بدا واضحاً حرص «التحالف» على استعراض قدراته العسكرية
وبدا واضحاً حرص «التحالف» على استعراض قدراته العسكرية، وفي الوقت نفسه حصْر مهمّتها باستهداف مطلوبين بتهم إرهابية، في ما يستهدف الحفاظ على ذريعة تواجده على الأراضي السورية، والمتمثّلة في منْع تنظيم «داعش» من إعادة بناء قدراته البشرية والمالية مجدّداً. وتتلاقى مصالح الأميركيين، في ذلك، مع مصالح «قسد»، التي تحرص، بين فترة وأخرى، على تزويد القواعد الأميركية القائمة في مناطق سيطرتها، بمعلومات عن وجود أشخاص متّهمين بالانتماء أو التعاون مع التنظيم. وتَكرّرت، أخيراً، حوادث الإنزال الجوّي، وبخاصة في قرى ريف الحسكة الجنوبي وريفَي دير الزور الشمالي والشرقي، حيث اعتُقل العشرات من السكّان بتهمة الانتماء إلى «داعش»، قبل أن يتمّ الإفراج عن غالبيتهم، لثبوت عدم صحّة التهم المُوجَّهة إليهم.
وفي هذا المجال، تتّهم مصادر عشائرية، تحدّثت إلى «الأخبار»، «قسد» بـ«تعمّد تزويد الأميركيين بمعلومات عن وجود منتمين إلى داعش في مناطق تنتشر فيها العشائر، بما يدفعهم إلى تنفيذ إنزالات جوّية في هذه المناطق»، معتبرةً أن «الغاية من ذلك إلصاق تهمة الإرهاب بمناطق محدَّدة، بهدف قمع أبنائها من المكوّن العربي تحديداً». وتَلفت المصادر إلى أنه «في غالبية الإنزالات التي يتمّ تنفيذها، يَثبت بطلان الادّعاءات المُوجَّهة إلى الأشخاص المستهدَفين، ليتمّ الإفراج عنهم لاحقاً، وهو ما يستدعي من الأميركيين مراجعة مصادر معلوماتهم». وتشير إلى أن «قيادة قسد، خلال فترة سيطرتها على أرياف الحسكة ودير الزور، ألقت القبض على مئات القياديين والعناصر المنتمين لداعش، قبل أن تُفرج عن عدد كبير منهم، في إطار تسويات مجهولة الأسباب»، مضيفة أن «قسد تملك مصلحة محدَّدة في إطلاق سراح هذا العدد من المجرمين، بهدف إثبات وجود أنشطة لخلايا داعش، والحفاظ على ذريعة تبرّر وجود الأميركيين في المنطقة، والحفاظ على حالة التحالف معهم». وتُشدّد المصادر على أن «هذه الممارسات تستدعي ضرورة وجود حراك شعبي يضغط على الأميركيين، ويُجبرهم على مغادرة المنطقة»، متابعةً أنه «في النهاية، لن تبْقى العشائر متفرّجة على الجرائم التي تُرتكب بحقّها، وسيكون لها رد فعل على ذلك، طال الزمن أم قصر».