أعلن الرئيس باراك أوباما أنه سيكشف بعد غد الأربعاء خطته للتحرك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، في وقت وسّعت فيه المقاتلات الأميركية نطاق ضرباتها الجوية في العراق، يوم أمس، حيث شنّت للمرة الأولى غارات في غرب البلاد، مستهدفة مواقع للتنظيم المتطرف.
وأوضح الرئيس الأميركي في مقابلة مع شبكة «ان بي سي نيوز» بثت أمس بعيد عودته من قمة الحلف الأطلسي في ويلز، أنه سيقدم «خطته للتحرك» ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، مشدداً على أنه لن يرسل قوات أميركية إلى الأرض، وأنه لا ينوي إعادة شن هجمات «تماثل الحرب في العراق». وأضاف «الاستراتيجية لسوريا والعراق على السواء هي أن نطارد أعضاء تنظيم الدولة الاسلامية وأصولهم أينما كانت»، من دون أن يوضح طريقة التعامل مع التطورات على الأراضي السورية. وقال إن «المرحلة المقبلة الآن هي في الانتقال إلى نوع من الهجوم... سألتقي زعماء الكونغرس الثلاثاء (غداً). وسألقي الأربعاء خطاباً أشرح فيه ما ستكون عليه خطتنا للتحرك». وأكد أوباما أن «تنظيم الدولة الإسلامية يمثل تهديداً بسبب طموحاته في التوسع في العراق وسوريا. لكن الخبر السار الذي جاءنا من القمة الأخيرة للحلف الاطلسي هو أن المجتمع الدولي في مجمله يدرك أننا إزاء تهديد تتعين مجابهته». وأضاف أن هذا سيكون «شبيهاً بذلك النوع من حملات مكافحة الإرهاب التي نشارك فيها باستمرار على مدى السنوات الخمس أو الست أو السبع الماضية». وتابع «سنكون جزءاً من تحالف دولي ينفذ ضربات جوية دعماً للعمل في الارض الذي تقوم به القوات العراقية والقوات الكردية». وفي حديث لافت، أكد أوباما أن الولايات المتحدة ستحتاج من «الدول السُنيّة في المنطقة»، ومنها السعودية والأردن والإمارات وتركيا، أن «تكثّف جهودها» وتقدم المساعدة. وأضاف «أعتقد أنه.. ربما للمرة الأولى، لديك وضوح تام بأن مشكلة الدول السُنيّة في المنطقة.. وكثيرون منهم حلفاؤنا.. ليست إيران فحسب. إنها ليست مجرد مسألة سُنية شيعية».
وفي وقت يأتي خطاب أوباما المرتقب بالتزامن مع ذكرى «هجمات 11 أيلول»، من المفترض أن يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري قريباً إلى الشرق الأوسط لتعبئة الحلفاء ضد المقاتلين المتطرفين.
في سياق متصل، رأى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الولايات المتحدة «غير جادة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية»، داعياً إلى تشكيل تحالف دولي لمواجهة التنظيم. واتهم ظريف، في لقاء مع التلفزيون الرسمي الإيراني نقلت مقتطفات منه وكالات غير إيرانية، الولايات المتحدة بـ«دعم داعش في سوريا واستخدام معايير مزدوجة في هذا الموضوع»، مشيراً إلى وجود «تخبّط أميركي حيال ما ينبغي فعله».
إلى ذلك، شدد المفتي العالم للمملكة العربية السعودية، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، على أن قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» واجب «إذا قاتلت المسلمين فيجب على المسلمين قتالهم لينصرف شرهم وضررهم عن الدين والناس».
(رويترز، أ ف ب، الأناضول)