في دير الزور، شرق سوريا، تتجه المُجريات نحو مزيد من التطورات الدموية. اشتباكات عنيفة اندلعت بين تنظيم «الدولة الإسلامية» وأبناء العشائر في مناطق الشعيطات وأبو حمام والكشكية وغرانيج، وسط حركة نزوح كثيفة من تلك المناطق. وأفاد ناشطون معارضون بأن «قرابة مائة ألف، أغلبهم نساء وأطفال وشيوخ قد نزحوا في اتجاه البقعان، وهجين، والبحر، والشعفة». المصادر أكدت أن التنظيم قد قصف القرى باستخدام دبابات T 72 وبشكل عشوائي. بدوره، نشر تنظيم «الدولة» صوراً تُظهر عمليات إعدام جماعي رمياً بالرصاص وذبحاً وصلباً.
وقال إن ضحاياها هم أسرى وقعوا في يده من مقاتلي عشيرة الشعيطات.
مصدر من داخل التنظيم قال لـ«الأخبار» إن «المجاهدين قد تمكنوا بفضل الله من أسر عدد كبير من الخونة، وقد أُعدم بعضهم تنفيذاً لشرع الله في ناكثي العهد، وسيلقى الباقون المصير نفسه، ولن يُفلت غادر من العقاب»، فيما أكّد مصدر من أبناء العشيرة لـ«الأخبار» أن «ضحايا جرائم داعش هم عمال كانوا يبحثون عن رزقهم في حقول النفط». المصدر نفسه قال لـ«الأخبار» إن «لدى داعش عشرات الأسرى من أبناء الشعيطات، معظمهم عمال في حقول النفط التي يسيطر عليها داعش، وبعضهم لا معرفة لديه بالتطورات الأخيرة، والبعض الآخر تم خطفه على الحواجز، لمجرد انتمائه إلى الشعيطات». ووفقاً للمصدر، فإن «الجرائم التي ارتكبها داعش بحق أبنائنا تهدف إلى بث الرعب، ولكنها أحدثت أثراً مُعاكساً، ولن ينجو المجرمون من ثأر الثوار لإخوانهم». وعلى الصعيد ذاته، قال ناشطون عبر صفحات التواصل الاجتماعي إن «داعش يحاول إقناع كتائب الغرانيج بالكف عن القتال في صف الشعيطات، والسماح لأرتال داعش بالمرور، مقابل تأمينهم على حياتهم وأموالهم، الأمر الذي قوبل بالرفض». المصادر أكدت أيضاً أن التنظيم «حاول وقف القتال مع أبناء الشعيطات، لأنه شعر بأن الكفة لن تميل إليه، ولكنه عرض شروطاً مذلة، مثل إخراج الأهالي من المنطقة لمدة أسبوعين حتى يتم ترتيبها، وتسليم 170 مطلوباً، وتسليم الأسلحة، بما فيها المسدسات الشخصية. لكن أبطال الشعيطات أبوا التسليم».

اشتباكات عنيفة
بين الجيش والمسلحين في جرود رنكوس
في القلمون
وفي الأثناء، أكدت مصادر أهلية أن الطائرات الحربية السورية «ألقت منشورات تُحيّي شجاعة أبناء العشائر. وتؤكد وقوفها في صفهم ضدّ إرهاب داعش». إلى ذلك، أفادت الأنباء الواردة من الرقة عن استمرار تنظيم «الدولة» بحشد عناصره وعتاده العسكري للهجوم على مطار الطبقة العسكري الذي بات آخر مواقع التمركز العسكري السوري في المحافظة، بعد احتلال «داعش» لمقر الفرقة 17 واللواء 93 خلال الأيام الماضية. وهاجم مقاتلو «داعش» مطار الطبقة أمس، وتمكن الجيش من صدّه. وفي المقابل، شنّت الطائرات السورية أمس غارات استهدفت مقار للتنظيم في مدينة الطبقة.

لا معارك في محيط مطار دمشق

في موازاة ذلك، وبعد أن أطلق تنظيم «جيش الاسلام» بقيادة زهران علوش، أول من أمس، معركة «تطويق مطار دمشق الدولي»، التي تهدف الى السيطرة على المطار ومناطق محيطة به، روّجت «التنسيقيات» أمس أنباءً عن وجود معارك عنيفة تدور في بلدتي حتيتة التركمان والغزلانية القريبتين من المطار. مصدر عسكري سوري نفى لـ«الأخبار» هذه الأنباء، واصفاً هذه المعركة بـ«الوهمية». وقال: «لا يوجد معارك، الجيش السوري يطبق السيطرة على المنطقة بشكل كامل منذ تشرين الاول الماضي». وشدّد المصدر نفسه على «استحالة إحداث أي خرق في محيط مطار دمشق الدولي والمناطق المجاورة». وأكّد أن هذه العملية «تأتي في سياق شنّ حرب نفسية فاشلة بعد الخسارات المتتالية التي يتعرّض لها علوش وتنظيمه».
الى ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة في جرود رنكوس والجبة في القلمون (ريف دمشق الشمالي)، استهدفت خلالها الطائرات الحربية عشرات المسلحين، فيما استمرت الاشتباكات في حي جوبر، جنوب العاصمة. ولم يسلم المدنيون في العاصمة من قذائف الهاون التي أطلقتها جماعات المعارضة، وسقطت في عدد من الأحياء، وأدّت الى استشهاد مدنيين وجرح آخرين.

الجيش يصدّ هجوماً على كويرس

على صعيد آخر، تصدت وحدات الجيش في مطار كويرس، في ريف حلب الشرقي، لهجوم بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة شنّه مسلحو «داعش». واستمرت الاشتباكات بين الجيش والمجموعات المسلحة المشاركة في «غزوة الوفاء لحلب» في محيط جبل عزان ومستودعات بلدة خان طومان، كذلك على أطراف قرية عزيزة، وفي محيط حي الشيخ سعيد. ولم تتمكن المجموعات الساعية إلى «خنق» بوابة حلب الجنوبية من تحقيق أي تقدم. وفي مدينة أعزاز، في ريف حلب الشمالي، قال مصدر معارض لـ«الأخبار» إن «مجموعات من الجبهة الإسلامية اعتقلت أكثر من عشرين شخصاً في المدينة وقراها على خلفية علاقتهم بداعش». خدماتياً، قال مصدر في شركة «كهرباء حلب» إن «أعمال الصيانة أنجزت بشكل كامل لخط التوتر العالي 400 كيلو فولت زيزون ــ الزربة، ما سيرفع الوارد الكهربائي إلى محافظة حلب».
(الأخبار)