ريف دمشق | تتواصل الاشتباكات في ريف دمشق الجنوبي بين مسلحي «الدولة» والجماعات المعارضة الاخرى في عدد من المناطق لليوم الرابع على التوالي. وتتسع دائرة المواجهات، أيضاً، بين «الدولة» والمسلّحين الذين كان قد انخرط قسم منهم في عداد «الدفاع الوطني»، بموجب العديد من التسويات التي جرت في تلك المنطقة.
وشهد محيط بلدة الحجر الأسود أمس اشتباكات عنيفة، تمكّن خلالها عناصر «الدفاع الوطني» من قتل العديد من مسلّحي «الدولة»، ومنع تمدّدهم باتجاه المناطق المجاورة. وقال مصدر عسكري لـ«الأخبار»: «يمثل انتشار داعش في الريف الجنوبي خطراً مزدوجاً؛ فمن جهة يهدد التسويات، ومن جهة أخرى يعيد تلك المنطقة باتجاه التوتر والمواجهات المستمرة بعد أن نجح الجيش في تحييدها عن الصراع». وتوقّع المصدر أن «تتوحّد القوى المسلّحة المنضوية في إطار التسويات إلى جانب الجيش لمواجهة خطر داعش».
وفي بلدة يلدا، في الريف الجنوبي أيضاً، التي شهدت خلال الأيام الماضية مواجهات بين «الدولة» ومسلّحي «الجبهة الإسلامية»، انتهت بفرض الأخيرين حصاراً على مقار «الدولة»، عَرَض زعماء «الجبهة الإسلامية» على مسلّحي «الدولة» تسليم أنفسهم وأسلحتهم، لتجري إحالتهم بعد ذلك على «المحاكم الشرعية» لـ«الجبهة». لكن توسطت «جبهة النصرة» بين الطرفين، فنجحت بفك الحصار عن 74 مسلحاً تابعين لتنظيم «الدولة الإسلامية»، شرط تسليم أنفسهم ليتم عرضهم على «محكمة شرعية». ووضعت «النصرة» يدها على أسلحتهم ومقرّهم.
ويرى مراقبون أن هجوم «الجبهة الإسلامية» على «الدولة» التي يعد وجودها في الريف الجنوبي ضعيفاً نسبياً، «سوف تستثمره الأولى في الضغط على داعش في الغوطة الشرقية، للحد من تقدمه المستمر في صراعه مع جيش الإسلام، أحد المكونات الرئيسية لـ«الجبهة الإسلامية»».فيوم امس، أشارت مواقع الكترونية قريبة من «داعش» الى تمكن التنظيم من أسر نحو 72 مقاتلاً من «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية، بينهم المسؤولون الشرعيون في «الجيش» الذي يقوده زهران علوش.
في موازاة ذلك، لم يكد يمضي يوم واحد على العملية التي أطلقها الجيش السوري في أطراف حي جوبر الدمشقي، حتى تمكّن من استعادة النقاط التي كان قد خسرها قبل أيام. حاجز عارفة ومحور الطيبة كانا من أقرب تلك النقاط إلى منطقة كراجات العباسيين الحيوية، شرقي دمشق. ومع سيطرة الجيش عليهما يكون قد أعاد الوضع في منطقة جوبر إلى سابق وضعه قبل أيام. ومع تواصل الإسناد الناري للجيش والعملية العسكرية، يرجّح بدوره استمرار تقدّمه في عمق الحي. ولفت مصدر ميداني لـ«الأخبار» إلى أنّ «الهدف من شن العملية على أطراف جوبر كان أوسع من استعادة حاجز ما أو نقطة، بل للمضي إلى أبعد من ذلك على المحورين المذكورين عارفة والطيبة». وكنتيجة لإلحاق الجيش خسائر فادحة في صفوف المسلّحين بالأرواح والعتاد، «يكون الجيش قد حوّل تقدّم المسلّحين إلى كمين ألحق ضرراً شديداً بهم». في المقابل، قصف مسلّحو جوبر ساحة العباسيين وحي القصاع بقذائف الهاون، ما أدى إلى استشهاد 3 مدنيين وجرح 12 آخرين. وتمكّن الجيش أمس من تدمير نفق بطول 400 متر وعمق 12 متراً يمتد من شمالي برج المعلمين باتجاه تجمّع المدارس. وذكرت المصادر الميدانية أن النفق كان مجهزاً بتمديدات كهربائية وأجهزة اتصالات لاسلكية وكاميرات مراقبة وملغّماً بالعبوات الناسفة. وفي القلمون، شمالي دمشق، نفّذت الطائرات الحربية وسلاح المدفعية سلسلة ضربات على نقاط وجود المسلّحين في جرود رأس المعرة، القريبة من الحدود اللبنانية، ما أدى إلى مقتل العديد من المسلّحين وإصابة آخرين.
وفي شمالي حماة، دارت اشتباكات بين الجيش ومسلّحين في شرقي بلدة مورك، وفي محيط قرية تل الصلبا، فيما استهدف الجيش نقاطاً للمسلّحين في العوينية ومورك، ما أدّى إلى إلحاق المزيد من الخسائر في صفوفهم.
وفي درعا، دارت أمس اشتباكات عنيفة على طريق نوى ــ الشيخ مسكين في الريف الغربي للمحافظة، فيما أعلنت مجموعة من الفصائل المسلّحة، من بينها فرقة «فجر الإسلام»، بدء معركة «الإمام النووي الكبرى» لـ«تحرير» بلدة نوى من مواقع الجيش ومقر الأمن العسكري في البلدة. وفي القنيطرة، قتل أمس زعيم لواء «البراء بن مالك» التابع لـ«جبهة ثوار سوريا» خلال اشتباكات مع الجيش السوري في ريف المحافظة.
أما في حلب، فاستهدف الجيش بالقصف الجوي مقار للمسلّحين في حي الأنصاري، شرقي المدينة، ما أدى إلى مقتل زعيم لواء في «الحركة الإسلامية» ومدير المكتب الإعلامي لـ«الحركة» وقائد ميداني وثلاثة آخرين. ودارت اشتباكات بين الجيش ومسلّحي «جيش المهاجرين والأنصار» وفصائل مسلّحة أخرى في حي جمعية الزهراء غربي حلب، وفي محيط المدينة الصناعية، وفي منطقة البريج شمال شرقي مدينة حلب.