لليوم الخامس على التوالي، تستمرّ الاشتباكات في محيط منطقة الكباس الواقعة ضمن حيّ دويلعة شرقي العاصمة. وشنّ مسلّحو «جبهة النصرة»، الذين يتحصّنون في حي الدخانية المتاخم، هجوماً امس على منطقة الكباس في محاولة منها لتحقيق تقدّم جديد في اتجاه العاصمة. واستخدم المسلّحون الأسلحة المتوسطة وقذائف الهاون أثناء الهجوم الذي جرى في اتجاه ساحة النحلاوي في المنطقة، لكن سرعان ما تمكّن الجيش من صدّ الهجوم وإلحاق خسائر كبيرة بالمسلّحين. وفي موازاة ذلك، سقطت عشرات قذائف الهاون على مدينة جرمانا.
مصدر عسكري أكّد لـ «الأخبار» أنّ المسلّحين خسروا أثناء هجومهم الصفوف الأولى من مقاتليهم، ما أجبرهم على التراجع تحت ضربات الجيش إلى نقطة محدّدة في منطقة الدخانية، حيث جرى استهدافهم مرّة أخرى بقذيفة صاروخية». ولم تتوافر معلومات مؤكّدة عن حجم الخسائر في صفوف المسلّحين، إلا أن الجيش، بحسب المصدر، لا يتوقّف عن استهداف معاقلهم «فاليوم فقط (أمس)، شنت الطائرات الحربية أكثر من 15 غارة على منطقة الدخانية، فيما يشتبك معهم على الأرض 400 مقاتل من الجيش والدفاع الوطني». ويشير المصدر إلى أنّ «قوات أخرى تستعدّ أيضاً للدخول في المعركة ضدّ المسلّحين، مؤلفة من مئات من مقاتلي الجيش وأبناء منطقتي دويلعة وجرمانا». إلى ذلك، ذكرت مصادر ميدانية على اتصال بالأهالي المحاصرين داخل حيّ الدخانية، أن مسلّحي «جبهة النصرة اقتادوا مجموعة من المدنيين إلى إحدى الساحات للتحقّق من خلفياتهم الطائفية، وأعدمت ميدانياً 5 منهم»، ولدى محاولتهم نقل الباقين إلى منطقة عين ترما «تعرّضوا لضربات من الجيش، ما أجبرهم على إطلاق المحتجزين الذين فرّوا إلى الجهة المقابلة باتجاه منطقة الكباس، حيث استقبلهم الجيش ونقلهم مؤقتاً إلى مخيم الدوير».

أعدمت «جبهة النصرة» خمسة مدنيين محتجزين لديها في الدخانية


وفي موازاة ذلك، أمطر المسلحون أمس مدينة جرمانا بعشرات قذائف الهاون من حيّ الدخانية المجاور، ما أدى الى استشهاد ثمانية مدنيين، كما أصيب العشرات بجروح. وأدى سقوط القذائف أيضاً إلى احتراق معمل للدهان في شارع الكبّاس، وبسبب انبعاث الروائح ضمن مساحات واسعة من المنطقة، سرت شائعات بأن أسلحة كيميائية يجري استخدامها في المعركة، كما سقطت كذلك قذائف هاون في منطقة العباسيين وجوارها في دمشق.
إلى ذلك، كثّف سلاحا الجوّ والمدفعية الثقيلة من ضرباتهما لمواقع المسلّحين في دوما وحي جوبر. مصادر معارضة قالت لـ«الأخبار» إنّ «الضربات الجوية أدت إلى مقتل العديد من المسلّحين وجرح العشرات في مدينة دوما»، وفيما تتواصل الاشتباكات بين الجيش و«جبهة النصرة» والمسلحين في جوبر، اكتشف الجيش بحسب المصادر الميدانية سلسلة انفاق متصلة بعضها ببعض استخدمت للتحرّك ونقل السلاح في الحي، و«سرعان ما بدأت وحدات الهندسة بتفكيك العبوات الناسفة في مداخل هذه الانفاق».
وفي مخيّم اليرموك، جنوب دمشق، أغار سلاح الجو على حيّ 8 آذار الذي يتوسط منطقتي مخيّم اليرموك والحجر الأسود، حيث كان يجتمع زعماء من «جبهة النصرة» و«أكناف بيت المقدس» و«الجبهة الإسلامية» مع ممثلّين عن تنظيم «الدولة الاسلامية» لبحث الوصول إلى هدنة بين الأخير والتنظيمات المذكورة. وبحسب مصادر ميدانية «قتل العديد ممن كانوا في الاجتماع»، فيما لم تعلن الفصائل عن قتلاها.
وفي عين منين، الواقعة في منطقة التل شمال دمشق، بدأ المدنيون بالعودة الى المدينة أمس بعد الاتفاق الذي جرى لانسحاب المسلحين منها ودخول الجيش.
وجنوباً، في ريف القنيطرة تستمر الاشتباكات العنيفة بين الجيش من جهة، و«جبهة النصرة» والفصائل المسلحة من جهة أخرى. وامس، أعلن «لواء الحق» ــــ جبهة القنيطرة بدء معركة «وإذا الجبال نسفت ــــ تحرير تل المال» بالاشتراك مع عدد من الفصائل. في المقابل، كثّفت الطائرات الحربية غاراتها على مواقع تابعة لـ«النصرة»، فيما ذكرت وكالة «سانا» أن «وحدة من الجيش والقوات المسلحة استهدفت تجمعا لآليات الإرهابيين في بلدة أم باطنة في ريف القنيطرة، كما استهدفت وحدات من الجيش تجمعات لإرهابيي تنظيم جبهة النصرة في نبع الصخر ومسحرة وقضت على عدد منهم». وكان قد قتل ليل أول من أمس، الاعلامي في «جبهة النصرة» أبو عبد السلام الزعبي، خلال الاشتباكات في ريف المحافظة.
الى دير الزور، شرقاً، حيث تواصل قصف الطائرات الحربية لمواقع مسلحي «داعش»، إذ شنّت ثلاث غارات جوية على تجمعاتهم في قرية عكيدات، في الوقت الذي أُفرج فيه عن 45 معتقلاً في سجون «داعش» في دير الزور بعد مبايعتهم له، بحسب «تنسيقيات» معارضة.
وفي حلب، شمالاً، أغارت الطائرات الحربية على مواقع «داعش» في محيط مطار كويرس، ما ادى الى سقوط عشرات القتلى في صفوفهم، فيما نشبت اشتباكات بين الجيش والمسلحين في حي كرم الطراب.