انسدّ أيّ أفق للحل في اليمن كما يبدو، مع تشبّث طرفي النزاع، جماعة «أنصار الله» والرئيس عبد ربه منصور، كل من جهته، بمطالبه. الحوثيون لن يتراجعوا عن تحقيق مطالبهم بتشكيل حكومة شراكة، في وقت بدأت فيه حكومة تسيير الأعمال العمل بقرار تخفيض أسعار المشتقات النفطية.
ومنذ يوم أمس، بدأ خفض سعر غالون البنزين والديزل بقيمة 500 ريال يمني (2.3 دولار) بحسب ما تم طرحه في المبادرة الوطنية التي طرحت لحل الأزمة ورفضتها جماعة «أنصار الله».
وفي السياق، أكدت جامعة الدول العربية ضرورة التزام كافة الأطراف والقوى السياسية في اليمن، بمن فيهم جماعة «أنصار الله»، بما ورد في المبادرة الوطنية للجنة الوطنية الرئاسية، باعتبار ذلك يمثل الحل المناسب والوحيد لنزع فتيل الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد.

دعت الجامعة
العربية الحوثيين إلى الالتزام بمبادرة هادي

ودعا مجلس الجامعة العربية، في ختام دورته العادية (١٤٢) على مستوى المندوبين أمس في القاهرة، بمشاركة الوفد اليمني برئاسة المندوب الدائم في الجامعة السفير محمد الهيصمي، مختلف القوى السياسية اليمنية إلى مؤازرة جهود الرئيس عبد ربه منصور هادي والوقوف إلى جانبه ورفض أي محاولات تهدف إلى تصعيد الموقف أو تقويض العملية السياسية القائمة في اليمن. وشدد المندوبون في توصياتهم وقراراتهم بشأن اليمن، التي سترفع إلى الاجتماع الوزاري لوزراء الخارجية العرب الذي سيعقد يوم الأحد القادم، على ضرورة التزام كافة القوى السياسية اليمنية بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وتوفير الأجواء الملائمة لاستكمال تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وصياغة دستور جديد يلبّي طموحات اليمنيين.
وفي سياق الأزمة، عمد أنصار الحوثيين إلى قطع طرقات في العاصمة صنعاء، في وقت خرج فيه مئات من قبيلة حارث إلى الشوارع في ضواحي صنعاء، رافعين البنادق الرشاشة وقاذفات الصواريخ على أكتافهم ليعبّروا عن تأييدهم للرئيس عبد ربه منصور هادي. وكان موفد الرئيس عبد ربه منصور هادي، اللواء عبدالقادر هلال عاد، عاد إلى صنعاء قادماً من محافظة صعدة، شمالي البلاد، من دون إحراز تقدم يذكر في مفاوضاته مع زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي.
وبالتزامن مع الأزمة السياسية وانسداد أفق الحل، تستعر المواجهات في شمال اليمن على الحدود مع السعودية، في محافظة الجوف. وكشف مصدر، فضّل عدم الكشف عن هويته، لوكالة «الأناضول»، أن 4 مسلحين قبليين موالين للجيش قتلوا وأصيب 6 آخرين، فيما سقط نحو 20 مسلحاً حوثياً بين قتيل وجريح (لم يفصّل عدد القتلى والجرحى)، في اشتباكات بين الطرفين في مديرية الغيل، في محافظة الجوف.
وفي السياق، أوضح مدير أمن محافظة الجوف، العميد محمد العديني، أن «مواجهات عنيفة وقعت بين قوات الجيش والأمن مدعومة بلجان الدفاع الشعبي من جهة، ومسلحين حوثيين من جهة أخرى، في عدة مواقع في المحافظة».
وأضاف العديني لوكالة «الأناضول»، أن «اشتباكات عنيفة ما زالت مستمرة أيضاً بين الطرفين في مديرية مجزر التي تتبع إدارياً لمحافظة مأرب وعسكرياً لمحافظة الجوف».
وفيما يتعلق بالأسلحة التي يقاتل بها الطرفان، لفت العديني إلى أنه «يتم استخدام الأسلحة الثقيلة، بما فيها الدبابات، إضافة إلى الأسلحة المتوسطة».
وأشار العديني إلى أن الحوثيين يريدون السيطرة على محافظة الجوف، على غرار ما حدث قبل شهرين في عمران (شمال)، غير أنه استبعد أن ينجح الحوثيون في السيطرة على المحافظة.
(أ ف ب، الأناضول، سبأ)