واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية استهداف المدن والمواقع في الأراضي المحتلة بصلياتها الصاروخية، برغم مرور عشرين يوما على الحرب، بما يخالف توقعات الاحتلال بشأن المخزون الصاروخي للمقاومة. وأمس أيضا أصدرت كتائب القسام التابعة لحركة «حماس» إحصائية عن مجمل ما قصفت به إسرائيل منذ بدء العدوان، وفيه أنها أطلقت 1957 صاروخا، منها 216 من طراز M75 - J80 - R160 - S55 وفجر 5، «وطاول 177 منها كلا من حيفا وتل أبيب وضواحيها ومطار بن غوريون وديمونا والقدس».
ولا تزال تل أبيب ومنطقة مطار بن غوريون في مهداف المقاومة، إذ أعلنت «القسام» إطلاق ثمانية صواريخ M75 على المدينة، إضافة إلى استهداف أسدود وعسقلان، فيما أعلنت سرايا القدس الذراع العسكرية لـ«الجهاد الإسلامي» إطلاق صواريخها صوب المفاعل النووي «تسوراك» جنوب تل أبيب بصاروخ براق 70 إلى جانب استهداف ميناء أسدود وعسقلان.
كذلك استهدفت الفصائل مواقع عسكرية قريبة من غزة وحشود الآليات المتوغلة في عدة محاور من القطاع، ولاسيما بقذائف الهاون وصواريخ 107. وأفاد شهود عيان بمشاهدتهم صواريخ تسقط في مستوطنة قرب مدينة قلقيلية (شمال ـ وسط) الضفة المحتلة. وتحدثت كتائب القسام عن أنها تمكنت ظهر أمس من إصابة مقاتلة إسرائيلية من طراز F15 فوق مدينة غزة، مؤكدة أنها أصابتها مباشرةً، ما أدى إلى اشتعال النار فيها، لكن لم يرصد سقوطها، وهي المرة الثانية التي تتحدث فيها المقاومة عن إصابتها لطائرة حربية.
على البر، لا تزال القوات الإسرائيلية متمركزة في المحاور نفسها التي تحاول الدخول منها منذ أيام، وهي حي الشجاعية والتفاح شرقا، وبيت حانون شمالا، وخزاعة جنوبا. وأعلنت «القسام» أنها قتلت عشرة جنود في كمين شرق بيت حانون. وذكرت في بيان لها أن عناصرها تمكنوا ظهرًا من استدراج قوة إسرائيلية راجلة مكونة من 15 جنديًا إلى «مقتلة» شرق البلدة، حيث فجروا بهم عدة عبوات وأطلقوا عليهم قذائف RPG مضادة للأفراد، «ثم اشتبكوا مع الجنود على بعد أمتار وأجهزوا على 10 منهم على الأقل»، موضحة أن جيش الاحتلال لم يتمكن من إسعاف جنوده مباشرة، فيما أكد عناصره وجود أشلاء للجنود في مكان الكمين، وفق البيان.
في المقابل، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال مقتل أحد جنوده خلال اشتباكات وقعت وسط القطاع دون الإفصاح عن هويته، وجاء في بيان المتحدث أن ستة جنود أصيبوا بجروح متوسطة، فيما أصيب ثمانية آخرون بجروح طفيفة، كما كتب المتحدث باسم الجيش باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، أن الجندي شاؤول آرون الذي أعلنت «حماس» أسره «مقتول»، بعد التأكد من جثث الجنود الذين وقعوا في كمين الشجاعية قبل أسبوع.
كذلك كشفت مصادر إعلامية عبرية أن المقاومة كادت أن تأسر جنديًا إسرائيليًا من داخل مبنى في مخيم النصيرات وسط القطاع، وذلك عندما دخلت قوة مشتركة من سلاح الهندسة والمدرعات والمشاة إلى مبنى في المخيم للكشف عن مدخل نفق بعد تلقي معلومات بهذا الخصوص، «فخرج مسلحان من النفق وحاولا سحب أحد الجنود داخله لكن دبابة أطلقت قذيفة داخل المبنى ونجحت في قتل أحد المسلحين، فيما هرب الآخر».
ولم توضح تلك المصادر مصير الجندي المستهدف، برغم تزامن ذلك مع إعلان المتحدث باسم الجيش مقتل أحد الجنود وسط غزة، علما بأن قوات الاحتلال لم تصل برًا إلى النصيرات، كما لم تتحدث المقاومة عن تفاصيل هذه الحادثة.
أما على صعيد الضحايا الفلسطينيين، فقالت وزارة الصحة في غزة إن الأعداد ما قبل منتصف الليل كانت 864 شهيدا، منهم 208 أطفال و82 امرأة و40 مسنا، إضافة إلى 5730 جريحا، منهم 1779 طفلا و1112 امرأة و230 مسنا. كما واصل الاحتلال سياسة قصف المنازل المدنية، ما فاقم أزمة النزوح الداخلية.
عن مجزرة خزاعة في خان يونس جنوبي القطاع، برغم محاولة عدة أطراف إجراء تنسيق مع الاحتلال، فإنه لا يزال يرفض لليوم الرابع على التوالي عبور سيارات الإسعاف أو الصليب الأحمر، ويطلق القذائف والرصاص باتجاه كل من يحاول الاقتراب من البلدة.
أيضا، ذكر شهود عيان محاصرون داخل البلدة لوسائل إعلام أن قوات الاحتلال أفرجت عن عدد من المواطنين الذين اعتقلتهم في وقت سابق وتركتهم يتجهون نحو الشريط الحدودي للبلدة بصورة جماعية، «وعندما وصلوا قرب المسجد الوحيد في خزاعة وجدوا شهيدا وجريحا مصابا إثر استهدافهما، وحينما حاولوا إنقاذ الجريح استهدفهم قناصة الاحتلال، كما أطلقت الدبابات عدة قذائف تجاههم، ما أدى إلى استشهاد اثنين وجرح آخرين».
(الأخبار)