بعدما أكدت تل أبيب قبل اسبوعين أنّ أسلحة نوعية متطورة تنقل من مخازن الجيش السوري إلى حزب الله في لبنان، ومن دون ممانعة روسية، عادت أمس لتشير الى وجود تعهّد جديد من موسكو، بأن قواتها في سوريا لم ولن تنقل سلاحاً إلى حزب الله. يأتي ذلك وسط زيارة المجلس الوزاري المصغر للحكومة الإسرائيلية إلى الحدود الشمالية، في إطار جولة وصفت بأنها «عادية»، ولا تدلّ على تصعيد أمني محتمل.
وعاد أمس السلاح الروسي النوعي المنقول و«المتسرب» إلى حزب الله في لبنان، ليتصدر الأنباء الإسرائيلية. لجنة الخارجية والامن في الكنيست، استمعت كما كشف الاعلام العبري أمس لسفير إسرائيل في روسيا، تسفي حيفتس، الذي أكد وجود تعهدات صدرت في الاسابيع الاخيرة عن موسكو، بأنها لم ولن تزود حزب الله باسلحة، خلال عملياتها العسكرية في الساحة السورية، الى جانب الجيش السوري والقوات الايرانية وحزب الله.
لجنة الخارجية والأمن في الكنيست استمعت الى سفير إسرائيل في روسيا

صحيفة «هآرتس» أوردت أمس مقتطفات مما ورد في شهادة حيفتس امام اللجنة، وكانت مبنية على تسريبات صدرت عن أعضائها، الذين رفضوا ذكر اسمائهم علناً، وشددوا على ان الشهادة والاسئلة والاجوبة الواردة فيها، تدخل في دائرة النقاشات السرية للجنة، إلا انهم برغم ذلك سربوا «النواحي التطمينية» فيها، وتحديداً موقف روسيا من تزويد حزب الله بالأسلحة النوعية.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ حيفتس، وردا على سؤال عما نشر في الموقع الاميركي «ديلي بيست» حول تزويد روسيا لحزب الله بأسلحة نوعية، قال إنّ سفير روسيا في تل ابيب توجه الى كبار المسؤولين في الخارجية الاسرائيلية، وشدد امامهم على ان التقرير الاميركي مغلوط، وان روسيا اجرت تحقيقاً داخلياً حول كل ما ورد فيه، وتبيّن لها انه لم تنقل وسائل قتالية من القوات الروسية في سوريا إلى حزب الله.
وبحسب اعضاء اللجنة، أوضح حيفتس أنّ العلاقات البينية مع روسيا تتطور وهي في ازدهار لا سابق له، لافتاً إلى أنّه «بكل ما يتعلق بالوضع في سوريا، توجد مشاورات متواصلة على المستويات كافة». وقال «هناك خط مفتوح بيننا والروس، وأوضحنا لهم الخطوط الحمر بشأن سوريا وتدخل إيران وحزب الله فيها، وعندما يكون لدينا مخاوف، فإنّنا نبادر فوراً إلى مناقشتها مع الروس».
ورداً على أسئلة أعضاء اللجنة، اشار حييفتس إلى أنّ مشاركة روسيا في القتال الدائر في سوريا، ينبع من المصالح الروسية لا من التحالف الشخصي القائم مع الرئيس السوري، بشار الأسد. وأضاف أنّ «وجهة النظر الروسية ترى أن الاسد عامل استقرار في سوريا، الامر الذي يدفعها الى تعزيز مكانته، لكن ذلك ليس بأي ثمن كان».
وأشار السفير الاسرائيلي إلى أنّ زيارة مبعوث الرئيس الروسي إلى المنطقة بخصوص سوريا، الكسندر لافرنتييف، وما تتضمنه، تؤكد أنّ الروس يبحثون عن وسيلة لتسوية الأزمة في سوريا، وهم لا يرغبون بالحفاظ على الوجود العسكري الروسي المكثف في سوريا، على المدى الطويل.
إلى ذلك، جال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يرافقه وزراء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والامنية، على المواقع العسكرية على الحدود مع سوريا ولبنان، وصفها نتنياهو على صفحته على «فايسبوك»، بأنها «زيارة تفقدية روتينية»، فيما اكتفى الاعلام العبري بالاشارة الى ما ورد في البيان الرسمي دون اضافات، بأنّ نتنياهو والوزراء استمعوا خلال الجولة من رئيس الاركان غادي ايزنكوت وقائد المنطقة الشمالية، افيف كوخافي، الى تقديرات الوضع الأمني على الجبهتين (لبنان وسوريا).
وكان رئيس أركان سلاح الجو الاسرائيلي، طال كلمن، قد أكد في كلمة القاها امس في هرتسيليا (وسط فلسطين المحتلة)، أنّ الجيش الاسرائيلي يستعد لمواجهة تحولات استراتيجية في المنطقة، مع بناء الحد الاقصى من الاستقلالية، «في حال تحول صديق اليوم، في الغد الى شيء اخر». وقال إنّ «سلاح الجو الإسرائيلي يبقى هو العماد الاساسي والمهيمن في نظرية التشغيل وبناء القوة العسكرية لإسرائيل، لأنه يؤمن منسوب الردع والحسم المطلوبين»، مع ذلك لفت الى ان «الجيش يدير معركة دائمة وخفية، هدفها النهائي هو تأجيل الحرب المقبلة».