اطمئنان إسرائيل إلى المعارضة السورية، بما يشمل «جبهة النصرة» ومثيلاتها، يتجاوز قراءة وتقدير النيات. رسائل الجيش الاسرائيلي للمستوطنين، وتأكيده أن المعارضة السورية لن تستهدفهم الآن ولا في المستقبل، تستند إلى وقائع، وربما إلى تنسيق مسبق أظهرت المعارك في منطقة القنيطرة أنه موجود بالفعل، بعد سماح إسرائيل للمسلحين بدخول الأراضي التي تحتلها والتمركز فيها، في مواجهة الجيش السوري.
القناة الاولى العبرية، وفي تقرير لمراسلها من الحدود، كشفت بالصوت والصورة جزءاً من مجريات المعركة الدائرة على الحدود، وكيف يتعامل الجيش الإسرائيلي مع المسلحين ويسهّل عملياتهم العسكرية. وبحسب التقرير المصوّر، يدخل المسلحون الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل في الجولان، ويتمركزون فيها في انتشار قتالي ضد الوحدات السورية النظامية في المنطقة. أما الجيش الإسرائيلي فيراقب فقط ما يقومون به من دون أن يحرّك ساكناً.
مصدر أمني إسرائيلي رفيع أكد، بدوره، أنّ التقديرات السائدة لدى الجيش تشير الى أنّ المسلحين السوريين، بما يشمل «جبهة النصرة»، لن يبادروا الى شن عمليات عدائية ضد إسرائيل، مؤكداً أنّ هذا التقدير يتعلق بالمرحلة الحالية، خلال قتال التنظيمات للجيش السوري، وأيضاً في المستقبل، بعد انتهاء هذا القتال.
وأضاف المصدر، في حديث إلى الاذاعة العبرية أمس، أنه رغم كل هذه التقديرات، بادر الجيش إلى تنفيذ سلسلة من الاجراءات الاحترازية في منطقة الحدود، للحؤول دون هجوم غير متوقع وشاذ من الجانب السوري. ورأى أنه «رغم كل ذلك ورغم التقديرات، من المفيد أن نذكر الجميع، وأيضاً المسلحين في الجانب السوري، على صحة تقديراتهم وإدراكهم المسبق، بأن أيّ عمل عدائي ضد إسرائيل سيعني فقدانهم لقوتهم العسكرية» في مواجهة الجيش السوري.
إلى ذلك، زار وزير الطاقة الإسرائيلي، سيلفان شالوم، منطقة الحدود في الجولان، وشدّد أمام المستوطنين الذين التقاهم على أن «إسرائيل قادرة على الدفاع عن مواطنيها». وذكرت القناة العاشرة العبرية أنّ شالوم زار بعد لقائه المستوطنين جرحى من المعارضة السورية في مستشفى «بوريا» في طبريا، وصافح بعضهم وتحدث معهم بالعربية، مطمئناً على أوضاعهم.
وقال شالوم إن «إسرائيل لا تفضل أي جهة على أخرى في الجولان، بل لا تفضّل أي جهة تسيطر على سوريا». وأضاف: «قلنا من اليوم الأول إننا لا نتدخل في الموضوع السوري، الذي نعتبره شأناً داخلياً سورياً، إلا أننا نتابع الوضع عن كثب، لأن ما يجري هناك يؤثر علينا، وفي مقابل ذلك نحن جاهزون لمواجهة أي تطور».
وفي تطور دعائي بارز، ذكرت صحيفة «معاريف» أن دروز الجولان المحتل يطالبون السلطات الاسرائيلية بضم بلدة حضر في الجانب السوري، خوفاً على سكانها الدروز من هجمات قد يتعرضون لها. ونقلت الصحيفة عن عضو الكنيست السابق عن حزب الليكود، أيوب قرا، أنّ «الجميع هنا خائفون على أبناء الطائفة، ولدي طلبات من وجهاء الدروز للعمل على حمايتهم، وأنا بدوري سأطلب من وزير الدفاع إجراء تعديل على الحدود وضم بلدة حضر الى الاراضي الإسرائيلية، وإلا فسنشهد على جريمة قتل هناك»، مضيفاً أنّ «إسرائيل ملزمة بالتدخل وإيجاد جيب تابع لها، وإلا فإن الآثار ستكون كارثية».