تراجعت الولايات المتحدة أمس عن تأكيداتها أول من أمس للمعلومات التي تحدثت عن ضرب الإمارات ومصر لميليشيات إسلامية في ليبيا، معلّلة إياها بأنها جاءت في سياق الإشارة إلى التقارير التي نشرت في الإعلام. ويأتي هذا التطوّر في موازاة تطوّر داخلي آخر، سبّبه إعلان ستة وزراء استقالتهم من الحكومة الليبية المؤقتة، «على خلفية انحياز الحكومة لأحد أطراف النزاع، وفشلها في معالجة عدد من الملفات»، بحسب وكالة الأنباء الليبية الرسمية.
وتراجعت، أمس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي عن تصريحات سابقة تؤكد علم الإدارة الأميركية بشن كل من الإمارات ومصر غارات جوية في ليبيا.
وقالت بساكي، في تغريدة على حسابها على موقع «تويتر»، مساء الثلاثاء: «التعليق بشأن ليبيا كان يقصد به الإشارة إلى دول أفادت تقارير بأنها شاركت، وليس الحديث عنها». وكانت بساكي قد قالت، في إفادات صحافية: «ندرك أن الإمارات ومصر نفذتا في الأيام الأخيرة ضربات جوية» في ليبيا. ورفضت المقارنة بين ما يحدث في ليبيا وتدخل بلادها في العراق. وأضافت أن «ما يقلقنا هو الوضع الهش للعملية السياسية في ليبيا. نعتقد أنه لا يوجد حل عسكري، العملية السياسية هي ما يفترض أن نركز عليه، وهي ما يقلقنا».
في سياق آخر، أفادت وكالة الأنباء الليبية، أمس، بأن ستة وزراء استقالوا من الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبدالله الثني، «بسبب انحياز الحكومة لأحد أطراف النزاع». وأشارت الوكالة إلى أن الوزراء المستقيلين هم وزراء «الصناعة، العمل، التخطيط، التعليم، الموارد المائية، ووزير الدولة لشؤون الجرحى».
وفي هذا الإطار، قال وزير الصناعة المستقيل سليمان اللطيف لقناة «النبأ» الفضائية الخاصة، إن «الاستقالات من الحكومة جاءت على خلفية انحيازها لأحد أطراف النزاع، وفشلها في معالجة عدد من الملفات»، مضيفاً أن «الوزراء الستة حاولوا البقاء ضمن حكومة متماسكة، إلا أن رئاسة الحكومة تتخذ إجراءات من دون علمهم». وفي هذه الأثناء، التقى رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمود حجازي نظيره الليبي المعيّن حديثاً من البرلمان اللواء عبد الرزاق الناظوري، حيث بحث المسؤولان سبل تعزيز التعاون بين جيشي البلدين. وقال المتحدث باسم الجيش المصري العميد محمد سمير غنيم، في بيان نشر على صفحته على موقع «فايسبوك»، إن اللقاء جاء في «إطار الجهود المبذولة لرأب الصدع داخل الدولة الليبية».
وتناول اللقاء، وفق البيان، «أهم المستجدات والمتغيرات المتلاحقة على الساحتين الإقليمية والمحلية في ظل الظروف الراهنة»، إلى جانب «مناقشة سبل دعم التعاون وتعزيز العلاقات العسكرية بين القوات المسلّحة لكلا البلدين في مختلف المجالات».
وأيضاً ناقش المسؤولان «مبادرة دول الجوار التي تهدف إلى إعادة استقرار الأوضاع داخل الأراضي الليبية وتحقيق تطلعات الشعب الليبي الشقيق نحو تحقيق أمنه واستقراره وبما يدعم المصالح المشتركة بين الشعبين الشقيقين باعتبار ليبيا عمقاً استراتيجياً لمصر يرتبطان معاً بوحدة الهدف والمصير».
من جهة أخرى، اتهمت الحكومة الليبية المؤقّتة، الثلاثاء، كتائب تابعة لقوات «فجر ليبيا» بالاعتداء على منزل رئيس الحكومة عبدالله الثني في العاصمة طرابلس وحرقه، واستهداف منازل عدد من الوزراء والمسؤولين ونشطاء المجتمع المدني والمواطنين في طرابلس، غربي البلاد.
وبحسب بيان للحكومة، فإن تلك الكتائب قامت أيضاً بـ«استهداف العديد من المنازل التي تخص عدداً من الوزراء والمسؤولين ونشطاء المجتمع المدني والمواطنين بالسلب والحرق»، من دون ذكر أسمائهم.
(رويترز، أ ف ب، الأناضول)