غزة | "لا مكان آمناً في غزة. الكل مستهدف وتحت مرمى النيران"، هي رسالة تريد إيصالها قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على الحدود الشرقية للقطاع.مجزرة جديدة تنضم إلى سجل الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة. لم تشفع الهجرة القسرية التي فرضت على النازحين الفلسطينيين المقيمين على الحدود الشرقية بعد إطلاق وابل من القذائف والصواريخ باتجاه منازلهم وهم نائمون.

5 قذائف أطلقت من الدبابة المتمركزة على الحدود الشرقية لبلدة بيت حانون شمال القطاع، تجاه مدرسة بيت حانون خلفت 20 شهيداً حسب مصادر طبية فلسطينية، وأكثر من 200 جريح جلهم من النساء والأطفال والشيوخ. أشلاء الشهداء منتشرة في كل مكان. بعضها ملتصق على جدران المدرسة لتذكّر من يأتي بعد أيام أو أسبوع أو شهور بأن مجزرة هنا قد حصدت أرواح العديد من الشهداء.
وحسب شهود عيان في المدرسة، فإن تواطؤاً حصل بين كل من الصليب الأحمر والقوات الإسرائيلية. الأول عمد الى تجميع الأطفال في باحة المدرسة في هذا التوقيت بالذات، قبل أن يتم إطلاق القذائف المدفعية تجاه النازحين.
ويقول حسين الشمباري (35 عاماً): "فقدت 5 من إخوتي و10 من أبناء عمومتي، في مجزرة جديدة في مكان ظننا أنه آمن"، ويتهم الصليب الأحمر مباشرة بالتآمر عليهم مع الإسرائيليين. يضيف: "تعرضنا لمؤامرة واضحة، طلب منا الصليب الأحمر التجمع في باحة المدرسة كي يخرجونا من المدرسة، وحالما تجمّعنا أطلقت القذائف تجاهنا".
الأونروا كانت قد أكدت أن مدارسها آمنة للنازحين، لكنها فشلت في تحقيق وعدها أمام الآليات الإسرائيلية، وبات الموجودون في المدارس أكثر خوفاً من ذي قبل على حياتهم، لأنهم يشعرون بأنهم ليسوا بأمان هنا.
تقول المسنّة أم محمد المصري: "نحن محاصرون هنا منذ 6 أيام. لا ماء ولا طعام ولا كهرباء ولا حتى غطاء، ففي اليوم الذي قرروا فيه إخراجنا من هنا أرسلوا لنا القذائف لتحصد أرواحنا ويخرجونا من الحياة كلياً"، مطالبة المجتمع الدولي بالوقوف أمام مسؤولياته وتثبيت تهدئة عاجلة كي تنقذ المزيد من الضحايا المدنيين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يسكنون في هذه المناطق.
نزوح جديد يفرض نفسه على الموجودين في مدرسة بيت حانون، وبدأت العائلات تترك المكان إلى بيوت أقاربها أو إلى المتنزهات العامة حتى وإن كانت غير آمنة، لكنها مرئية للعيان.
عبد الرحمن شبات، نجا بأعجوبة من موت محقق، فهو لم يبعد سوى عشرات الأمتار عن القصف المدفعي، لم يستطع أن يجلي الجرحى والشهداء، جل ما أراده أن ينقذ أسرته التي ركض معها في الشوارع ساعات طويلة حتى وصلوا إلى المدرسة، فراح يركض بسرعة نحو أطفاله المذعورين ليهرب بهم إلى مكان أكثر أماناً.
ويقول شبات لـ"الأخبار": "لم أستطع أن أساعد أهلي في انتشال الشهداء وإجلاء الجرحى، هربت من موت سابق لأني هنا، لم أفكر سوى بأطفالي وأرى بكاءهم يناديني، الآن أنا تارك هذه المدرسة، سأذهب لأبحت عن مكان آمن لأطفالي".
الجهاد الإسلامي عقّبت على الجريمة في بيان لها أن "العدو يرتكب مجزرة جديدة بحق الآمنين في مدرسة الأونروا، ليوصل رسالة بأنه لا يوجد مكان آمن في القطاع وأن الكل مستهدف".
وأضاف إن "هذه الجريمة تستوجب رداً قوياً لن يطول". وعاهدت حركة الجهاد الإسلامي "شعبها بأن يأتي الرد بما لا يستثني جزءاً من عمق الكيان، ولن ينعم مستوطن بالأمن الذي يفتقده أطفالنا وأهلنا وأبناء شعبنا".