دمشق | شهد شارع فلسطين في مخيم اليرموك، جنوبي العاصمة، معارك هي الأعنف من نوعها منذ بداية العام الجاري. وجاء ذلك بعد سقوط نحو سبع قذائف هاون محلية الصنع على عدد من أحياء المخيم التي يسيطر عليها مقاتلو «الجبهة الشعبية ــــ القيادة العامة». ما حدا بالتنظيم إلى طلب المساعدة من الحكومة السورية، التي بادرت إلى إرسال عدد من مقاتلي «الدفاع الوطني» إلى المخيم.
إثر ذلك، خاض الطرفان معارك تمشيط بالقرب من مبنى البلدية في شارع فلسطين. ويؤكد مصدر مطلع في «القيادة العامة» لـ«الأخبار» أن نتيجة العملية كانت «انسحاب قسم من المسلحين الغرباء باتجاه الحجر الأسود هاربين من الحارات الواصلة بين شارع فلسطين ومخيم اليرموك، وصولاً إلى الحجر الأسود، حيث قتل العشرات منهم قبل الفرار».
وبعد انتهاء «الجولة الأولى من المعارك»، يجزم المصدر ذاته بأنه «ستكون هناك جولات أخرى بعد أيام وصولاً إلى تطهير المخيم كاملاً من المسلحين الغرباء».
ولدى السؤال عن طبيعة المعارك، أفاد أبو أحمد فاتح، أحد أعضاء لجان التفاوض في تسوية اليرموك، بأن هذه المعارك هي ضرورية لإنجاز التسوية: «لا يمكن أن نبقى تحت رحمة المسلحين الغرباء، في ظل رغبة الطرفين في التسوية. المعارك التي جرت فجر اليوم (أمس) مرحّب بها حتى من قبل المدنيين في المخيم، فهي معارك الخلاص بالنسبة إليهم».

نجح الجيش السوري
في إحراز تقدم
على جبهة عتمان
في ريف درعا


وأفادت مصادر ميدانية بأنه لدى وصول المسلحين إلى بلدة الحجر الأسود، انتظروا أكثر من ساعة عند حدودها، قبل أن يسمح لهم مقاتلو «الدولة الإسلامية» بالدخول، شريطة الانسلاخ عن تشكيلاتهم العسكرية السابقة، والانضمام إلى صفوف التنظيم.
«لم يكن الوقت متاحاً للتفكير أمام المسلحين، الذين وقفوا عند حدود الحجر الأسود تحت ضغطٍ ناري متواصل من جهة اليرموك، فقبلوا بكامل اشتراطات الدولة الإسلامية ودخلوا»، بحسب المصدر.
في موازاة ذلك، دخلت المصالحة في حي القدم الجنوبي طور التنفيذ، حيث استمرت الجرافات التابعة للبلديات بالدخول إلى الحي لإزالة السواتر الترابية، بالإضافة إلى دخول وحدات الهندسة لإزالة الألغام والعبوات الموجودة في بعض أحياء القدم، في ظل تسريبات حول إعلان الجاهزية لعودة الأهالي خلال الأسبوع المقبل.
في سياق آخر، واصل سلاح الجو السوري استهدافه لعدد من تجمعات المعارضة المسلحة في المزارع الشمالية في دوما ومرج السلطان ودير العصافير، إضافة إلى الرحيبة ووادي بردى، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من مقاتلي المعارضة المسلحة، ولا سيما من «جيش الإسلام».
وفي القلمون، في ريف دمشق الشمالي، اسهتدف الطيران الحربي معاقل المسلحين في جرود عرسال وفليطة ورأس المعرة. ونجح الجيش السوري في إحراز تقدم على جبهة عتمان في ريف محافظة درعا، بعدما استطاع قطع طريق الإمداد الرئيسي للبلدة خلال اليومين الماضيين، ما سمح له بإحراز تقدم على ما يقارب نصف البلدة. وتشير الإحصاءات إلى سقوط ما يقارب المئة مسلح قتلى منذ بداية الأسبوع الحالي. وفي ريف القنيطرة، أحبطت وحدات الجيش السوري محاولة مقاتلين تابعين للمعارضة المسلحة التسلل من منطقة عين الدرب باتجاه قرية كمونة، ما أدى إلى مقتل ستة مسلحين وإصابة العشرات. وفي حمص، بدأ الجيش عملية عسكرية للسيطرة على مواقع المسلحين في قريتي مهين والسخنة، محقّقاً تقدماً ملحوظاً، وثبت نقاط تمركز متقدمة فيهما، في الوقت الذي جرت فيه اشتباكات بين الجيش و«داعش» بالقرب من مدينة تدمر.

اشتباكات عنيفة بين الأكراد و«داعش»

على صعيد آخر، ارتفعت وتيرة المعارك العنيفة أمس بين «وحدات حماية الشعب» الكردية ومسلحي «الدولة» في منطقة الجزعة في ريف بلدة تل كوجر الحدودية مع العراق، وفي الريف الغربي لمدينة عين العرب في ريف حلب الشمالي. كذلك قصف مسلحو «داعش» قرى جبنة ودكرمان وبوراز وتل زاغروس وتل الشهيد هوكر، فيما تقدّم التنظيم في قريتي السكيرية والكوز في ريف الحسكة. وفي السياق، استمرت الاشتباكات بين «الدولة» والجماعات المسلحة في محيط بلدة صوران من جهة قرية احتيملات في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وفي الرقة، استمر الطيران السوري لليوم الثالث على التوالي في شنّ عشرات الغارات على مقار «الدولة»، ما دفع بمسلّحي التنظيم الى «إخلاء عدد كبير من مراكزهم»، بحسب مصادر ميدانية. كما أفادت المصادر عن «ترحيل داعش أكثر من 14 باصاً ضمّت قياديين من التنظيم».