ريف دمشق | فجأةً تغيرت أولويات زعيم «جيش الإسلام» زهران علوش. قرّر الرجل إطلاق «حملة القبضة الحديدية لسحق الفساد والمُفسدين» ليسير على خُطى أعدائه في تنظيم «الدولة الإسلامية» وحلفائه في «جبهة النصرة». علوش قال في تغريدة له على موقع «تويتر» إن «جيش اﻹسلام يعلن انتهاء العمليات العسكرية ضد عصابة البغدادي في الغوطة الشرقية، ويطلق حملة القبضة الحديدية...».
«جيش الإسلام» كان قدّ تمكّن خلال الشهر الماضي من استعادة بلدتي ميدعا ومسرابا من مسلّحي «الدولة». لكنّ مصدراً مراقباً للمشهد الميداني في الغوطة وضع إعلان علوش في «إطار المعركة الإعلامية». المصدر أكد أن «مجموعات داعش ما زالت تقبع في أماكن قريبة من دوما، ولم تُستكمل كل المواجهات معها، ولم يتم القضاء عليها بعد، مثلما أوحى علوش في إعلانه». بدوره، قال مصدر من مقرّب من «جيش الإسلام» لـ«الأخبار» إن الحملة «ستكون على مستوى المفسدين المتحكمين في أقوات الناس في الغوطة وتجار الدم والعصابات المسلحة التي تدعي أنها تقاتل النظام، في حين هي في الحقيقة عصابات لإرهاب الناس، وتمارس عمليات الخطف والسرقة».


الإعلان عن ست
«غزوات» في درعا في الأيام الثلاثة الماضية

ومن المرجح أن يستغل علوش الحملة الموعودة في تصفية حسابات قديمة بينه وبين عدد من المجموعات التي تربطه بها عداوات قديمة، وعلى رأسها «لواء شهداء دوما» الذي يتزعمه أبو صبحي طه. ودرجت العادة على أن يستغل معلنو «محاربة المفسدين» حملاتهم هذه لتكريس نفوذ مطلق لهم في مناطقهم. ولا يمكن فصل إعلان علوش الأخير عن البيان الذي أصدرته «الجبهة الإسلامية» أول من أمس، والذي حذرت فيه من «الانفراد بإعلان إمارة»، وأكدت «وجوب معالجة حالات الفوضى والفساد...». الأمر الذي سارعت مجموعات مسلحة عدة، من بينها «حركة حزم»، إلى الإعلان عن دعمها له. «حزم» قالت في بيان حمل توقيع مجموعات أخرى أيضاً، إنها «تدعم بيان الجبهة الصادر وإعادة النظر في توجهات البنادق على الجبهات». وأضاف البيان أن «سوريا لم ولن تكون أسيرة بيد أي فصيل، وفي إشادتها سيتشارك الجميع، وأهلها هم أصحاب الحق في تقرير مصيرها، وسبل حكمها تحت شرع الله».
إلى ذلك، شهد المستجد الميداني محاولة هي الثانية من نوعها خلال أسبوع، لفك الحصار الذي يطبقه الجيش السوري على جيوب المسلّحين المتبقية في منطقة المليحة في الغوطة الشرقية. مسلحو «فيلق الرحمن» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» تسلّلوا فجر أمس عبر محاور عدة، في الأطراف الشمالية والشرقية للبلدة، ونفذوا هجوماً على تحصينات الجيش الذي ردّ على مصادر الهجوم بكثافة نارية عالية، فيما حلّق سلاح الجو في سماء المنطقة منفّذاً أكثر من 15 غارة على نقاط تجمّع المسلّحين، في محيط المليحة، وفي زبدين وجسرين وكفربطنا، التي انطلق منها المسلّحون. مصدر عسكري قال لـ«الأخبار» إن «المسلّحين يحاولون القول من خلال الهجوم إنهم ما زالوا يمتلكون قدرات قتالية لمواجهة الجيش بالرغم من اقتتالهم في ما بينهم خلال الشهر الأخير». ورأى في الوقت ذاته أن «فشل الهجوم خلال ساعات قليلة ليس إلا دليلاً على تخلخل صفوفهم وبداية هزيمتهم في الغوطة».
إلى ذلك، قالت مصادر من «الدفاع الوطني» في منطقة يلدا إن تسعة مسلّحين من «الدولة» قتلوا أثناء اشتباكات دارت بينها وبين قوات الدفاع الوطني، (المشكّلة من المسلّحين المسوّى وضعهم في الريف الجنوبي). وأكّد المصدر العثور على «اثنتين وأربعين جثة لمسلّحي داعش ممن قتلوا خلال الأيام الماضية أثناء المواجهات مع الفصائل المسلّحة الأخرى».

تقدّم في محيط «الشاعر»

في موازاة ذلك، تقدّم الجيش السوري على نحو كبير أمس في منطقة حقل الشاعر للغاز في ريف حمص، وسيطر على أغلب التلال المحيطة به، ودارت اشتباكات عنيفة بينه وبين مسلحي «الدولة» في محيط الحقل، سقط فيها عشرات المقاتلين من «الدولة» بين قتيل وجريح، معظمهم من الأجانب، بينما استشهد 11 عسكرياً سورياً.
وفي درعا (جنوباً)، أكدت مصادر ميدانية مقتل 12 مسلّحاً منذ إطلاق عملية «الإمام النووي الكبرى» في ريف المحافظة الغربي. في موازاة ذلك، ذكر مصدر ميداني أن حدّة الخلافات بين مسلّحي الفصائل المختلفة تزداد على خلفية «إطلاق أسماء وهمية لمعارك ليس لها وجود أو إطلاق فصيل لاسم معركة يقوم بها فصيل آخر». وأكّد المصدر أن «أسماء المعارك التي تم إطلاقها في الأيام الثلاثة الماضية بلغ 6 معارك، بمعدل معركتين كل يوم، فيما لم يحدث أي تحرك يُذكر على الأرض». وكانت «غرفة عمليات معركة قطع الوتين»، التابعة لـ«الجيش الحر»، قد أصدرت بياناً أول من أمس اتهمت فيه «غرفة عمليات معركة رياح الثأر» بأنها تدعي خوضها معركة في النقاط والجبهات ذاتها التي تجري عليها معركة «قطع الوتين»، الأمر الذي يعكس «مدى الادعاءات الباطلة بقيام معارك ليس لها وجود إلا في بيانات الفصائل المعارضة»، وفقاً للمصدر.




النصرة» تتوسّط» لـ«داعش»... وعلوش يعتذر

وساطة جديدة قامت بها «جبهة النصرة» أمس لمصلحة مسلحي «الدولة الإسلامية» في الغوطة. مصادر «جهادية» أكدت أن زعماء من «النصرة» قاموا بالتوسّط لدى «الجبهة الإسلامية» لإطلاق سراح عدد من مسلحي «الدولة» الذين أسرتهم «الإسلامية». وأفضت الوساطة إلى الاتفاق على «الإفراج عن الأسرى ممن لم تتجاوز أعمارهم سن 18 عاماً». وفي شأن متصل، اعتذر زعيم «جيش اﻹسلام» أمس من «بعض اﻹخوة الذين حصل خطأ بحقهم أثناء العمليات العسكرية لتطهير الغوطة من الخوارج». وخصّ علوش بالاعتذار «إخوانه في جبهة النصرة»، وفقاً لتغريدة نشرها على «تويتر».