تتزامن الذكرى الـ47 لـ«يوم الأرض» مع سُعار إسرائيلي غير مسبوق، سواء على مستوى المشاريع الاستيطانية، أو المجازر التي ينفّذها جيش العدو في المخيّمات والمدن الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلّة. وفي تقرير أصدره «المركز الفلسطيني للإحصاء» بمناسبة الذكرى، تَبيّن أن العام الماضي شهد زيادة كبيرة في وتيرة بناء المستعمرات؛ إذ صادقت سلطات الاحتلال على نحو 83 مخطّطاً لبناء أكثر من 22 ألف وحدة في جميع أنحاء الضفة والقدس. ووفقاً للتقرير، فإن إسرائيل تسيطر على نحو 85% من مساحة فلسطين التاريخية، كما تستغلّ 76% من مساحة الأراضي المصنَّفة «ج» في الضفة. وعشيّة «يوم الأرض»، دعا الحراك الشبابي في فلسطين إلى إشعال نقاط المواجهة في نقاط التماس كافة في الضفة والقدس والداخل المحتلّ، فيما أعلنت فصائل المقاومة وعدد من الهيئات الوطنية والأهلية الخميس والجمعة يومَي غضب شعبي في وجه الاحتلال والمستوطنين. وحضّت «لجنة المتابعة العليا» في الداخل، بدورها، الجماهير على المشاركة في مسيرة مركزية من المقرَّر أن تنطلق من شارع الشهداء في سخنين، وذلك عند الساعة الثالثة عصراً، وصولاً إلى النصب التذكاري. وفي قطاع غزة، أعلنت أحزاب ومؤسّسات حكومية وأهلية تنظيم عدد من الفعاليات الجماهيرية والفنّية والتراثية، بينما دعت «فصائل العمل الوطني والإسلامي» في القطاع إلى المشاركة في «الحشد الجماهيري المهيب» الذي سيقام ظهر اليوم على أرض مخيم العودة (ملكة) على الحدود الشرقية لغزة، من ضمن برنامج شامل لإحياء الذكرى أعدّته فصائل المقاومة بحسب القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي»، أحمد المدلل. وكان المجلس التشريعي الفلسطيني عقد، أمس، جلسة خاصة في مخيم ملكة لمناقشة تقرير اللجنة السياسية، في وقت نظّمت فيه وزارة التربية والتعليم في غزة مسيراً كشفياً مركزياً تحت عنوان «هنا باقون». كذلك، أعلنت وزارة الداخلية في القطاع تنظيم فعالية لإحياء «يوم الأرض» بحضور مدير الشرطة ولفيف من أبناء الشهداء في مقرّ موقع الجوازات، بينما نوت وزارة الزراعة الفلسطينية إقامة فعالية مماثلة في منطقة جحر الديك. أيضاً، قرّرت وزارة الحكم المحلّي جملة من الفعاليات تحت شعار «أرضنا هويّتنا»، في حين دعت «الهيئة العامة للشباب والثقافة» إلى المشاركة في احتفال «متجذّرون في أرضنا كأشجار الزيتون»، والذي سيتضمّن فقرات فنية وعروض دبكة شعبية و«اسكتش» مسرحياً يحاكي التمسّك بالأرض.
دعا الحراك الشبابي في فلسطين إلى إشعال المواجهة في نقاط التماس


وعلى صعيد الفعّاليات الأهلية، أعلنت «الحملة الأهلية لإحياء الذكرى الـ75 للنكبة» والتابعة لـ«المركز الفلسطيني للحوار الثقافي»، ودائرة شؤون اللاجئين في «منظّمة التحرير الفلسطينية»، عقْد اللقاء الافتتاحي لفعّاليات النكبة، وذلك «على شرف ذكرى يوم الأرض الخالد»، بينما تُنظّم «جمعية الثقافة والفكر الحرّ» وقفة شبابية سيشكّل فيها المتظاهرون خريطة فلسطين بأجسادهم. وكانت وزارة شؤون المرأة ونقابة المهندسين الزراعيتان ودائرة شؤون اللاجئين نظّمت، يوم الثلاثاء الماضي، فعالية لإحياء «يوم الأرض»، تضمّنت غرس أشجار الزيتون.
الجدير ذكرُه أن الفلسطينيين يحيون في الـ30 من آذار من كلّ عام ذكرى «يوم الأرض»، الذي تعود أحداثه إلى عام 1976، حينما أعلنت حكومة الاحتلال إطلاق خطّة حملت اسم «تطوير الجليل»، تسبّبت بتهويد 21 ألف دونم من أراضٍ تعود ملكيّتها إلى الفلسطينيين في بلدات سختيت وعرابة ودير حنا وعرب السواعد، واندلعت على إثرها احتجاجات شاملة في مدن الداخل المحتلّ كافة، تَسبّب قمعها باستشهاد 6 فلسطينيين.