يطغى حديث التدخل الغربي على المشهد الليبي، وتتنوّع بين موقف رسمي، أو تسريبة صحافية. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مساعدي الرئيس الأميركي، باراك أوباما، يضغطون عليه ليصادق على قرار «استخدام القوّة العسكرية» في ليبيا، وذلك لفتح جبهة جديدة ضد تنظيم «داعش». إلا أن أوباما، بحسب الصحيفة، طلب منهم مضاعفة جهودهم لتشكيل حكومة «الوفاق الوطني» الليبية.
وأضافت الصحيفة أن وزارة الدفاع، «البنتاغون»، تعكف على دراسة خياراتها، والتي تشمل ضربات جوية وغارات للقوات الخاصة، إضافة إلى تقديم المشورة للميليشيات الليبية الموجودة على الأرض، بعد أن «يُدقّق» في أمرها. غير أن ما لم يتم النظر فيه، بحسب «نيويورك تايمز» هو إرسال واشنطن قوات برية بأعداد كبيرة إلى هناك. وتابعت الصحيفة أن التحدي الذي يواجهه أوباما هو «بدء حملة كبرى، أخرى، ضد الإرهاب في العام الأخير من حكمه»، من دون أن تتمكن الإدارة الأميركية من حسم أمرها، أو تحديد حجم وملامح الانخراط العسكري الأميركي.
أما القيادة العليا لـ«داعش»، فقد أرسلت ستة من كبار قادتها إلى ليبيا، للمساعدة في تنظيم «أخطر فروع التنظيم في العالم»، بحسب الصحيفة.
وعن الوجود العسكري الأميركي في ليبيا، أشارت «نيويورك تايمز» إلى أن الولايات المتحدة ضاعفت عدد فرق عملياتها الخاصة الأميركية في الأشهر الأخيرة، إضافة إلى مهماتها الاستطلاعية السريّة، للتعرّف إلى قادة الميليشيات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن «المخططين الأميركيين ينتظرون أوامر قيادتهم إن كان التدخل سيتضمن ضرب قادة بارزين، أو مهاجمة مجموعة أكبر من الأهداف، أو إرسال فرق من النخبة للعمل مع المقاتلين الليبيين، المدعومين من الحكومة الليبية الجديدة».
وفي سياق ردود الفعل على التلميحات الغربية بالتدخل في ليبيا، حذّر الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، أمس، من عواقب أي تدخل عسكري، مؤكّداً على «ضرورة استشارة بلاده ودول الجوار في ذلك». وأعرب السبسي عن أمله بتشكيل حكومة «الوفاق»، مشدداً على أن بلاده «لن تغلق حدودها في وجه الأشقاء الليبيين».
سياسياً، بدأ أعضاء «المجلس الرئاسي»، الليبي، جولة مشاورات في منتجع الصخيرات السياحي، جنوبي الرباط، للبحث في تشكيلة حكومة «الوفاق». غير أن اللافت في الأمر، عدم مشاركة رئيس بعثة «الأمم المتحدة»، مارتن كوبلر، في المشاورات.
وعن كواليس تشكيل الحكومة الجديدة، قالت صحيفة «العرب»، اللندنية، إن جماعة «الإخوان المسلمين»، في ليبيا، تضغط على رئيس الحكومة المكلّف، فايز السراج، لتحوز حقائب وزارية في حكومة «الوفاق»، والمرتقب الإعلان عنها قبل نهاية الأسبوع الجاري. وأضافت الصحيفة، أن رئيس «حركة النهضة» التونسية، راشد الغنوشي، لعب دوراً كبيراً في الضغط على السراج.
وبحسب مصادر «العرب»، فإن الغنوشي اجتمع في تونس مع رئيس حزب العدالة والبناء، (الجناح السياسي لـ«إخوان ليبيا»)، محمد صوان، ليترتب بعد ذلك، لقاء بين صوان والسراج، استمر لأكثر من ساعتين.
وتابعت الصحيفة، أن الغنوشي سعى في اتصال هاتفي مع السراج، للضغط عليه ليستجيب لمطالب «الإخوان»، المتمثلة بتمكينهم من حقائب سيادية في الحكومة الجديدة، وخاصةً منها حقائب الداخلية والدفاع والخارجية.
كذلك، دعا البرلمان الأوروبي المجتمع الدولي إلى دعم الجهود لتنفيذ الاتفاق السياسي في ليبيا، معرباً عن قلقه إزاء تدهور الوضع الأمني فيها، وتداعيات ذلك على دول الجوار. وفي قرار تبناه البرلمان بأغلبية 478 صوتاً، نبّه البرلمان الأوروبي إلى أن «التفكّك الاقتصادي وأعمال العنف في ليبيا يزيدان من هشاشة الدولة سوءاً»، ويمكّنان المنظمات المتطرفة من التوسع فيها.