على نحو مفاجئ، حطّت محافظة السويداء في واجهة المشهد الميداني السوري. معارك دامية شهدتها قرية داما في ريف المحافظة الشمالي الغربي، بين مسلحين من البدو الموالين لـ«جبهة النصرة» ومجموعات من أبناء القرية، أسفرت في بادئ الأمر عن سيطرة البدو على داما، واستشهاد 13 من أبنائها. وتحدث ناشطون معارضون عن خطف المسلحين «عدداً كبيراً من أطفال القرية ونسائها تمهيداً لارتكاب مجازر بحقهم»، الأمر الذي نفته مصادر من السكان، وأكدت «عدم حصول شيء من هذا القبيل، إذ تم إخراج النساء والأطفال منذ الصباح إلى المناطق المحيطة بالقرية».
وأمس، استعاد الجيش السوري وقوات اللجان الشعبية القرية، فيما أفادت مصادر مُعارضة عن بسط «جبهة النصرة سيطرتها على قرية الثرية».
وعلى إثر التطورات، أكد ناشطون معارضون أن عدداً من أبناء المحافظة «تجمعوا أمام مبنى السراي الحكومي» مطالبين الدولة بالقيام بواجبها في الدفاع عن السويداء. وكالة «سانا» نشرت بياناً صادراً عن مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز طالبوا فيه أبناء الطائفة بـ«الاحتكام إلى صوت العقل وعدم الانجرار وراء الفتنة». ورغم تمكن القوات السورية من احتواء الوضع أمس، غير أن مصادر عدّة أبدت تخوفها من «وضع السويداء على لائحة أهداف التكفيريين». وتحدثت مصادر معارضة عن «تحركات مثيرة للتساؤل على خطوط التماس بين درعا والسويداء». كذلك يمكن للبادية السورية أن تكون مُنطلقاً لأي هجوم محتمل يستهدف السويداء.
الى ذلك، يتّجه الوضع في ريف دير الزور الشرقي الى الأسوأ يوماً بعد يوم بين تنظيم «الدولة الإسلامية» وعشائر الشعيطات. وأعلن «المرصد السوري» المعارض أن «الدولة الإسلامية أعدم 700 من أفراد عشيرة الشعيطات خلال الاسبوعين المنصرمين معظمهم مدنيون». ودعا شيخ عشيرة الشعيطات، رافع عكلة الرجو، في مقطع فيديو نشر على موقع «يوتيوب» أمس، العشائر الأخرى إلى «الانضمام الى المعركة ضد الدولة الإسلامية».
في موازاة ذلك، استهدف سلاح الجو مواقع تابعة لـ«الدولة» في مدينة الموحسن وتلة طابوس في بلدة الشميطية في ريف دير الزور الغربي، كذلك شنّ غارات على معاقل تابعة للتنظيم في محيط حقل العمر النفطي، الواقع في الريف الشرقي. وتحدّث «المرصد» عن خطف «الدولة» 150 من أبناء عشيرة الشعيطات في الحقل، من دون ورود أنباء عن مقتلهم.
على صعيد آخر، واصلت الطائرات الحربية قصف مواقع المسلحين في جسرين ودير العصافير اللتين هرب اليهما مسلحو المليحة في الغوطة الشرقية بعد تحريرها، كذلك استمرت الاشتباكات في حي جوبر بين الجيش والمسلحين. وسقط عدد من قذائف الهاون في كل من القصاع والدويلعة في العاصمة من دون وقوع إصابات.
(الأخبار)