تجدّدت، أمس، المواجهات العنيفة بين الميليشيات المتنازعة في محيط مطار العاصمة الليبية طرابلس، حيث ما زالت فرق الإطفاء تحاول إخماد حريق مشتعل، لليوم الخامس على التوالي، في مستودع للمحروقات أصيب بقذائف. ويأتي ذلك في الوقت الذي قرّر فيه المؤتمر الوطني العام الجديد (البرلمان) المنبثق من انتخابات 25 حزيران، الاجتماع بصورة طارئة، السبت، في طبرق (شرق)، مقدماً 48 ساعة موعد انعقاد الجلسة الافتتاحية، التي كانت متوقعة في الرابع من آب في بنغازي.
وبعد يومين من تهدئة نسبية، «شنّ مقاتلون هجوماً جديداً على المطار مستخدمين أسلحة ثقيلة وخفيفة»، بحسب ما أعلن قائد القوة المكلفة أمن المطار، الجيلاني الداهش، الموجود هناك.
وبحسب شهود عيان، فقد سجّل وقوع معارك أخرى على طريق المطار وفي الضاحية الغربية للعاصمة، وسمع دوي انفجارات من وسط المدينة.

نفى المتحدث
بإسم اللواء حفتر
مغادرة الأخير ليبيا
وفي بنغازي، شرق ليبيا، تمكن محتجون غاضبون من السيطرة على مستشفى الجلاء للحوادث بعد طرد عناصر تنظيم «أنصار الشريعة» الذين كانوا يسيطرون على المكان، منذ نحو شهر بدعوى تأمينه، إلا أن المجموعات الإسلامية استعادت السيطرة على المستشفى، بحسب شهود عيان.
وأمام التصعيد الذي تعيشه المدن الليبية، استمرت دول عدة في إجلاء رعاياها وطواقمها الدبلوماسية.
وقرّر الاتحاد الأوروبي إجلاء الطاقم الدولي لبعثته التمثيلية في طرابلس مؤقتاً إلى تونس، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الدبلوماسية الأوروبية مايكل مان.
وأعلنت إسبانيا، من جهتها، الإجلاء المؤقت لجهازها البشري العامل في السفارة، بينما أعلنت الفيليبين أنها ستستأجر عبارات لإجلاء رعاياها البالغ عددهم 13 ألف شخص. كما أرسلت اليونان سفينة لإجلاء طاقم سفارتها في ليبيا والعشرات من رعاياها، إضافة إلى نحو 15 قبرصياً و80 صينياً ومواطنين من دول أخرى، وفق ما أفاد مصدر مقرب من العملية.
وقررت الحكومة التونسية استمرار الإجلاء الفوري لرعاياها من ليبيا، وفق ما أفادت في بيان. كما قرّر رئيس الحكومة مهدي جمعة، مواصلة تكثيف العمل الدبلوماسي في ما يخصّ دول الجوار وخاصّة مع الجزائر التي تتكفّل بعمليّات التنسيق في المسائل الأمنيّة لدول الجوار.
في سياق آخر، أكد المتحدث باسم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، العقيد محمد الحجازي، أن حفتر «لم يغادر الأراضي الليبية، إلى أي مكان، وأنه حالياً يعكف على ترتيب عملية عسكرية كبيرة في مدينة بنغازي شرق البلاد».
وكانت وسائل إعلام قد نقلت عن مصادر قولها إن حفتر غادر إلى القاهرة ليلتقي بعض أفراد عائلته الموجودين هناك.
(رويترز، أ ف ب، الأناضول)