ريف دمشق | بعد مفاوضات وجلسات عدّة، جرى التوصّل أخيراً إلى تسوية في حيّي القدم والعسالي في ريف العاصمة الجنوبي. وأحرزت تسوية الحيين أمس تقدماً جديداً، حيث عُقد اجتماع بين فعاليات شعبية من المنطقة، وبين لجان المصالحة وممثلين عن الدولة والجيش السوري، وتم الاتفاق على البدء بتنفيذ بنود المبادرة التي اتُّفق عليها منذ نحو ثلاثة أشهر.
يبدأ التنفيذ، بحسب مصادر مطلعة لـ«الأخبار»، بالإعلان رسمياً عن التسوية، ورفع العلم السوري على نقاط رئيسية في أحياء بور سعيد والمادنية وجورة شريباتي التابعة لمنطقة القدم والعسالي. ونقلت المصادر عن المجتمعين خشيتهم من «قيام مسلّحي داعش، القابعين بالقرب من الأحياء المذكورة، وتحديداً في الحجر الأسود، بمحاولة نسف الاتفاق». وأضافت المصادر: «تعهدت الأطراف المختلفة الراعية للاتفاق إبعاد خطر داعش إذا ما حاول النيل من التسوية».
على صعيد آخر، وبعد أن تناقلت وسائل إعلام المعارضة أمس أخباراً عن تقدّم الجماعات المسلّحة في عدد من القرى في محافظة السويداء، أكدت مصادر عسكرية من قريتي داما ودير دامة، في الريف الشمالي الغربي للمحافظة، لـ«الأخبار» «سيطرة الجيش وقوات الدفاع الوطني على المنطقة، وطرد المسلّحين من بيوتها وشوارعها، لكن مع استمرار الاشتباكات في محيط القريتين من الجهة الغربية». وأضاف «أن مسلّحي جبهة النصرة يواصلون شنّ الهجمات المضادة على القوى المتقدمة، بما يجعل الوضع غير مستقر ومحسوم بنحوٍ نهائي»، الأمر الذي أدى إلى وقوع العديد من الشهداء أمس في صفوف الجيش السوري والدفاع الوطني. ولفت المصدر إلى أن الاشتباكات «تخلّلتها فترات هدوء قصيرة، تم الاتفاق عليها، ليقوم كلا الطرفين بسحب الجثث أو تبادلها».

الجيش سيطر على
عدد من النقاط في
جرود رأس المعرة
في القلمون
إلى ذلك، تستعد مدينة السويداء اليوم لتشييع شهداء المحافظة من أهالي القريتين والشبان الذين تطوعوا للدفاع عنهما. مصدر طبي من مستشفى السويداء أكّد لـ«الأخبار» أن عدد الشهداء تجاوز العشرة، مع استمرار قدوم جثامين جديدة من أرض المعركة. وسينطلق التشييع صباح اليوم من مستشفى السويداء إلى «عين الزمان» الذي يمثّل رمزاً دينياً لطائفة الموحدين الدروز.
في موازاة ذلك، يواصل الجيش السوري عملياته العسكرية في عمق الغوطة الشرقية للعاصمة، منطلقاً من بلدة المليحة، التي بسط سيطرته عليها حديثاً، نحو بلدتي زبدين وجسرين المجاورتين. واستهدف الطيران الحربي أمس معاقل المسلّحين في البلدتين، محققاً «إصابات بليغة في صفوفهم»، بحسب مصدر ميداني. فيما واصلت مدفعية الجيش قصفها لتحصينات المسلّحين في مناطق عدّة في الغوطة الشرقية. مصدر عسكري وصف لـ«الأخبار» مشهد توغّل الجيش في عمق الغوطة الشرقية، في مرحلة ما بعد سقوط المليحة بـ«السهل نتيجة اتساع خطوط التماس البري مع المسلّحين، وظهور خيارات وإمكانات جديدة في المواجهة، لكن من دون التقليل من ضرورة التمهل لاستكشاف الأنفاق ومخلفات المسلّحين الفارين إلى عمق الغوطة الشرقية». وكانت وحدات الهندسة التابعة للجيش قد عثرت أمس على ثلاثة أنفاق جديدة في عمق بلدة المليحة تتصل بالبلدات المجاورة لها.
وفي القلمون، في ريف دمشق الشمالي، سيطر الجيش على عدد من نقاط المسلحين في جرود رأس المعرة، وذلك عبر عملية نوعية أدت إلى مقتل مسلحين وجرح العشرات، بحسب مصادر ميدانية، فيما استهدف تجمعاتهم في جرود القلمون وسبنا وسرغايا.

الجيش يكثّف ضرباته على الرقة

على صعيد آخر، كثّف الطيران الحربي لليوم الثاني على التوالي ضرباته الجوية لمعاقل «الدولة الإسلامية» في مدينة الرقة. وذكر «المرصد السوري» المعارض أمس أن «الطيران الحربي شنّ 14 غارة على الأقل، استهدفت سبع منها مباني الأمن السياسي وفندق الكرنك السياحي والملعب البلدي ومنطقة المقص دوار العلم وكازية أبو هيف وحارة الحرامية ومنطقة الصناعة». كذلك شنّ الطيران ثلاث غارات على مدينة الطبقة في الريف الغربي للرقة، وأربع غارات على محيط مطار الطبقة العسكري، حيث دارت اشتباكات بين الجيش و«الدولة على أطراف قريتي عجيل والخزنة في محيط مطار الطبقة العسكري في ريف الرقة».
وفي السياق، حشدت «وحدات حماية الشعب» الكردية قواتها على كافة الجبهات المتاخمة لريف اعزاز في ريف حلب الشمالي للتصدي لتقدم «الدولة» بعد سيطرة الأخير على اخترين واقترابه من اعزاز ومارع. في وقت تواصلت فيه الاشتباكات بين «الجبهة الإسلامية» و«داعش» على أطراف قرية حور كلس وفي أطراف بلدة صوران في ريف حلب الشمالي. وفي ريف إدلب، استهدف الجيش تجمعات المسلحين في محور قرية الرامي في جبل الزاوية، فيما انفجرت سيارة مفخخة في قرية الترنبه الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة بالقرب من مدينة سراقب في ريف إدلب.