اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، أمس، إسرائيل بانتهاج سياسة مبنية على الأكاذيب، مهدداً بأن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يعوق الجهود الرامية إلى تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية، في وقت حذرت فيه المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، من أن إسرائيل بقصفها المنازل في قطاع غزة، قد تشكل انتهاكا لقوانين الحرب.
وقال أردوغان، أمام أنصاره في إسطنبول، إنه «ليس بإمكاننا أن ننظر بإيجابية إلى عملية التطبيع مع إسرائيل، وإخواننا في غزة يقتلون، ويمطرون بالقذائف. على إسرائيل أن تلتزم وقف إطلاق النار فوراً». وأضاف: «يتذرعون بسقوط قذائف هاون، وصواريخ عليهم، كم إسرائيلياًَ قتلت هذه الصواريخ؟ لم تقتل أحداً»، موضحاً أن «إسرائيل قتلت إلى الآن ما يقارب 100 شخص».وتابع أردوغان قائلاً إن «حياتهم (الإسرائيليين) مبنية على الكذب، ليسوا صادقين، ونحن نؤمن بأن الرضى عن الظلم هو ظلم بعينه، ولا نستطيع أن نرى أنفسنا بصف الظالمين».
وفي اتصال مع الأمين العام للأمم المتحدة، دعا أردوغان المجتمع الدولي إلى التدخل، على وجه السرعة، من أجل وقف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، بشكل فوري.
وشدّد على ضرورة أن تدرك الحكومة الإسرائيلية أنها لا يمكن أن تحقق أمنها القومي، إلا عبر سلام عادل وشامل.
في موازاة ذلك، أعلنت السفارة الفلسطينية في تركيا أن أردوغان عبّر عن تعاطفه وقلقه في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأشارت السفارة إلى أن الرجلين سيجتمعان في تركيا الأسبوع المقبل. من جهته، قال الرئيس التركي عبد الله غول في حديث للصحافيين في العاصمة التركية أنقرة، بعد صلاة الجمعة إن مثل هذه الخطوة «تبث بذور الكراهية في المنطقة».
وفي سياق ردود الفعل على قصف غزة، أكد الملك الأردني عبدالله الثاني، خلال لقائه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن، أمس، أن «التصعيد الخطير» في قطاع غزة والضفة الغربية، من شأنه أن «يعمّق معاناة الشعب الفلسطيني ويفشل مساعي تحقيق السلام»، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي.
وحذّر عبد الله من «الفراغ الناجم عن توقّف المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي وفق حلّ الدولتين، ما سيؤدي إلى مزيد من العنف والتصعيد».
كذلك، شهدت مناطق متفرقة من الأردن، ظهر أمس، تظاهرات ووقفات احتجاجية للمطالبة بوقف «العدوان» الإسرائيلي على قطاع غزة.
بدورها، حذّرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، من أن التقارير حول قصف إسرائيل المنازل في قطاع غزة، "تثير شكوكاً في مدى التزام هذه الضربات للقوانين الإنسانية الدولية وللقوانين الدولية حول حقوق الإنسان".
وقالت المتحدثة رافينا شمدساني، خلال قراءتها لبيان أصدرته المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي: "حتى لو تم الاعتبار أن منزلاً ما يستخدم لأغراض عسكرية، فإن أي هجوم يجب أن يكون متكافئاً وينبغي اتخاذ تدابير وقائية لحماية المدنيين".
(رويترز، أ ف ب، الأناضول)