انتقلت الأزمة اليمنية، مع دخول أسبوعها الثالث، إلى مستوى آخر، مع تلويح مجلس الأمن الدولي، أمس، بفرض عقوبات على حركة «أنصار الله». وفي وقتٍ أطلق فيه الحوثيون «المرحلة الثالثة من التصعيد الثوري» وجابت تظاهراتهم شوارع العاصمة، نظّم «الاصطفاف الوطني» تظاهرات مضادة غرب صنعاء «دعماً للرئيس عبد ربه منصور هادي»، وذلك في ظلّ غليان العاصمة، حيث من المتوقع أن يتم إطلاق مبادرة رسمية أخرى اليوم لحلّ الأزمة التي وضعت البلاد على شفير المواجهات الأهلية.
وهدّد مجلس الأمن الدولي، أمس، بـ«فرض تدابير عقابية على جماعة الحوثي في حال استمرارها في تأجيج الصراع في البلاد لعرقلة عملية الانتقال السياسي»، مديناً أنشطتها في اليمن. ودعا المجلس حركة «أنصار الله» إلى «سحب قواتها من محافظة عمران»، و«وقف جميع الأعمال العدائية المسلحة ضد الحكومة»، بالإضافة إلى «إزالة المخيمات وتفكيك نقاط التفتيش التي أقيمت في صنعاء وما حولها». وفي وقتٍ لم يحدّد فيه ماهية تلك التدابير، عبّر مجلس الأمن في بيان، عن «الدعم المطلق» للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي «في جهوده للتصدي لجماعة الحوثي». كذلك، دعا الحكومة اليمنية إلى «التنفيذ السريع لخطط تحسين الحماية الاجتماعية»، وحث جميع الأطراف على «تسهيل الوصول الكامل والآمن للجهات الفاعلة الإنسانية من دون عوائق إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات».

«الاصطفاف
الوطني»: هل صنعاء تل أبيب ليحاصرها الحوثيون؟


وكان عشرات الآلاف من أنصار حركة «أنصار الله» قد احتشدوا، أمس، في شمال العاصمة متوعدين بتصعيد احتجاجاتهم، إيذاناً بانطلاق المرحلة الثالثة من «التصعيد الثوري» الذي أعلنه زعيم «أنصار الله» عبد الملك الحوثي. وتلبيةً لدعوة الحوثي، تجمّع عشرات الآلاف من اليمنيين للصلاة في طريق المطار شمال العاصمة، مردّدين شعارات مطالبة بإسقاط الحكومة والتراجع عن قرار الحكومة رفع الدعم عن المشتقات النفطية.
في المقابل، احتشد عشرات الآلاف من أنصار الحكومة ضمن هيئة «الاصطفاف الوطني» في صلاة الجمعة، وبعدها في شارع الستين غرب صنعاء للتأكيد على دعم الرئيس عبد ربه منصور هادي. وفيما جدّد المشاركون مطالبتهم للرئيس هادي بسرعة تنفيذ مخرجات الحوار، وبسط نفوذ الدولة على مناطق البلاد كلها، دعا خطيب الجمعة في حشود «الاصطفاف» هادي إلى تحمل مسؤولياته في حماية البلاد «مما يتهددها من أخطار». ووجه الخطيب رسالة إلى الحوثيين قائلاً «صنعاء ليست تل أبيب وإنما عاصمة اليمنيين»، في إشارة إلى الحصار الذي تفرضه الحركة على المدينة عند مداخلها الجنوبية والغربية عبر مخيمات للاعتصام نصبها الحوثيون قبل أسبوعين.
وفي ظلّ المراوحة السياسية لحلّ الأزمة بين «أنصار الله» والحكومة، وخصوصاً بعد إخفاق المفاوضات بين الحركة واللجنة الرئاسية في صعدة، أكد مصدر قيادي في اللجنة أنها «تقوم باتصالات متواصلة لإعداد تقرير يقدّم إلى الاجتماع الوطني الموسّع الذي يعقد السبت (اليوم)، ويضم مختلف القوى المؤيدة للرئيس هادي»، مشيراً إلى أن اللجنة «ستقدم رؤية بمثابة مبادرة في ضوء المقترحات المقدمة من سائر المكونات السياسية».
وأوضح أن المبادرة تتضمن نقاطاً عدّة؛ من بينها «تشكيل حكومة شراكة وطنية من كفاءات، واتخاذ إجراءات في المجال الاقتصادي ولا سيما عبر إعادة تقويم لزيادة أسعار النفط». وبحسب المصدر، أن الاتصالات لم تنقطع بين اللجنة والحوثيين، فيما من المفترض ألا تستقيل الحكومة الحالية قبل الاتفاق على تركيبة الحكومة الجديدة.
من جهةٍ أخرى، شيّع أنصار «الحراك الجنوبي»، أمس، جثمان القتيل في المواجهات مع الأمن في محافظة عدن (جنوب) أول من أمس. وشارك المئات في التشييع الذي تحول إلى مسيرة عقب صلاة الجمعة، طافت الشارع العام في مدينة المعلا في عدن، ردد خلالها المشاركون هتافات مناوئة للحكومة ورافضة للوحدة اليمنية، ومطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله.
(أ ف ب، الأناضول)