في إطار العلاقات المتوترة بين الإمارات العربية المتحدة وقطر منذ آذار الفائت، تاريخ سحب السفراء بين أبو ظبي والرياض والمنامة من جهة، والدوحة من جهة أخرى، طرأت حادثة جديدة من شأنها أن تصبّ الزيت على نار الخلاف بين الدولتين، على الرغم من التسوية التي تم التوصل إليها في نيسان الفائت بوساطةٍ كويتية لتنفيذ اتفاق الرياض، إذ أقرّت الدوحة، أمس، بتوقيف مواطنَيْن قطريّين في الإمارات قبل أسبوعين، في وقتٍ أعلنت فيه صحيفة إماراتية أن الموقوفَين هما «عنصرا استخبارات قطرية تعمل على أرض دولة الإمارات».
وأكدت وزارة الخارجية القطرية، أمس، توقيف اثنين من مواطنيها في الإمارات، من دون أن يتم إبلاغها رسمياً من قبل السلطات الإماراتية بحقيقة ما جرى.
وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية القطرية، أمس، إنه تم تكليف سفير قطر لدى الإمارات، فارس النعيمي، بالاتصال بالسلطات المعنية هناك للاستفسار عن مصير المواطنَين القطريين حمد علي الحمادي ويوسف عبد الصمد الملا بعد أن تقدمت عائلتاهما بالشكوى لاحتجازهما في مركز الحدود الإماراتي «الغويفات» منذ 27 حزيران الفائت. وأوضح المسؤول لوكالة الأنباء القطرية الرسمية أن الدوحة لم تبلغ رسمياً بما حدث للمواطنَين من قبل دولة الإمارات.


وكانت صحيفة «الخليج» الإماراتية أعلنت أول من أمس أن الموقوفين القطريين في الإمارات هما «عنصران في استخبارات قطرية تعمل على أرض دولة الإمارات، ويتم التحقيق معهما حالياً». كذلك نقلت «الخليج» عن مراقبين لم تسمّهم «أن من الطبيعي أن تتخذ دولة الإمارات إجراءات صارمة، وفقاً لأنظمتها تجاه أي عمل استخباراتي يستهدفها أو يستهدف أمنها واستقرارها».
بدورهما، تحدثت صحيفتا «العرب» والشرق» القطريتان في الأيام الماضية عن اعتقال أبو ظبي لقطريين «خلال زيارتهم لأقربائهم، من دون ارتكابهم أي جرم، ما يشير إلى أنه اعتقال سياسي».
وحذّرت «العرب» المواطنين القطريين من السفر إلى الإمارات، أو التوقف في مطاراتها للترانزيت، وقالت إن ذلك يمثل خطراً عليهم، من حيث السجن أو الاعتقال أو الزج بهم في أي قضايا، في تحذير هو الأول من نوعه يصدر من صحيفة خليجية.

وفي اليوم نفسه، قالت وزارة الخارجية القطرية في حسابها الرسمي على موقع «تويتر» إن الدولة لم تتخلَّ يوماً عن أبنائها، وهي تتخذ كل الإجراءات عبر القنوات القانونية والدبلوماسية، مضيفةً أن الجهود التي تبذلها وزارة الخارجية لا يتم الإعلان عنها إلا بعد انتهائها.

أما صحيفة «الشرق» القطرية فقد أعلنت قبل أيام أن الشابين اللذين اعتقلتهما دولة الإمارات كانا «متجهين إلى الأراضي الإماراتية نهاية الشهر الماضي عبر البر بسيارتين منفصلتين»، مؤكدةً أنه تم القبض عليهما في مركز «الغويفات» الذي يخضع لسلطة أبوظبي.

تجدر الإشارة إلى أن الإمارات اعتقلت القطري محمود الجيدة في مطار دبي في شباط الفائت، قبل أن تصدر محكمة إماراتية، بعد أسابيع، حكماً نهائياً يقضي بالسجن 7 سنوات للجيدة، بعد إدانته بتهمة التعاون والمشاركة مع «التنظيم السري غير المشروع في دولة الامارات والمقضي بحلّه»، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى اتهامه بدعم «الإخوان» مادياً ومعنوياً.

(الأناضول)