عمان | في الوقت الذي يرابط فيه الجيش الأردني على الحدود الشرقية مع العراق، خوفاً من التهديد الذي يمثله وجود «الدولة الإسلامية»، وخاصة بعدما بثت فيديو على الإنترنت تهدد فيه النظام الأردني وأجهزة الدولة، اجتمعت نحو 150 شخصية وُصفت بأنها «سنية» معارضة لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في عمان أول من أمس، بعيداً عن الإعلام في أحد فنادق عمان الكبرى.
المؤتمر عُقد بدعوة ورعاية من الديوان الملكي، لكن من المعروف أن الأردن يسير وفق 3 حكومات: الأولى الحكومة الظاهرية المعروفة؛ وحكومة الاستخبارات والديوان الملكي؛ وتبقى السياسة الخارجية مسؤولية حكومة الديوان، فيما وزير خارجية ناصر جودة ليس إلا واجهة.
من هنا يمكن طرح سؤال: ما معنى أن تكون الدعوة رسمية، لكن برعاية الديوان الملكي، الذي تاريخياً كان مسؤولاً عن ملف الشؤون الخارجية، فهل هي إرادة القصر الأردني في تسجيل انعطافة جديدة ضد حكومة نوري المالكي في العراق، ومد الأواصر مع العشائر السنية؟
يرى مراقبون أردنيون أن الموقف الأردني اتجاه الأزمة العراقية بات واضحاً ومفهوماً في هذه اللحظة، حيث سمحت مؤسسة القرار بأن تكون عمان مقراً لتنفيذ خطط واضحة ضد النظام في بغداد.
وقد صدر في ختام أعمال المؤتمر أول من أمس بيان، يؤكد فيه المشاركون «وحدة العراق وعروبته، ورفض تقسيمه، ومخاطر التدخل الإيراني» في بلادهم، و«ضرورة دعم الدول العربية للانتفاضة الدائرة حالياً في العراق».
ويؤكد المحلل السياسي د. أحمد نوفل، «أن الحكومة فوجئت بعقد مؤتمر لقوى المعارضة العراقية في عمان، ولو علمت بأبعاد هذا المؤتمر لما كانت قد سمحت لهم بعقده». وأضاف خلال حديثه لـ «الأخبار»، «أن البعض قال إن الحكومة الأردنية بدأت التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، وإن الموقف الأردني اتجاه الأزمة العراقية قد تحول تحت تأثير ضغوط من بعض الدول العربية».
لكنه لم يربط بين الموقف الدبلوماسي الأردني الجديد، وحماية الأردن أرضه «شرقاً»، فهو قادر على أداء دور جديد بحسب متغيرات المنطقة، على حد تعبيره.

الموقف الأردني
تحوّل تحت تأثير ضغوط بعض الدول العربية

ويذكّر بأن الدولة الأردنية عرضت أخيراً منطقتها الحدودية من الجهة الشرقية (العراقية) عبر وسائل إعلام عربي ودولي، لتؤكد جاهزيتها لمواجهة أي اعتداء على أرضها؛ في الوقت الذي وجّهت فيه الحكومة العديد من الرسائل غير المعلنة إلى التنظيم الإرهابي، مفادها بأن الأردن ليس بصدد أن يتواجه معه.
في ذات السياق، ربط الكاتب عريب الرنتاوي، استضافة المؤتمر بالانحياز الواضح في موقف الدولة الأردنية اتجاه «المعارضة» العراقية. وقال «يمكن ربط الموقف الدبلوماسي الأردني الجديد بنقطتين، الأولى هي ضغط المملكة العربية السعودية. والثانية، هي ارتباط الأردن بعلاقات تاريخية مع القوى العشائرية والقوى الوطنية والحزبية العراقية، حيث تحرص من جانبها هذه القوى العراقية، على عدم المساس بأمن الأردن من قبل الدولة الإسلامية».
ونوه الرنتاوي في نهاية حديثة إلى أن الأيام المقبلة ستحمل تطورات سلبية في مستقبل العلاقة مع المكون الشيعي في المنطقة، من جرّاء الموقف الجديد.
وحول النتائج المتوقعة للمؤتمر، قال الأمين العام لحزب الوحدة الشعبي الأردني، سعيد ذياب لـ«الأخبار»، «إن المخاطر الحقيقية التي من الممكن أن تنتج عن المؤتمر، هي تفتيت وحدة العراق، وإشعال صراع طائفي (سني - شيعي) تسعى إليه بعض دور الجوار»، مضيفاً «أن هذا التقاتل الطائفي يصب في خدمة العدو الصهيوني أولاً».
وختم قائلاً إن «هذا التحول لا يخدم المصلحة الوطنية».
ومن الجدير بالذكر أن عمان، لن تتوقف عن دعم المعارضة، حيث رجحت مصادر عراقية أن يعقب مؤتمر أول من أمس، مؤتمر آخر كبير، سيُدعى له أكثر من 700 شخصية عراقية معارضة معنية «بأمن العراق ووحدته» في هذه الظروف، على أن يُعقد في مكان وزمان لم يُحدَّدا بعد.
ومع انتهاء المؤتمر، لم تجد الحكومة أي شيء تصرح به، واكتفى عدة مسؤولون بالتصريح بالقول إنه ليس لديهم أي معلومات.




كركوك تفتح أبوابها للبشمركة

أعلنت وزارة البشمركة في حكومة إقليم كردستان، أمس، عن وجود خطط لحماية مدينة كركوك تتضمن تطوير هذه القوات ودعمها لمواجهة الإرهابيين، مؤكدة «أنها ستعمل على حماية سكان المدينة من الإرهاب».وقال وزير البشمركة في حكومة إقليم كردستان مصطفى سيد قادر «لقد زرنا اليوم كركوك للتباحث بشأن الوضع الأمني، ونتوجه بالشكر لإدارة المحافظة لدعمها قوات البشمركة، ونؤكد وجود خطط لحماية كركوك».من جانبه، قال محافظ كركوك، نجم الدين عمر، إن «رسالتنا اليوم تتمثل في دعم قوات البشمركة التي ضحت من أجل كركوك، وعلينا جميعاً مساعدتهم وتقوية أدائهم ودعمهم معنوياً، لأنهم يستحقون الثناء والامتنان لحمايتهم كركوك»، مبيناً أن «وجود قوات البشمركة في كركوك ضروري ويفصل المدينة عن الإرهاب».من جانب آخر، كشف مسؤول كبير في قطاع النفط العراقي أمس عن أن إقليم كردستان بدأ بإنتاج النفط من حقول كركوك، مبيناً أن معدل الإنتاج يتراوح ما بين 20 إلى 25 ألف برميل يومياً، مشيراً إلى أن «الإقليم بدأ بضخ النفط من كركوك إلى خورمالة باستخدام وصلة قائمة».
(الأخبار)