أطلقت حركة «حماس» أمس مجموعة من التصريحات بشأن علاقاتها مع «فتح» ونظرتها إلى مستقبل المشهد الفلسطيني، وذلك عبر عدة مستويات أغلبيتها من المكتب السياسي، خاصة بعد الموجة العاصفة من التعليقات على موقف الحركة من حديث عضو مكتبها السياسي، موسى أبو مرزوق، عن إمكانية خوض «حماس» مفاوضات مباشرة مع الاحتلال.
أهم المواقف جاءت عبر عضو المكتب السياسي، خليل الحية، الذي أكد أن «الكون يسارع لإعمار ما دمره الاحتلال في غزة، لكن هناك محاولات خبيثة لابتزاز المهدمة بيوتهم». وقال خلال خطبة الجمعة في غزة، إن «حماس ملتزمة خيار المصالحة والوحدة على مبدأ الشراكة السياسية وحماية الثوابت».
في غضون ذلك، رأى نائب رئيس المكتب السياسي في «حماس»، إسماعيل هنية، أن «المماطة» في التوقيع على إعلان روما من أجل محاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني «تفريط في حقوق الضحايا». وقال هنية في تصريح صحافي أمس، إن «رئيس السلطة محمود عباس مطالب بالتوقيع على إعلان روما خاصة أن حماس وقعت مؤخرا على وثيقة بهذا الشأن».

امتنع نتنياهو
للأسبوع الثاني عن عقد جلسة للحكومة

بالتوازي مع هذه التصريحات، كان رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، في زيارة أمس إلى تونس للقاء الرئيس محمد المرزوقي. وأوضح مشعل، خلال مؤتمر صحافي في قصر قرطاج، أنه ناقش مع المرزوقي المساعدة في إعمار غزة وإيواء المشردين، «وأيضا خبرة تونس في الملاحقة القانونية لقادة الاحتلال أمام العدالة الدولية». كما شدد على أنهم مع تعزيز الوحدة الفلسطينية، وقال: «لا مفر من إكمال المصالحة رغم التباينات والخلافات»، لكنه لم يؤكد وجود وساطة تونسية في هذا المجال.
في المقابل، قالت «الجهاد الإسلامي» إنها لا تجد تفسيراً لما قاله موسى أبو مرزوق عن القبول بالمفاوضات «التي قدمنا تضحيات جسام من أجل إسقاط مشروعها». وطالب القيادي في الحركة، أحمد المدلل، قيادة «حماس» بمراجعة موقفها إزاء ذلك، مشددا على أن المفاوضات بالنسبة لـ«الجهاد الإسلامي» مبدأها مرفوض «ولا يمكن لها أن تصافح من قتل الشعب الفلسطيني، فهي (المفاوضات) تعطي الشرعية للعدو الإسرائيلي».
في سياق متصل، طالب عضو المكتب السياسي في «الجهاد»، محمد الهندي، الفصائل الأخرى بالحفاظ على الصورة التي رسمها شهداء الشعب الفلسطيني والمقاومة، مضيفاً: «لا نحارب من أجل ميناء أو مطار بل من أجل فلسطين». وأشار الهندي إلى أن قرار الحرب لا تأخذه حكومة أو سلطة، «فالجميع يعلم أننا لسنا دولة حقيقية، وغزة والضفة تحت الاحتلال».
على صعيد آخر، وبعدما أشاعت أوساط فلسطينية أن مقترح دولة 67 التي قدمتها السلطة الفلسطينية إلى الإدارة الأميركية قبل نحو أسبوع رفضته واشنطن، ذكرت الإذاعة العبرية، أمس، أن الولايات المتحدة أعلنت أنها توافقت مع إسرائيل على ضرورة الإسراع في إعادة إعمار ما دمره العدوان على غزة. ولفتت الإذاعة إلى أن الطرفين أكدا أهمية تعزيز موقع السلطة في عملية الإعمار، كما شددت واشنطن على أهمية تحقيق اتفاق طويل الأمد في أعقاب الجولة الأخيرة من المعارك.
من جهة أخرى، امتنع رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، للأسبوع الثاني على التوالي، عن عقد جلسة للحكومة التي كانت مقررة غدا الأحد. ويبدو أن هدف هذه الخطوة تلافي نشوب أزمة داخل الائتلاف الحكومي، ومن أجل تجنب غضب الأحزاب الحريدية التي يحرص نتنياهو على إرضائها باعتبارها أحد الأوراق البديلة التي قد يضطر إليها في مواجهة أي عملية ابتزاز داخل الحكومة خاصة فيما يتعلق بمشكلة الميزانية.
ميدانياً، شيع الفلسطينيون جثمان الأسير رائد الجعبري الذي استشهد داخل السجون الإسرائيلية، وإثر ذلك تجددت المواجهات المتفرقة أمس في مدينة الخليل جنوبي الضفة المحتلة. مقابل ذلك، أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، أن تشريح جثة الجعبري «أظهر أنه لم ينتحر كما تقول السلطات الإسرائيلية، بل قضى نتيجة تلقيه ضربة على الرأس مع غياب أي آثار على الرقبة»، مطالبا بفتح تحقيق دولي، وذلك بعدما ادعت مصلحة السجون الإسرائيلية أن الشهيد أقدم على شنق نفسه. وأيضا، خلص التحقيق الإسرائيلي والفلسطيني الطبي في استشهاد الفتى محمد سنقرط، في القدس المحتلة قبل أيام، إلى أن «طلقة معدنية مغلفة بالإسفنج تسببت في مقتله» على يد الشرطة الإسرائيلية.
(الأخبار)