإسلامية» في الشمال، مضيفاً: «حالياً لم يستهدف المسيحيون كمجموعة» من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكن «يجب أن ننتظر لنرى تطور الوضع». وحذر المونسنيور ساكو من أنه في كل العراق «اذا لم يتغير شيء فإن الوجود المسيحي سيصبح رمزياً» بسبب هرب المسيحيين إلى الدول المجاورة (لبنان وتركيا) وأوروبا والولايات المتحدة.
وقال إن عدد المسيحيين يقدر بما بين 400 و500 الف مقابل اكثر من مليون قبل 2003. وأضاف: «نحن اقلية هشة جداً لاننا لا نملك جيشاً ولا ميليشيا»، خلافاً للمجموعات الدينية او القومية الأخرى. من جهته، قال مطران الموصل للسريان الكاثوليك يوحنا بطرس موشي إنه «لم يبق تقريباً» مسيحيون في المدينة التي احتل مسلحو «الدولة» فيها الكنائس الكلدانية والسريانية الارثوذكسية.
(أ ف ب)