في ظل عجز الحكومة المركزية عن فرض النظام واستمرار القتال بين الميليشيات المتناحرة في ليبيا، دعت عدة دول أوروبية، بينها بريطانيا وألمانيا، رعاياها إلى مغادرة ليبيا، حيث تعرّض موكب للسفارة البريطانية لهجوم، فيما أجلت الولايات المتحدة موظفيها الدبلوماسيين. يأتي ذلك في وقت شهدت فيه مدينة بنغازي اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل 38 شخصاً، فيما قتل 23 عاملاً في طرابلس، معظمهم من المصريين، باستهداف مسكنهم بصاروخ «غراد».
وجاء على موقع وزارة الخارجية البريطانية الإلكتروني في التوصيات الموجّهة إلى المسافرين، مساء السبت، «بسبب تكثف المعارك في طرابلس وعدم الاستقرار في كل أنحاء ليبيا، تحذّر وزارة الخارجية من أي سفر الى ليبيا. وعلى الرعايا البريطانيين في ليبيا أن يغادروا الآن». وأضافت أن «سفارة بريطانيا لا تزال مفتوحة لكن مع عدد قليل من الموظفين. إن قدرة السفارة على تقديم مساعدة قنصلية في ليبيا محدودة جداً».
وصباح أمس، تعرّض موكب للسفارة البريطانية في ليبيا لهجوم قرب طرابلس، وفق ما أعلن متحدث باسم السفارة، مشيراً إلى محاولة سرقة سيارة لم تسفر عن ضحايا.
وأعلن بوب فيليبسون أنه «في وقت مبكر من هذا الصباح، تعرّض موكب للسفارة البريطانية لمحاولة سرقة سيارة. وأطلقت عيارات نارية على سياراتنا. إن كل العاملين في السفارة سالمون ولم يصب أي شخص بجروح».
وفي موازاة ذلك، دعت برلين كل رعاياها إلى مغادرة ليبيا. كذلك نصحت عدة دول أوروبية رعاياها بتجنّب السفر إلى ليبيا، مثل البرتغال والنمسا ورومانيا وسويسرا وهولندا والسويد والنروج والدنمارك وفنلندا.
وأجلت الولايات المتحدة، السبت، موظفيها الديبلوماسيين من سفارتها في ليبيا، بسبب المعارك العنيفة بين مجموعات مسلحة متنافسة على طريق مطار طرابلس. وكانت بلجيكا أوصت اعتباراً من 16 تموز رعاياها بمغادرة ليبيا. كذلك أصدرت كل من تركيا وإسبانيا ومالطا التوصيات نفسها. من جهتها، لم تصدر فرنسا توصية مماثلة، لكنها دعت المسافرين إلى ليبيا إلى «توخي أقصى درجات الحذر» وعدم التوجه إلى عدة مناطق في البلاد، وخصوصاً بنغازي (شرق). وطلبت إيطاليا من رعاياها «الحد من تنقلاتهم على الأراضي الليبية إلى أقصى الدرجات، وحتى في المدن، وأن يكونوا على اطلاع دائم على الوضع الأمني».
وفي هذا الوقت، عبّر مندوبون من الجامعة العربية والولايات المتحدة ودول أوروبية عن قلقهم من الوضع في ليبيا. وقالوا إنها بلغت «مرحلة حرجة»، ودعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وجاء في بيان بعد اجتماع في بروكسل: «ينبغي أن تلعب الأمم المتحدة دوراً بارزاً في التوصل إلى وقف إطلاق نار بالتنسيق مع الحكومة الليبية وغيرها من الأطراف الداخلية وبدعم كامل من المبعوثين الدوليين».
وشارك في الاجتماع المبعثون الخاصون للجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة.
ميدانياً، أعلنت وزارة الصحة الليبية أن 97 شخصاً قتلوا، منذ بدء المعارك في 13 تموز، بين المجموعات المسلّحة المتنافسة للسيطرة على مطار العاصمة الليبية طرابلس. وأضافت أن 400 شخص أصيبوا خلال هذه المعارك.
وقُتل 23 عاملاً، غالبيتهم من المصريين، في طرابلس، إثر سقوط صاروخ «غراد» على مسكنهم، وفق المتحدث باسم قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر. كذلك أعلن ديبلوماسي مصري أن «المعلومات الأولية من خلال التواصل مع وزارة الداخلية الليبية تفيد بمقتل 14 مصرياً والبقية من الأفارقة».
وفي بنغازي، قتل 38 شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من 50 شخصاً بجروح، بينهم الكثير من المدنيين، في اشتباكات بين القوات الخاصة الليبية وإسلاميين متشددين، ليل السبت الأحد.
وقال مصدر عسكري إن «كتائب مسلّحة من الثوار السابقين هاجمت منذ صباح السبت مقر قيادة القوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني، جنوب وسط مدينة بنغازي، بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة».
(رويترز، أ ف ب، الأناضول)