الجهود التي تبذلها واشنطن لإنشاء تحالف دولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، كانت موضع ترحيب من قبل المسؤولين الإسرائيليين على نحو عام، ومن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، على نحو خاص. ترحيب ترافق مع تلقي أكثر من مسؤول إسرائيلي تطمينات وضمانات أميركية بألا يؤثر التحالف ضد «الدولة» على الجهود المبذولة لوقف المشروع النووي الإيراني.
هذا الترحيب سبق الكشف عن أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أجرى أمس نقاشاً خاصاً حول خطر التنظيم، وإمكانية إقامة خلية له في إسرائيل. وأعلن ليبرمان، في حديثه مع الإذاعة الإسرائيلية، عن ترحيبه بالمبادرة الأميركية لأخذ زمام الأمور، وإنشاء تحالف ضد «الدولة»، معرباً عن أمله بأن تنجح الجهود الأميركية في هذا المجال.
ترحيب ليبرمان كان قد سبقه موقف أطلقه مساء الاثنين، حذر فيه من تحول ما وصفه بـ «الحركات الإرهابية إلى دول إرهابية»، ضارباً أمثلة على ذلك حركة حماس في قطاع غزة، وحزب الله في لبنان، و«الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا، وجماعة بوكو حرام في نيجيريا. وأضاف أن الائتلاف الدولي يجب أن يعمل على نحو دائم ضد «عالم الإرهاب، لا ضد الدولة فقط».

مساعدة إسرائيل الاستخبارية ضرورية لنجاح الحرب على «الدولة»


ليبرمان، الذي أشار إلى أن «الدولة» تعتمد وسائل عمل حركة حماس، رأى أن الأداة الرئيسية لمنظمات، مثل «الدولة»، هي وسائل الإعلام الجديدة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، ولذلك يجب، برأيه، سن قوانين تحدد تزويد خدمات الإنترنت الذي يستخدم كقاعدة لنشر الأيديولوجيا.
في السياق نفسه، رأى نائب وزير الخارجية، تساحي هنغبي، أن تبلور الائتلاف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بشرى سارة لإسرائيل بعد «سنين شعرت خلالها بأنها مضطرة إلى مواجهة الإرهاب وحدها»، بحسب تعبيره.
ورداً على سؤال عن تعاون أميركي ـ إيراني محتمل في محاربة هذا التنظيم، قال هنغبي في حديث مع الاذاعة الإسرائيلية، إن مسؤولين أميركيين التقاهم في واشنطن أخيراً، اكدوا له أن هذا الامر لن يؤثر في موقف الولايات المتحدة الحازم في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
وعلى خلفية القلق في إسرائيل من أن يؤدي الصراع العالمي ضد تنظيم «الدولة» إلى تقارب بين طهران وواشنطن، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن مسؤولين رفيعي المستوى في البيت الأبيض أكدوا لرئيس المعارضة في إسرائيل يتسحاق هرتسوغ، أنه «لن تكون هناك تسوية في الموضوع النووي الإيراني». وقال هرتسوغ أثناء لقائه رئيس طاقم البيت الأبيض دنيس مكدونا، ونائب مستشار الأمن القومي طوني بلينكن، «أقدر الموقف الأميركي الذي يدرك أن تهديداً أول لا يلغي التهديد الثاني».
وتعقيباً على ما كانت قد نقلته وكالة «رويترز» عن دبلوماسي غربي، من أن إسرائيل بدأت بتحويل معلومات استخبارية عن «الدولة الإسلامية» إلى حلفائها في الغرب، وأن بعض هذه المعلومات وصل إلى تركيا ودول عربية، بعد طمس ما يشير إلى أن مصدرها إسرائيل، شدد دبلوماسي أوروبي، لموقع «والاه» العبري، على أن المساعدة الاستخبارية من جانب إسرائيل ضرورية للنجاح في الصراع ضد تنظيم «الدولة».
وأضاف الدبلوماسي الأوروبي إن «المعلومات الاستخبارية التي تستطيع إسرائيل تقديمها إلى الدول الغربية، حول ناشطي التنظيم السني المتطرف، سواء في الشرق الأوسط أم على الأراضي الأوروبية، هي الأفضل في العالم».
الدبلوماسي الأوروبي أشار إلى أن ما نقلته «رويترز» ليس مفاجئاً، لأن إسرائيل تحوّل منذ سنوات معلومات استخبارية بشأن تنظيمات متماثلة مع «القاعدة والجهاد العالمي» إلى أجهزة التجسس الغربية.