رغم إعلان الحكومة الليبية المستقيلة فقدانها السيطرة على الوزارات في العاصمة، إلا أن مجلس النواب الليبي أعاد تعيين عبد الله الثني، أمس، رئيساً للوزراء، في الوقت الذي استولت فيه جماعات مسلحة على مقارّ أساسية تابعة للحكومة في طرابلس. ويواجه الثني مع إعادة تكليفه، تحدياً يتمثل في تأكيد سيطرة الحكومة على بلد يخشى كثيرون أن ينزلق إلى هاوية حرب أهلية شاملة. وقال المتحدث باسم البرلمان فرج هاشم، إن 64 من بين 106 نواب حضروا الجلسة وافقوا على تجديد تعيين الثني في منصب رئيس الوزراء، فيما كلفه مجلس النواب تشكيل حكومة أزمة خلال فترة زمنية لا تتجاوز أسبوعين.

وذكرت الحكومة الليبية في بيان أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اتصل بالثني هاتفياً، قبل تعيينه ليعبّر له عن تأييده، مضيفة أن الزعيمين أكدا ضرورة إجراء حوار وطني وعقد مصالحة.
وكانت الحكومة قد أصدرت بياناً، في وقت متأخر من مساء أمس، تعترف فيه بفقدانها السيطرة على العديد من الوزارات ومؤسسات الدولة.
وذكر البيان أن معظم الوزارات والمؤسسات وأجهزة الدولة في العاصمة طرابلس، صارت خارج نطاق سيطرة الحكومة، وأن الجماعات المسلّحة منعت العاملين من دخول بعض المباني الحكومية.
وأضافت الحكومة أن «هذه المقارّ محتلة من قبل مسلحين، بعدما تمت محاصرتها واقتحامها من قبلهم حيث قاموا بمنع موظفيها من دخولها وهددوا وزراءها ووكلاءهم».
ولفتت إلى أنه «بات من الخطورة بمكان وصول موظفي الدولة إلى مقار عملهم من دون تعرضهم للخطر، سواء بالاعتقال أو بالاغتيال». وأشارت إلى أن «عديد التشكيلات المسلحة أعلنت عن تهديدات مباشرة لموظفي الدولة، بل وهاجمت وأحرقت بيوتهم وروعت أسرهم».
وفي علامة أخرى على انزلاق ليبيا إلى أتون الفوضى، قام إسلاميون متشدّدون بمحاولة جديدة للاستيلاء على مطار بنغازي المدني والعسكري من أيدي قوات الجيش المتحالفة مع لواء سابق في الجيش. وقال مسعفون إن 13 جندياً على الأقل قتلوا وأصيب 45 آخرون، فيما أفاد المتحدث باسم القوات الخاصة للجيش العيد ميلود الزوي، بأن «عشرة جنود من الجيش قتلوا وأصيب ما يزيد على عشرة آخرين بجروح خلال صدهم لهجوم من قبل مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي، كانوا ينوون التقدم نحو مطار بنينا الدولي والقاعدة الجوية».
وأضاف الزوي أن «قوات الجيش صدت الهجوم بمساندة سلاح الجو الليبي وأجبرت القوات المهاجمة على التراجع إلى منطقة بوعطني المتاخمة لمنطقة بنينا»، حيث يتمركز مقاتلو مجلس شورى ثوار بنغازي، بعد سيطرتهم على عدة معسكرات للجيش، على رأسها معسكر القوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني.
وأشار إلى أن «الأمور تحت السيطرة وأن قوات الجيش ستتقدم لتحرير المواقع التي فقدتها خلال المدة الماضية».
في هذه الأثناء، اعتقلت السلطات في الإمارات التي يشتبه في تدخلها في ليبيا ضد الإسلاميين، نحو ثلاثين ليبياً وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام محلية مقربة من الإسلاميين. وأفادت وسائل الإعلام من بينها قناة «النبأ»، بأن من بين المعتقلين رجال أعمال مقيمين، منذ فترة طويلة، في الإمارات وبعضهم في دبي.
وبعض هؤلاء من مصراتة، المدينة التجارية التي سيطرت ميليشياتها الإسلامية على مطار طرابلس في 22 الشهر الماضي.
وشكل أقارب الليبيين المعتقلين في الإمارات لجنة لدعمهم، وتظاهروا الأحد أمام مقر الحكومة في طرابلس، ودعوا السلطات إلى التدخل لدى الإمارات، «للحصول على معلومات عن أسباب اعتقالهم والمطالبة بإطلاق سراحهم».
(رويترز، أ ف ب، الأناضول)