بغداد | تحركت الولايات المتحدة، التي تحولت من لاعب رئيس في القضايا المصيرية للعراق، الى مراقبة كبقية دول الاتحاد الاوربي، لتنصح رئيس الاقليم مسعود البرزاني بالتنسيق مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي لمواجهة المخاطر المشتركة، وتصحيح اخطاء الماضي.
مؤشرات كثيرة برزت يوم أمس باتجاه فصل الملف الامني عن السياسي بين بغداد والاقليم، بعدما أغارت طائرات الجيش العراقي بامر من القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء نوري المالكي على قضاء سنجار لضرب اوكار تنظيم داعش.
وقال عضو لجنة التنسيق الميداني في غرفة العمليات المشتركة اللواء الطيار رحيم صكر، لـ«الأخبار»، إن «الاهداف المنتقاة للطائرات الحربية يوم الاثنين كان من المقرر ان تستهدف اوكار واليات في مناطق محددة، لكننا غيرنا اتجاه طلعاتنا بعد ورود اوامر من القيادات العليا في مكتب القائد العام، لتوجيه الضربات المباشرة للمسلحين في سنجار». واكد قدرة الطيران على ايقاع خسائر كبيرة في صفوف المسلحين، مشيرا الى ان «معظمهم بات يخشى المكوث في مدينة الموصل، بعد استهداف معظم قياداتهم هناك».

لم ترقى الاتصالات
إلى حديث مباشر بين المالكي والبرزاني
في السياق، أكدت مصادر عسكرية كردية عودة الاتصالات بين القيادات العسكرية في بغداد واربيل، الا انها لم ترق الى حديث مباشر بين البرزاني والمالكي. وقالت المصادر «لا نرجح حدوث تسوية سياسية بين الطرفين، بسبب المساعدة التي تلقتها البيشمركة من سلاح الجو العراقي، لكن من دون شك يعتقد السياسيون الكرد أن المالكي يفكر في ذلك».
وقال عضو ائتلاف المالكي، سلمان حسن، لـ«الأخبار» ان التنسيق الامني بين قوات البيشمركة والقيادة المركزية للقوات المسلحة العراقية كان قد توقف، على خلفية تشكيل عمليات دجلة، المكلفة حماية المناطق المتنازع عليها. واضاف ان «قوات البيشمركة دستوريا خاضعة لقيادة وزارة الدفاع العراقية، لكن الخلافات السياسية افقدت البيشمركة امكانية التنسيق مع القوات المسلحة، لتزويدها بالعدة والعتاد»، مشيرا الى ان الهجوم الذي يتعرض له العراق على مختلف المحاور اجبر الطرفين على اعادة التنسيق والاتصال بينهما. وقال حسن ان «الاتصالات تجري على مستوى وزاري في الوقت الحالي، اي بين وزراء الدفاع والامن الوطني من جهة، ووزير البيشمركة من جهة ثانية»، مؤكدا ان الاتصالات اثمرت اتفاقات تقضي بتحريك الطائرات الحربية وتزويد البيشمركة بالاسلحة والاعتدة».
ونقلت وكالات محلية عن مصادر لم تسمها وجود مساع لإقامة قيادة امنية موحدة لمواجهة تنظيم «الدولة الاسلامية»، مشيرة الى ان عودة التنسيق والاتصالات بين حكومتي بغداد وإقليم كردستان، جرت بوساطة داخلية وخارجية، أبرزها السفارة الأميركية في بغداد.
وكان المالكي قد امر الإثنين، سلاح الجو وطيران الجيش بتقديم الدعم والإسناد الجوي لقوات البيشمركة، التي فقدت عدة مواقع لها في محافظة نينوى لمصلحة عناصر «الدولة الإسلامية». واكد الخبير في شؤون الجماعات المسلحة د.هشام الهاشمي لـ«الأخبار» ضرورة ان «يبلغ التنسيق بين كردستان وبغداد مرحلة انشاء قيادة موحدة، وهيئة اركان للعمليات المشتركة»، مشددا على «ضرورة التوجه نحو تكتيك معارك الأولويات، وعدم اشغال القوات العراقية بالجبهات المتعددة، التي تفقدها التركيز عن الاهداف المهمة». واضاف ان «تحرير المدن التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية ليس بأهمية تحرير آبار النفط والطرق الرابطة بين غرب العراق والشرق السوري، ومعسكرات تدريبهم، ومخازن السلاح المقامة في صحراء البعاج، وجزيرة ربيعة».
وتابع الهاشمي ان «القوات الامنية العراقية حاليا تنشغل في جبهات عدة بالانبار وديالى وصلاح الدين وكركوك، وتركز جهدها على تحرير المدن من مسلحي داعش، بينما يُشغل المسلحون بتصدير النفط وتحصين مواقعهم في الموصل، وتعاظم امكاناتهم المادية نتيجة سيطرتهم على عدة ابار نفطية، واسلحة واعتدة». رفعت هيئة رئاسة مجلس النواب العراقي جلسة يوم أمس، إلى يوم غد الخميس بعد مناقشة قضيتي النازحين والموازنة العامة. وقالت وكالة «الأناضول»، إن «رئيس مجلس النواب طالب رؤساء الكتل بتقديم أسماء نواب لعضوية اللجان الدائمة»، مشيرةً إلى أن «البرلمان سيصدر في الجلسة المقبلة قراراً حول أوضاع النازحين».
وقالت النائبة الأيزيدية عن التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي، فيان دخيل، إن 500 إيزيدي قتلوا و500 امرأة إيزيدية سُبين على أيدي تنظيم «الدولة الإسلامية» واتُخذن «جواري» في مدينة سنجار بمحافظة نينوى، محذرةً من «إبادة الديانة الإيزيدية».
ولفتت النائبة إلى تهجير 30 ألف عائلة إيزيدية، مشيرةً إلى وفاة 70 طفلاً و100 شيخ، بسبب «الوضع الإنساني السيّئ الذي يعيشونه حالياً في المناطق التي نزحوا إليها».