بغداد | على نحو مفاجئ، استدعى وزير خارجية البحرين، عبد اللطيف الزياني، القائم بالأعمال العراقي لدى المنامة، مؤيد عبد الرحمن، لإبلاغه رسالة احتجاج شديدة اللهجة «لمخالفته الأعراف الدبلوماسية». وعلى إثر ذلك، عمد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، إلى إصدار توجيه بإعادة القائم بالأعمال إلى بغداد، من دون أن يوضح أيّ من الجانبَين السبب الحقيقي الكامن وراء هذه الإجراءات. ونشر عبد الرحمن رسالة حاول فيها تبرير ما وُصف إعلامياً في العراق بأنه «دغدغة» للملك حمد بن عيسى آل خليفة من قِبَله، نفى فيها أن يكون قد تحدّث بنكتة بذيئة أمام الملك، وقال إن الموضوع يتعلّق «بعمل مستمرّ منذ عام مع وزارة النقل البحرينية لإطلاق رحلات خطوط طيران بين البلدَين لخدمة المواطنين فيهما، حيث زارت وفود عراقية عدّة المنامة لهذه الغاية، وتمّ إرسال جميع الكتب اللازمة ورُفعت إلى الجهات العليا في البحرين». وأوضح أنه «خلال إفطار أقامه الملك ووليّ العهد، ودُعي إليه السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية، التقيت برئيس الوزراء (ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة)، وكان برفقته وزير الخارجية. فتكلّمت عن فتح خطوط الطيران بين البلدَين لتعزيز العلاقات، وأبلغني بأن الأمور طيبة. ثمّ غادرنا القصر، وكان عندي لقاء مع وزير النقل لشرح الموضوع، لكنّني فوجئت بعد اللقاء بأنه يوجد لي موعد مع وزير خارجية البحرين أيضاً، فاستقبلني وأبلغني بأن هناك رسالة احتجاج ضدّي كوني تجاوزت العرف الدبلوماسي، وتكلّمت مع ولي العهد، كان المفروض أن أتكلّم مع الوزير (...) وأوضحوا أن الأمر فقط إنذار بعدم التدخّل في الشؤون الداخلية».
الحادثة تعيد طرح مكامن خلل سجّلتها الدبلوماسية العراقية العام الماضي

لكنّ مصادر مطّلعة أبلغت «الأخبار» بأن القائم بالأعمال قام بـ«دغدغة الملك» بأن سرد أمامه نكتة بذيئة، ما أثار حفيظة الأخير وأثار المشكلة الدبلوماسية. وترى المصادر أن «المشكلة هي أن هذه الحادثة ليست الأولى التي تضرب الدبلوماسية العراقية في الخارج، فسفراؤنا في أكثر من محفل كانت أوضاعهم غير طبيعية على مدى السنة الماضية، وتمّ استدعاء عدد منهم في حالات مختلفة من مِثل الدبلوماسي العراقي الذي رمى قذيفة آر بي جي في البقاع اللبناني، والسفير العراقي في الأردن الذي أخذ هو وزوجته صوراً اعتُبرت مسيئة مع المغني راغب علامة وقاما بتبرير ذلك بوجود علاقة عائلية معه ومع أسرته، ثمّ قيام سفراء آخرين ببيع تذاكر حضور حفل تتويج تشارلز الثالث ملكاً على بريطانيا بعد وفاة الملكة إليزابيث مقابل مبالغ مالية، وغيرها». وتَعتبر المصادر أن «هذه الأمور غير طبيعية، ولو كانت هناك روادع لما حدثت هذه الأمور».