يستشعر معارضو «داعش» الخطر الداهم الذي يحوم حول مناطقهم في أرياف حلب. لذا، ومنذ تقدّم «الدولة الإسلامية» في ريف حلب الشمالي، تعمل تنظيمات معارضة على توحيد جهودها وإطلاق معارك مشتركة، إذ لم تهدأ وتيرة المعارك بين «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» من جهة، وتنظيم «الدولة الاسلامية» من جهة أخرى. وأمس، أعلنت المجموعات المسلحة بدء معركة «نهروان الشام» ضد «داعش» في كل من الريف الشمالي والشرقي لحلب.
وفي بيان نشر أمس، انضم الى هذه المعركة الى جانب «النصرة» و«الجبهة» كلّ من «حركة حزم»، و«جيش المجاهدين»، و«ألوية فجر الحرية»، و«فيلق الشام» وحركة «نور الزنكي».
وأعلنت «غرفة العمليات» أمس السيطرة على قرى العادلية والظاهرية والسيد علي والحصية، وأضافت أن «43 عنصراً من التنظيم قتلوا أثناء المعارك، وتمكنت الفصائل من أسر عدد من المسلحين، وذكرت أنّ من بين القتلى عناصر يحملون الجنسية الأميركية». كذلك انفجرت سيارة مفخخة في كراج سجو بالقرب من معبر السلامة الحدودي في أعزاز في ريف حلب الشمالي. في موازاة ذلك، استهدف الجيش مقار الجماعات المسلحة في كل من محيط عزان وتلة خان طومان، إضافة الى محيط مسجد الرسول الاعظم ومبنى المخابرات الجوية في حي الزهراء.
وفي ريف الحسكة، شمالاً، تتواصل المعارك العنيفة بين «داعش» و«وحدات حماية الشعب» الكردية، ما أدى الى مقتل السعودي في التنظيم عمر حمود التميمي، الملقب بـ«أبو حفص الجزراوي». وفي حماه، قتل القائد العسكري في «لواء أحرار حلفايا» معتز القاسم (أبو سلام) في اشتباكات بين المسلحين والجيش، في وقت أعلن فيه «لواء البتار الاسلامي» في المنطقة بيعته لـ«جبهة النصرة». وتخوّفت مصادر ميدانية لـ«الأخبار» من «تصعيد جبهة حماه وريفها، خصوصاً بعد سيطرة تنظيم داعش على مطار الطبقة العسكري في ريف الرقة ومحاولة تمدّده».
الى ذلك، يخوض الجيش معارك عنيفة في الغوطة الشرقية للعاصمة، ويتقدم من الناحية الشرقية للمليحة حيث سيطر على مزارع ومباني الطباخ من جهة زبدين ودير العصافير، فيما تقدمت وحدات أخرى من غرب شبعا وسيطرت على منطقة البساتين وجامعة شبعا. وتبلغ مساحة المنطقة التي سيطر عليها الجيش بعرض 3 كلم وبعمق 1300 متر بين شبعا والمليحة مقابل زبدين ودير العصافير. في الوقت نفسه، يستمر قصف الجيش لتجمعات المسلحين في دوما. وفي ريف السويداء، فجّر مسلحون أمس عبوتين ناسفتين على طريق دويرة وحران من دون وقوع أي إصابات. وفي دير الزور، استهدف مسلحون أمس حاجزاً تابعاً لـ«داعش» في مدينة الميادين.
على صعيد آخر، أكدت الحكومة الألمانية أنها لم تدفع المال في وقت سابق من العام الجاري مقابل تحرير رهينة ألماني في السابعة والعشرين من العمر خطفه مسلحون في سوريا.
ففي أعقاب تقرير عن أن عائلة الرجل سدّدت فدية مقابل الإفراج عنه، رفض المتحدث باسم الخارجية الالمانية مارتن شيفر التعليق على تفاصيل القضية. لكنه ردّ على تكهنات بأن برلين دفعت مبلغاً كبيراً من أجل عودته. وأكد شيفر أن «الحكومة الالمانية لا ترضخ للابتزاز». ورأى أن الخطف جزء من «الاستراتيجية المنحرفة والغادرة» للجماعة التي تطلق على نفسها حالياً تسمية «الدولة الاسلامية» وتسيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا.
(الأخبار)